الأربعاء، 3 فبراير 2016

اختفاء الزواج

تفقد مؤسسة الزواج، التي كانت يوما ما رباطا اجتماعيا ودينيا وقانونيا كبيرا، الكثير من أهميتها. وكشفت دراسات عديدة مؤخرا ان معدلات الزواج تقل بشدة في العالم كله، حتى في البلدان ذات الثقافية التقليدية مثل غالبية بلدان الشرق الأوسط، وهي ظاهرة تشمل ايضا العالم العربي، اذ ان عدد المتزوجين في سن الثلاثين في غالبية البلدان العربية يقل بشكل متزايد. وهناك نسبة صغيرة ومتزايدة من الراشدين في العالم ممن لا يتزوجون. ووفقا للباحث الاجتماعي جون ويت فان «الافكار التقليدية التي كانت سائدة منذ قرون عصر الاصلاح الديني والسياسي في اوروبا حول الزواج باعتباره اتحادا ابديا وفق عقد بموجب الحب المتبادل، وبهدف التناسل وحماية النسب، يمهد السبيل ببطء الى واقع جديد للزواج باعتباره «عقدا جنسيا مؤقتا هدفه تلبية حاجات الأفراد».


واذا كان غير المتزوجين ما زالوا اقلية حول العالم كله، الا ان الارقام تتفاوت من بلد الى اخر، ومن قارة الى أخرى. فالمتزوجون هم الآن أقلية في دول مثل بريطانيا وأميركا وكندا وأستراليا وفرنسا وهولندا ودول اوروبية اخرى. اما فى اسيا فان الرخاء الاقتصادي ومستويات التعليم العالية تدفع الشباب في الصين والهند وسنغافورة وكوريا الجنوبية الى تفضيل عدم الزواج حتى سن متأخرة، حيث يجري تقليد النزعات الغربية في التعايش مثل زوجين بدون عقد رسمي، أو العيش كوالد وحيد مع ابن او ابنة من علاقة سابقة. ومعدلات الزواج في هبوط في كل الدول الأوروبية الـ 43، من اسكندنافيا الى فرنسا، وهو نموذج يصفه بعض علماء الاجتماع باعتباره «ثورة هادئة» في المجتمع الأوروبي، وابتعادا للأجيال عن مؤسسات وتقاليد العالم القديم والتوجه نحو تأكيد أكبر على الاستقلالية الشخصية. وتظهر المعطيات المأخوذة من الديموغرافيين الأوروبيين ومكاتب الاحصاء ان اغلبية من الأطفال في السويد والنرويج يولدون الآن خارج نطاق الزوجية. وهناك ما يقرب من ثلثي الولادات في ايسلندا خارج الزواج. وتقول تقارير ان الزواج يذوي ببطء في ايرلندا ولوكسمبورغ وهنغاريا وليتوانيا، وهي كلها دول لا تسمح بالزواج بين المثلين جنسيا. وعلى نحو مماثل فان الزواج في هولندا يواجه مشاكل جدية. ويرسم تقرير للمكتب المركزي الهولندي للاحصاء الصادر بعنوان «اتجاهات في التعايش والزواج»، صورة لهبوط راديكالي. ويقول التقرير ان «مزيدا من الأطفال يولدون خارج الزواج. ويصور الناس لا العلاقات العاطفية فحسب وانما حتى الأبوة باعتبارها مسألة شخصية على وجه الحصر». وقد تزايد عدد العائلات غير الرسمية ذات الوالدين (أي المتعايشين من دون زواج) بثلاثة امثال بين اعوام 1995 و2005 بينما تقلص عدد المتزوجين ولديهم اطفال. ويقول علماء الاجتماع ان عوامل مثل سهولة استخدام وتطور وسائل منع الحمل والاجهاض، وتوجه مزيد من النساء الى سوق العمل، وزيادة النزعة الفردية والصعوبات الاقتصادية هي أسباب اساسية تضعف الزواج في الغرب. وكان القانون حتى القرن التاسع عشر قد جعل من الواضح كلية انه على الرغم من ان الطفل يمكن ان يولد من شخصين غير متزوجين، فانه ما ان يولد، الا ولابد ان يكون له والدان. ولم يكن هناك تشريع تقوم الدولة بموجبه بدفع نفقات لطفل الأب او الأم الوحيدة، وكان الرأي العام يدعم بقوة تلك السياسة.


