السبت، 11 أغسطس 2012

الثورة الصناعية في أوروبا


معنى الثورة
الثورة مصطلح يعني خروج الشيء من وضعه الراهن إلى وضع آخر مختلف وقد يكون إلى وضع أسوأ أو إلى وضع أفضل من الوضع القائم ، وهو يعني تغيرات جذرية وأساسية في حقل من حقول العلم والمعرفة كحقل الصناعة أو حقل الثقافة أو حقل الاقتصاد ، أو قد يكون إشارة إلى تحولات رئيسية في البني الاجتماعية والسياسية ، وغالبا ما يشير مفهوم الثورة إلى تغيرات تحدث عن طريق القوة والانقلاب

مفهوم الثورة
مفهوم الثورة ويعني الثورة العلمية وهي تعني القطيعة بين نموذجين علميين وليس تقدما تدريجيا وتراكميا للمعرفة ، والثورة على الأخلاق وتعني الحرية الجنسية وإلغاء العقوبات على الراشدين المتراضين وإباحة الإجهاض والاعتراف للمرأة بملكيتها لجسدها والتصرف الحر في جنينها بالاحتفاظ به إن شاءت والتخلص منه إن شاءت ، وقد أباحت تونس في عام 1961 حرية الإجهاض لهدفين ، الهدف الأول تحرير المرأة من الأمومة المفروضة عليها بقوة التقاليد ، والهدف الثاني نزع فتيل القنبلة الديموغرافية ، وقد كانت الفرنسيات يسافرن إلى تونس للإجهاض قبل أن يصدر قرار الحرية الجنسية في تونس في عام 1967 ، والثورة السياسية وهو مفهوم مستعار من دورة الكواكب في اللغات الأوروبية بما فيها الأرض التي تحقق ثورة كل 24 ساعة ، وهو مفهوم مستعار أيضا من الظواهر الطبيعية والسلوك الانفعالي اليومي للإنسان في اللغة العربية ، والثورة الصناعية الذي ظهرت في بريطانيا في القرن الثامن عشر وهو مفهوم يعني الانتقال من الآلات المشغلة يدويا إلى الآلات المشغلة ذاتيا ، وانتشار شعار كل شيء ذاتيا ، وذلك بالإضافة إلى خروج الإنتاج من نطاق المنزل والورشة الصغيرة إلى نطاق المصانع الكبرى

العوامل الرئيسية في انطلاقة الثورة الصناعية
العوامل السياسية
لعبت العوامل السياسية دورا كبيرا في انطلاقة الثورة الصناعية وخاصة ثورة 1688حيث قام قادة الثورة بنفي الملك جيمس الثاني ، لأن غالبية الشعب البريطاني البروتستانتي كانت تعارض سياسة الملك المنحاز للكاثوليك ، واختيار ابنته ماري الثانية التي كانت تعتنق المذهب البروتستانتي في عام 1689 ،  وذلك بالإضافة إلى إعلان قانون الحقوق توحيد مملكتي اسكتلندا وانجلترا تحت اسم بريطانيا العظمى ، واستقرار الملكية والبرلمان والكنيسة ، وقد أدى ذلك إلى فتح الباب أمام البرجوازية البريطانية في تسيير شؤون بريطانيا وتطبيق المبادئ الدستورية التي منحت للعمال والنساء حق الانتخاب ، وتشكيل أحزاب سياسية تدافع عن مصالح العمال وتشارك في الحياة السياسية ، والتنافس بين الدول للسيطرة على مصادر الطاقة والمواد الخام والأسواق التجارية وطرق المواصلات .