ولكن بحلول القرن العشرين تغيرت السياسات وفقد قانون العائلة أساسه الأخلاقي. وفي نهاية القرن التاسع عشر كان القضاء يشير الى الزواج باعتباره «التزاما مقدسا». وبحلول عام 1965 كان يصف الزواج باعتباره «ارتباطا بين شخصين». وتعكس الدراسات التي قام بها علماء الاجتماع خلال العقدين المنصرمين ان نسبة من يقولون انهم «سعداء» في الزواج قد هبطت الى حد كبير وبشكل متواصل. ويصبح الشباب اكثر تشاؤما بشأن فرصهم في زواج سعيد ودائم. وقد هبط معدل الزواج بصورة دراماتيكية منذ عام 1960. وكان السبب الاساسي وراء هذا الهبوط تأخر سن الزواج، ولكنه يمكن أن يعكس أيضا اتجاها متزايدا نحو حياة العزوبية. وفي عام 1960 كانت نسبة 95% على الاقل من النساء، قد تزوجت مرة واحدة على الاقل قبل ان تبلغ 45 عاما. واذا ما استمرت معدلات الانخفاض الحالية، فان اقل من 85% من الشباب سيكونون متزوجين. وفي فرنسا، البلد الذي دائما ما يقترن اسمه بالرومانسية اكثر من أي بلد آخر، تهبط نسبة الزواج على نحو متزايد. فقد هبطت نسبة الزواج في فرنسا بما يزيد على 30 %، حتى على الرغم من زيادة عدد السكان والولادات. وفي العام الماضي كان 59 % من الأطفال الفرنسيين المولودين قد ولدوا لأبوين غير متزوجين معظمهم بالاختيار، وليس لظروف خارجة عن ارادتهم. وهناك عدد صغير ولكن متزايد من الذين يعيشون معا يستفيدون من قانون جديد يعترف بـ«الشراكة المدنية» يوفر اعترافا قانونيا للزوجين ولكنه يقف بعيدا عن التزامات عقد الزواج. وفي فرنسا توجد اكبر الحوافز المالية لزيادة عدد الأطفال سواء لدى المتزوجين بالطريقة الرسمية او المتعايشين كأزواج. كما أوقف القانون الفرنسي التمييز بين الأطفال المولودين داخل او خارج الزواج قبل ما يزيد على 30 عاما.


هذه التغييرات في فرنسا، تترافق مع تغييرات اخرى اجتماعية وثقافية، بما في ذلك ابتعاد الجيل الحالي تقريبا عن الدين، وخصوصا الكنيسة الكاثوليكية، اضافة الى الهجرة الكبيرة للمناطق المدينية حيث الشباب اكثر استقلالية عن عائلاتهم، وهذه المجتمعات المدينية ليست فقط متسامحة ازاء هذه التحولات، وانما داعمة للخيار الشخصي في اسلوب العيش والحياة.

وشدد بحث في الاتجاهات الاجتماعية المتغيرة من المعهد القومي للدراسات الديموغرافية في فرنسا ان «الزواج لا يتسم بالأهمية التي كانت في السابق». ويتخلى الفرنسيون عن شكليات الزواج بصورة اسرع مما يفعل جيرانهم الأوروبيون والاميركيون. وفي عام 2004، وهي احدث سنة تتوفر فيها احصائيات وأرقام، كان معدل الزواج في فرنسا 4.3 في كل الف شخص، بالمقارنة مع 5.1 في المملكة المتحدة و7.8 في الولايات المتحدة. والدول الأوروبية الوحيدة ذات المعدلات الأدنى من فرنسا كانت بلجيكا بنسبة 4.1 وسلوفينيا بنسبة 3.3. ويقوم أخصائيون في معهد الدراسات الاجتماعية المقارنة باعداد تحليل تفصيلي للتغيرات في بنية العلاقات الزوجية في العالم منذ عام 1950 حتى عام 2000.

ووجدت الدراسة التي اختبرت نظام الضمان الاجتماعي في 57 دولة سبق لها أن تبنته مؤسساتيا، أن معدل الزواج والخصوبة قد انخفض بشدة، وانه بعد حذف عدد حالات الطلاق، انخفضت معدلات الزواج سنويا من 9.72 لكل 1000 شخص عام 1960 إلى 6.4 في عام 1990، وهبط معدل الانجاب من 3.82 للمرأة الواحدة عام 1965 إلى 2.07 في عام 1989. وتشعر الجمعيات الخيرية المساندة للزواج بالقلق من أن زيادة معدلات الضرائب، تؤثر خصوصا على المتزوجين مع أطفال، وتسهم في انخفاض معدلات الزواج، وحذرت الوزراء من أن تقلص معدلات الدعم الاجتماعي سيجعل الوضع أسوأ.

وأشار عالم الاجتماع ديفيد بوبنو الى ظاهرة الابتعاد المتواصل عن نظام العائلة التقليدي حيث الأم تهتم بالأطفال في البيت والأب يعمل، حسبما جاء في تقرير مركز بحوث استطلاع الرأي على المستوى الوطني. وبسبب الطلاق والعيش المشترك بدون زواج والاسر ذات الاب او الام فقط، فإن غالبية العائلات التي تربي أطفالا في القرن المقبل سيكون متبنَّون حسبما قال توم سميث مدير مركز الاستطلاع الاجتماعي العام ومؤلف كتاب «بروز العائلة الأميركية في القرن الواحد والعشرين». والأكثر من ذلك فإن ما يثير الخوف في إنجلترا حسب التقرير هو أن نسبة عدد المتزوجين لا يتجاوز 50.3 في المائة أي أكثر من نصف عدد الراشدين بأقل من 1 في المائة. ومن المتوقع أن تصل إلى 46 في المائة قبل انتهاء عام 2031 ما بين الرجال، بينما ستكون 39 في المائة بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 45 و55 عاما. ونتيجة لذلك فإن عدد الأزواج الذين يعيشون معا بدون زواج سيقفز من مليونين في عام 2003 إلى 3.8 مليون في عام 2031.



وأوضحت الأرقام التي أصدرها مكتب الاحصائيات القومي أن هناك انخفاضا في عدد حالات الزواج في عام 2005 حيث لم تجر في ذلك العام سوى 244710 حالات زواج في إنجلترا وويلز، وهذا يعد أقل معدل منذ عام 1896. ومعدل عمر الذين تزوجوا في بريطانيا زاد بمعدل 3 أعوام بالنسبة للرجال منذ عام 1995 حيث أصبح المعدل 36.2 سنة للرجال، بينما كان 33.6 سنة بالنسبة للنساء في عام 2005.

ويرى روبرت ويلان من معهد «سيفيتاس» للدراسات الاستراتيجية أن زيادة عدد النساء العاملات تعني أن الكثير منهن يؤجلن زواجهن وإنجابهن. وأجبر ارتفاع أسعار البيوت الأزواج على السعي للحصول على دخلين من أجل شراء بيت. والتقاعس على الزواج له صلة بارتفاع تكاليف الطلاق ومعدل التعويضات التي يقدمها الرجال لطليقاتهم. ويقدر المبلغ الذي يجب انفاقه على الزواج بـ 25500 جنيه بينما كان ذلك يكلف 1850 خلال السبعينات من القرن الماضي.

وارتفع عدد الأطفال المولودين بشكل شرعي عام 2005 إلى 53 في المائة بينما هبطت حالات الزواج في المملكة المتحدة من 313550 عام 2004 إلى 287730 عام 2005، وهذا يساوي 10% تقريبا. وقال علماء اجتماع بريطانيون ان «الكثير من النساء في سن الاربعينات والخمسينات سيعشن لوحدهن وربما ستكون لهن علاقة أو علاقتان لكن لن يتمكن من الزواج أبدا، مع كل ما يترتب عليه من تبعات مالية» حسبما قال التقرير. وقال هؤلاء العلماء إن نظام الضرائب منحاز أكثر للآباء غير المتزوجين (أي العازبين مع أطفال) وأن حزب العمال قد ألغى العلاوة التي يحصل عليها الأزواج المتزوجون. وقال ستيف جنكينز المتحدث باسم كنيسة إنجلترا إن الأرقام «مقلقة لأن الكنيسة تعلّم أن الزواج هو أفضل طريقة للأزواج كي يكبروا معا ضمن دعم متبادل». وما عاد الزواج ينظم الحياة الاجتماعية بالطريقة التي كان بها في السابق. فما عاد الناس يكوّنون سكنا خاصا بهم بعد ترك بيوت ذويهم أو الانتهاء من الدراسة. فما عادت الخطوة الأولى بالنسبة للكثير من الناس والمتمثلة بالاستقرار في عمل دائم وشراء بيت ثم الدخول في حياة راشدة. فاليوم هناك 40 في المائة من أصحاب البيوت في أميركا عزاب، وأغلبهم من النساء.