العوامل الاقتصادية
لعبت العوامل الاقتصادية دور هاما  في انطلاقة الثورة الصناعية فقد أدى تزايد الاستثمارات في الميدان الزراعي ( الثورة الزراعية ) ، وزيادة مساحة الملكيات ، وتطوير تقنيات استغلالها إلى ارتفاع المردود وتنوع الإنتاج والإمكانيات الغذائية ، وفد ساهم ذلك في تزايد النمو السكاني الذي أدى إلى زيادة الطلب على المنتجات الصناعية والى توفير تراكم مالي وظف في تنمية القطاع الصناعي ، وهكذا نرى كيف ساهمت الزراعة في تطوير الصناعة ، وفي الميدان الصناعي أدى ظهور الاختراعات والآلات ووسائل الإنتاج التي حلت محل الوسائل التقليدية التي تعتمد على العمل اليدوي ، وإصدار قانون براءة الاختراع الذي يحمي حقوق المخترع في استثمار اختراعه لمدة تزيد عن عشر سنوات إلى تشجيع الناس على الاختراع . وذلك بالإضافة إلى ظهور تحولات في طرق الإنتاج بحيث تم عزل التاجر عن الصانع وأصبحت المانيفاكتورة عبارة عن بناية تتواجد قرب المادة الخام من معادن وطاقة ويشتغل فيها عمال مأجورون ، وفي الميدان الاجتماعي أدى التزايد السكاني السريع بسبب تحسن التغذية وتطور المستوى الطبي غالى زيادة الأيدي العاملة وتوسيع السوق الاستهلاكية وموقع بريطانيا كجزيرة وتوفر الطاقة والمواد ألخام وخاصة الفحم والصوف وملائمة المناخ لصناعة الغزل والنسيج
المخترعون والمخترعات
وقد كان لظهور المخترعين دورا هاما في قيام الثورة الصناعية وخاصة في بريطانيا دورا هاما في قيام الثورة الصناعية وخاصة بعد ظهور المخترعين مثل لويس بول وجون وايات اللذان اخترعا آلة الغزل وجيمس هارغريفز الذي اختراع دولاب الغزل وريتشارد اركرايت الذي اخترع دولاب الغزل الهيكلي وصمويل كرومتون الذي اخترع النول وادمونت كارترايت الذي اخترع نول يعمل بالطاقة البخارية وجيمس واط الذي اخترع الآلة البخارية وجون ولكسون الذي اخترع الآلة الثاقبة وجورج ستيفنسون الذي اخترع اول سكة حديدية وواطسون واط الذي اخترع جهاز اكتشاف العواصف ونيوتن الذي وضع نظريات عن طبيعة الضوء والجاذبية الأرضية وغيرهم من المخترعين .
الكشوف الجغرافية
كان لاكتشاف العالم الجديد في عام 1492 وطريق رأس الرجاء الصالح في عام 1498 وتطور رأس المال وسياسة الحرية الاقتصادية دورا هاما في قيام الثورة الصناعية وذلك نظرا لاتساع نطاق التجارة والسوق الخارجية خارج أوروبا ، وذلك بالإضافة إلى تطوير طرق المواصلات وخطوط السكك الحديدية التي أدت إلى توسع التجارة والسوق التجارية في داخل القارة الأوروبية

مظاهر الثورة الصناعية
1– تمركز نظام المصانع
2 – النزوح من الأرياف إلى المدن
3 - نمو التجارة الداخلية والخارجية
4 – تنوع المشاريع
5 - زيادة النزعات الاحتكارية
نتائج الثورة الصناعية
1 – ظهور طبقة البرولوتاريا ( طبقة العمال والشغيلة )
2 – ظهور الطبقة البرجوازية ( طبقة أصحاب المصانع وتراكم رأس المال في يدها )
3 – زيادة كمية الإنتاج
4 – تحسين نوعية الإنتاج
5 – ارتفاع مستوى المعيشة
6 – الصراع الطبقي
7 – ظهور النقابات
كانت الثورة الصناعية هي العامل المباشر في ظهور النقابات ، وذك لأن العمال شعروا بالحاجة الملحة لتجميع قواهم في مواجهة استغلال الطبقة الرأسمالية لهم ، وذلك بالإضافة إلى المساوئ الاجتماعية للطبقة الرأسمالية التي دفعت العمال إلى الاتحاد وإنشاء النقابات العمالية لرعاية مصالحهم رغم ان هذه النقابات واجهت معارضة شديدة من الطبقة الرأسمالية التي تمكنت من حمل الحكومات على التسليم بوجهة نظر أصحاب العمل ، ولكن الاعتراف بالنقابات وحق العمال في التجمع والحقوق النقابية والإضرابات بدأت تتحقق تدريجيا بفضل نضال العمال حتى أنها أصبحت مادة أساسية في دساتير الدول الصناعية. 
8–توسع نطاق التجارة الخارجية
9– التوسع في نشاط الحركة الاستعمارية    
وقد كانت الحركة الاستعمارية وللأسف الشديد تقوم على فلسفة اختلاف البشر ووجود تفاوت بين إمكانياتهم العقلية ، وقد كان الإطار الفلسفي التي قامت عليه هذه الفكرة الاستعمارية العنصرية هو وجود أجناس وطبقات من البشر أرقي من أجناس وطبقات أخرى ، وهي فكرة تستند إلى الرؤية الإغريقية التي كانت تشكل منطلق اليونانيين في قديم الزمان واستخدمها من بعدهم الرومان ثم الأوربيون ثم الأمريكيون الذين اعتمدوا نظرية داروون وشروح تلاميذه من بعده وتفريقهم بين الشعوب ومكانتها الاجتماعية وقيمتها الإنسانية من شعوب متمدنة وهي أرقى الشعوب إلى شعوب غير متمدنة وهي اقل الشعوب رقيا وخاصة بعد أن بدأت معالم تداخل التفكير الاقتصادي بالتفكير السياسي على نحو لم يسبق له مثيل وخاصة بعد الانطلاقة الاستعمارية الكبرى وتأسيس المستعمرات في القرن الثامن عشر
ظهور الدول القومية في أوروبا
تتكون الدولة الحديثة من إقليم ذو وحدة جغرافية واحدة ، وشعب يشكل البيئة الاجتماعية ويسكن هذا الإقليم  وسلطة تمارس سيادة الحكم في حدود هذا الإقليم ، وقد نشأت الدولة الحديثة التي تشكل الوحدة الأساسية في بنيان النظام العالمي ، ومصدر وموضوع الحقوق والواجبات والقانون الدولي في غرب أوروبا ، وقد عرفت هذه الدولة باسم الدولة القومية لأن ظهورها ترافق مع ظهور فكرة القومية في القرن التاسع عشر ، وقد امتدت خارج أوروبا ،  وقد كان عصر التنوير ( الذي كان شعاره كن شجاعا واستخدم عقلك ) والشعار ليس مصطلح شكلي ولكنه مصطلح ينطلق من الفكر ليعبر عن الفكر ، ( وقديما قال كونفوشيوس عندما سئل لو وليت الحكم ما هو اول ما سوف تقوم به قال احدد للعبارات معانيها ) ، وما أنتجه من أفكار وضعية وعقلانية سببا في كثير من الثورات الاجتماعية والسياسية التي حدثت في أوروبا وأسفرت عن قيام الدولة الحديثة ، ولكن الدولة وبكل خصائصها وأدواتها وبناها السياسية والثقافية والإدارية والقانونية ليست سوى بناء فوقي للنظام والذي لا بد له من نظام تحتي يرتكز إليه وبه يتحدد والذي يشمل مجمل عملية الإنتاج وعلاقات الإنتاج ، لكن هناك من يقول أن الأساس الذي تقوم عليه الدولة هو أساس بيولوجي عنصري ولذلك يعتبرون الدولة حقيقة بيولوجية مادية ، وهناك من يقول أن الأساس الذي تقوم عليه الدولة هو أساس روحي يقوم على المشيئة المشتركة والأماني الواحدة ، ب\لكن ذلك يتطلب توفر عنصرين يغلب عليهما الطابع النفسي ، الأول يمتد إلى الماضي ويتضمن تراثا غنيا بالذكريات المشتركة ، والثاني في الحاضر ويكمن في الإرادة الجماعية في الحياة المشتركة .