وحسب آخر تقرير من مركز مشروع الزواج الوطني في «جامعة روتغيرز» فإن نسبة بقاء الأميركيين متزوجين تقل، والعيش المشترك بدون زواج قد زاد بنسبة 1200 في المائة ليصل إلى أكثر من 5 ملايين، وخمس النساء غير متزوجات بين سني الـ 25 و39 ويعشن مع شركاء، لكن العيش المشترك خارج مؤسسة الزواج يزيد عن حالات الزواج مستقبلا. ويقول تقرير «حالة الاتحاد لعام 2005» إن عدد حالات الزواج سنويا في الولايات المتحدة قد تضاءل بمقدار 50 في المائة ما بين عام 1970 و2004 وهذا ناجم جزئيا عن أن الشباب يؤجلون زواجهم. أما معدلات الطلاق في الولايات المتحدة فهي الأعلى في العالم فهناك 9.2 مطلقة بين كل 1000 امرأة يبلغ سنها الخامسة عشرة أو أكثر في عام 1960، مقارنة بنسبة 17.7% حالات الطلاق عام 2004. وقد تضاعفت نسبة عدد الأطفال الذين يعيشون مع أمهات عزباوات في الولايات المتحدة ثلاث مرات منذ 1960. وحسب مكتب الإحصائيات الأميركية القومية فإن هناك هبوطا بنسبة 20% في عدد حالات الزواج خلال العشرة اعوام الأخيرة.

وهناك في الولايات المتحدة نسبة 35% ممن تقع أعمارهم ما بين 24 و34 سنة بدون أن يكونوا متزوجين، وتبلغ هذه النسبة بالنسبة للأميركيين الأفارقة 52 في المائة. وتبلغ نسبة الأزواج المتزوجين ما بين الأميركيين الأفارقة 47،9 في المائة. وبالمقارنة مع المعدل الوطني العام الذي يصل الى33 في المائة فإن 69 في المائة من ولادات الأميركيين الأفارقة هي من أمهات عازبات.