أسباب تأخر ظهور الدولة القومية في أوروبا
1 – انتشار الفكر الكنسي وهيمنته على العقل الأوروبي حيث كان الأوروبيين في أوروبا الغربية ا يشعرون أنهم كاثوليك وفي أوروبا الشرقية يشعرون أنهم أرثوذكس
2 – تأخر ظهور اللغات القومية التي كانت تعتبر لهجات عامية بسبب هيمنة اللغة اللاتينية
3 – سيطرة الإمبراطوريات التي كانت تسيطر على شعوب مختلفة وتعتمد على حكم الأسر مثل الإمبراطورية الروسية والإمبراطورية الثنائية ( النمسا والمجر ) والإمبراطورية العثمانية
4 – احتكار رجال الكنيسة والنبلاء للثقافة
5 – عدم استعداد العامة لقبول مبدأ القومية بسبب الجهل وهيمنة الكنيسة
العوامل المساعدة على نمو القومية
1 – الثورة الفرنسية التي استمرت من عام 1789 إلى عام 1799 وهي أكثر الثورات الديمقراطية أهمية في أوروبا لأنها كانت نتيجة لثورة الطبقة الدنيا والطبقة الوسطى ضد الملك لويس السادس عشر ، لأنه أدت إلى سقوط أسرة البوربون وسيطرة الشعب على السلطة وتشكيل جمعية وطنية تبنت وثيقة إعلان حقوق الإنسان وحقوق المواطن ، وهي وثيقة تطرح مبادئ حرية الإنسان وحقوق الفرد من وجهة النظر الأوروبية ، وأثناء الثورة برزت شخصية نابليون الذي تمكن من الاستيلاء على الحكم في فرنسا في عام 1799، وكان استيلاء نابليون على الحكم يعني نهاية الثورة الفرنسية ، ووضع فرنسا في مواجهة الدول الأخرى ، وخوف الدول الأوربية من انتشار الديمقراطية وخاصة بعد احتلال نابليون للأراضي الأوربية التي تقع في غرب روسيا وخاصة ايطاليا وألمانيا وغزوه للأراضي الروسية ، وهذا ما دفع الدول الأوربية إلى محاربة نابليون وهزيمته في معركة الأمم ومعركة جسر واترلو وعزله عن الحكم في عام 1815 في محاولة لإعادة النظام الأوروبي السياسي إلى الحالة الذي كان عليها قبل حروب نابليون ، وذلك بالى إجراء تعديلات في حدود بعض الدول الأوروبية ، وكبح مشاعر الشعوب الأوروبية نحو الديمقراطية والقومية ، وإعادة الملكية إلى فرنسا واسبانيا ، ولكن هذه التغيرات فشلت في إيقاف انتشار المد الديمقراطي والقومي واندلعت الثورات من جديد ضد الأنظمة الملكية في ايطاليا واسبانيا في عام 1820 وفي اليونان في عام 1821 وذلك بالإضافة إلى ثورات 1830 وثورات 1848 في أوروبا ، وقيام الدولة الايطالية الوطنية في عام 1861 والدولة الألمانية الوطنية في عام 1871 ، وبحلول القرن العشرين أصبح لكل دولة أوروبية باستثناء روسيا دستور خاص بها
2 – الثورة الصناعية ودورها في نشر الطباعة والمواصلات وتطور المدن والصحافة ، وانتشار الثقافة الذي كان من ابرز ثمارها الإيمان بقدرة العقل البشري وبأهمية العلم والتقدم ونشاط الحياة الثقافية عبر مراكزها التي انتشرت في كل مكان في أوروبا ، وذلك بالإضافة إلى تأثير المدينة على حياة الإنسان الثقافية والسياسية والاجتماعية    
3 – حركة الإصلاح الديني في القرن السادس عشر وإنشاء كنائس منفصلة عن الكنيسة الكاثوليكية ، وهي حركة دينية مسيحية ظهرت في أوروبا في القرن الخامس عشر وبدأت كمحاولة إصلاح للكنيسة الكاثوليكية ولكنها تطورت إلى حركة انقلابية على الكنيسة الكاثوليكية وكان من نتيجتها ظهورا لديانة  البروتستانتية حيث فقدت الكنيسة الكاثوليكية قدرا كبيرا من نفوذها في الوقت الذي ازدادت فيه قوة الملوك التي أصبحت تمثل تهديدا مباشرا لسلطة البابا والإمبراطور الروماني ، وكان قادة الإصلاح يتهمون الكنيسة بالإهمال في واجباتها الكنسية مما جعل الناس يفقدون الثقة فيها ، وهكذا أدت انتقادات مارتن لوثر كينغ الراهب الألماني وأستاذ اللاهوت إلى الانفصال النهائي عن الكنيسة الكاثوليكية وقيام الكنائس البروتستانتية في نصف بلدان أوروبا تقريبا ، وفي الوقت نفسه قامت في الكنيسة الكاثوليكية حركة إصلاح مضادة ، وهكذا انقسمت الكنيسة الأوروبية إلى قسمين قسم بروتستانتي في أوروبا الشمالية وقسم كاثوليكي في أوروبا الجنوبية ، وقد أدى هذا الانقسام إلى اندلاع سلسلة من الحروب الدينية بين البروتستانت والكاثوليك امتدت من عام 1618 إلى عام 1648 انتهت بحرب الثلاثين عام
4 – التيارات الفكرية التي كانت تدعو إلى التغيير الشامل والتضامن بين أبناء الأمة الواحدة ومن أهمها مذهب الرومانسية وهو مذهب أدبي يهتم بالنفس الإنسانية ويسعى إلى التحرر من قيود العقل والواقعية وسطوة الكنيسة ويعتقد أنصاره أن العاطفة هي الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الحقيقة ، والمذهب العقلاني الذي يزعم انه يمكن الوصول إلى معرفة طبيعة الكون والوجود عن طريق الاستدلال العقلي ، وهذا يعني أن الإدراك العقلي المجرد سابق على الإدراك الحسي المجسد ولذلك يعتقد أنصاره أن العقل هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الحقيقة والمذهب الراديكالي وهو مذهب يعني الجذر أو الأصل ولذلك كان الراديكاليون يدعون إلى البحث عن جذور الأخطاء السياسية والاجتماعية والاقتصادية وذلك بالإضافة إلى المذهب القومي والمذهب الاشتراكي
5 – تطور الطباعة وانتشار الثقافة وبعث التراث
6 – التنافس بين الأسر الحاكمة للسيطرة على مصادر الطاقة والمواد الخام والأسواق والتجارة وطرق المواصلات وتشكيل الأحزاب والنقابات العمالية   
7 – سياسة المؤتمرات بعد هزيمة نابليون وخاصة  ( مؤتمر فينا - 1814 – 1815) الذي عقدته الإمبراطوريات النمساوية المجرية ( الإمبراطورية الثنائية ) والإمبراطورية الروسية وبروسيا وبريطانيا وبرزت فيه شخصية مترنيخ مستشار الإمبراطورية الثنائية وزعيم الرجعية الأوربية بأفكاره الرجعية الذي استهدفت أعادت تنظيم أوروبا إلى الحالة التي كانت عليها قبل الثورة الفرنسية ومهاجمة الأفكار التحررية والمشاعر القومية وردت فعل الشعوب الأوروبية التي تمثلت في ثورات 1820 وثورات 1821 وثورات 1838 وثورات 1848 وحركة الوحدة الايطالية وحركة الوحدة الألمانية  
ظهور الإمبراطوريات في أوروبا

عوامل ظهور القوى العظمى
بدأت القوى العظمى في الظهور في السنوات الأخيرة من العصور الوسطى حيث ازدادت قوة وسلطة الملوك على حساب قوة وسلطة الكنيسة التي فقدت تأثيرها ونفوذها على الشؤون الأوربية نتيجة للنزاعات الدينية وحركة الإصلاح البروتستانتية في القرنين السادس عشر والسابع عشر والحروب الدينية ، وذلك بالإضافة إلى ضعف قوة اللوردات الإقطاعيين بسبب موت الكثير منهم في الحروب الصليبية وتحول عدد كبير إلى التجارة وعدم قدرة من بقي منهم على مواجهة التغيرات الجديدة وثقافة النهضة وعصر التنوير ، وفد أدت هذه الحروب وعملية بناء القوى العظمى إلى ظهور القوى العظمى التي أصبحت تسيطر على قارة أوروبا .

بداية ظهور القوى العظمى
وفي خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر أصبحت بريطانيا وفرنسا دولتين متحدتين وقويتين ، وأصبحت اسبانيا والبرتغال اكبر قوتين في أوروبا وخاصة في مجال القوة البحرية والكشوف الجغرافية ، واحتل البرتغاليون والأسبان المرتبة الأولى من حيث الاكتشافات الجغرافية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر وكان كريستوفر كولومبس البحار الايطالي الذي كان يعمل في خدمة ملك اسبانيا قد وصل إلى أمريكا في رحلته من اسبانيا إلى جزر الهند الغربية في عام 1492 ، كما قام المكتشف البرتغالي فاسكو دي جاما بأول رحلة له من أوروبا إلى الهند حول أفريقيا واكتشف طريق رأس الرجاء الصالح في عام 1498 ، وبعد عشرون عاما قام ماجلان بتنظيم اول رحلة اكتشافيه حول العالم ، ولكن قوة اسبانيا والبرتغال بدأت تضعف في القرن السادس عشر الميلادي حيث صارت هولندا تحتل المرتبة الأولى من حيث قوتها البحرية الضاربة ، ولكن هذه القوة أخذت في الضعف والاضمحلال بعد هزيمتها أمام بريطانيا في حرب 1652 – 1684 وهي حرب تجارية وكان سببها المباشر هو رفض الأسطول الهولندي تحية العلم البريطاني في المياه الإقليمية البريطانية وحرب 1664 – 1667 التي انتهت بمعاهدة وستمنستر وحرب 1672 – 1674 وحرب 1713 وهكذا أصبحت بريطاني وفرنسا من اقوي الدول الأوروبية ، ، لكن بريطانيا لم تتحمل منافسة فرنسا لها في مجال الاستعمار والسيطرة على القارة الأوروبية والعالم ، ولذلك قررت أن تزيحها من طريقها ، وقد بدأت الحروب بين الدولتين في عام 1744 – 1748 وهي حرب الخلافة النمساوية ، وفي حرب 1756 – 1763 حرب المنافسة على المستعمرات ، وفي حرب الثورة الأمريكية 1787 – 1783 ، وفي ذلك الوقت  أصبحت كل من بروسيا وروسيا دولتين قويتين . وقد تميز عصر التنوير بتطور قدرات الأوربيين العسكرية و صناعة الأسلحة وبداية عصر العلم وعصر الثورة الصناعية وعصر الثورات الأوربية وعصر انتشار الأنظمة السياسية وعصر ظهور الإمبراطوريات العالمية وعصر الاستعمار الصراعات الدموية في أوروبا والعالم وعصر الصراعات الطبقية والقواعد والأحلاف العسكرية والحرب الباردة وسباق التسلح .