ويمكن القول ان الثقة الاجتماعية في الزواج بين الشباب باتت متأرجحة. إذ كانت الشابات حتى وقت قريب متفائلات إزاء فرصهن في السعادة الزوجية والنجاح، إلا ان نتائج استطلاعات ومسوح اجريت بين الشباب أظهرت تراجع الثقة في مقدرتهم على تحقيق النجاح في الزواج. يضاف الى ذلك انهم بدأوا يقبلون ببدائل اخرى للزواج مثل العيش بدون عقد زواج. وقد فقد الزواج التشجيع الواسع داخل المجتمع حتى وسط بعض المتدينين. وفي بعض الطوائف يتفادى رجال الدين الوعظ حول الزواج خوفا من إثارة الضيق لدى المطلقين. تشير احصائيات من استراليا الى ان عام 2005 شهد 109323 حالة زواج، وهذا العدد يمثل نسبة 2.5 في المائة مقاربة بحالات الزواج في عام 2004. كما ان رغبة كثيرين في الزواج في سن لاحقة تواصلت عام 2005. فمتوسط عمر الرجل عند الزواج 34 عاما، ولدى النساء 29.7 عام. وقالت نسبة 76 في المائة من بين الـ109323 الذين تزوجوا طبقا للسجلات الرسمية عام 2005 انهم كانوا يسكنون مع بعضهم بعضا قبل الزواج، وظلت هذه النسبة في زيادة مستمرة منذ عام 2000، إذ وصلت نسبة الذين كانوا يعيشون مع بعضهم بعضا قبل الزواج 71 في المائة. وفي عام 2005 وصلت نسبة الأزواج الذين تتراوح أعمارهم بين 35-39 سنة الذين كانوا يسكنون وزوجاتهم قبل الزواج الى 81 في المائة مقاربة بنسبة 57 في المائة من العرسان الذين تقل أعمارهم عن 19 عاما. اما الشابات الآسيويات المتعلمات فيجدن صعوبة في الزواج او يتزوجن في وقت لاحق وينجبن عددا اقل من الأطفال. فالتعليم الجيد يدفع الى التطلعات، وترفض الكثير من النساء الناجحات الزواج من رجال اقل منهم مستوى. الرجال، من الناحية الاخرى، دائما ما يخافون من الزواج من امرأة اكثر ذكاء وسلطة وقادرة على الرد وليست حريصة على الامومة. من ضمن الدول التي تواجه هذه المشكلة اليابان، وعلى الرغم من ان النسبة منخفضة في دول اخرى، فإن دولا اخرى مثل الهند والصين وسنغافورة تسير بسرعة في هذا الطريق. نتيجة لذلك، آثرت كثيرات من النساء المتعلمات عدم الاهتمام بمسألة الزواج والعيش مع الوالدين او في شقق سكنية خاصة بهن. ففي سنغافورة مثلا، وفي ظل تراجع نسبة المواليد، ظلت الحكومة تنظم رحلات تعريف لغير المتزوجين من النساء والرجال من المتعلمين الذين يشغلون مواقع مهنية رفيعة بغرض تشجيعهم على الزواج والإنجاب. اما في افريقيا فقد تراجعت نسبة الزواج في دول افريقيا جنوب الصحراء بنسبة 1.5 في المائة عام 1990 ووصلت الى 2020 الى 10 في المائة. السبب الاساسي في الزيادة في عدد اسر الرجل والمرأة غير المتزوجين على حساب عدد الأسر التي تتكون من زوج وزوجة يعود الى الزيادة في العمر الذي يتزوج فيه الشخص لأول مرة. ففي عام 1960 كان متوسط عمر الزواج 23 للرجال و20 للنساء. وكانت نصف النساء تتزوج قبل ان تصل الى سن 19 سنة. اما الآن، فإن متوسط عمر الزواج وصل الى 29 سنة لدى الرجال و26 سنة للنساء. وبالنسبة للنساء اللائي يفضلن متابعة الدراسة تصل سن الزواج الى ما يزيد على 30 عاما. السعادة معيار آخر لقياس نجاح الزواج، إلا ان عدد الذين يعتقدون انهم «سعداء للغاية» في زواجهم الأول تراجع بصورة كبيرة ومستمرة. من ضمن المقاييس ايضا الثقة الاجتماعية في ترجيح كفة نجاح الزواج. فالشباب وعلى وجه الخصوص الفتيات باتوا اكثر تشاؤما تجاه فرصهم في زواج سعيد وطويل الأمد. ويشير علماء اجتماع الى تمكن النساء ماليا واجتماعيا كسبب آخر لتراجع الزواج، فالنساء اللائي يخترن الدراسة الجامعية هن الأقل احتمالا في الزواج والإنجاب. ويبدو ان كثيرات وصلن الى قرار يتلخص في ان الوظيفة افضل من الزوج. وتشير نتائج بحث اجري في هذا الجانب الى ان المؤهلات الجيدة «زودت النساء بالقدرة على تأمين الدخل وبالتالي على خيار ما اذا من الافضل لها ان تتزوج ام لا». يضاف الى ذلك ان كثيرين في اليابان يتزوجون بعد تخطيهم سن متوسط الزواج. في عقد الخمسينات من القرن الماضي كانت المرأة تظل غير متزوجة لمدة اربع او خمس سنوات بعد تجاوزها سن متوسط الزواج، إلا ان الكثير من النساء يتزوجن الآن وهن في الثلاثينات او الاربعينات وحتى الخمسينات من العمر، الأمر الذي يعني انه حتى الناس الذين يتزوجون في نهاية الأمر يعيشون فترات أطول في علاقات اخرى. إلا ان هناك كثيرين ايضا غير متزوجين. إذ يبلغ عدد الرجال والنساء غير المتزوجين الذين يعيشون لوحدهم 30 مليونا. كما ان عدد الذين يعيشون مع بعضهم بعضا بدون عقد زواج رسمي، ازداد من 500000 عام 1970 الى ما يزيد على خمسة ملايين في الوقت الراهن.


الاثنين، 1 فبراير 2016

الأمراض النفسية

تعريف المرض النفسي هو نمط سلوكي أو سيكولوجي، يجعل الشخص يشعر بالضيق أو العجز عن الإنجاز والركود، وبالتالي يشعر بالكراهية لنفسه، وهذا لا يعد جزءاً من النمو العقلي والثقافي الطبيعي لمهارات الإنسان، كما ويشعر المريض النفسي بالضيق وعجزه عن حل المشاكل الاجتماعية التي يمر بها، وقد تصل به إلى درجة عالية من اليأس، ورغبته في الوصول إلى الموت. على مر الزمان والثقافات تغيرت أساليب فهم وإدراك حالات المرض النفسي، وإلى الآن هناك الكثير من الاختلافات حول تعريف الاضطرابات النفسية وتصنيفها وتقييمها. وللمرض النفسي فئات وأنواع مختلفة، وإن أكثر من ثلث سكان العالم تعرضوا للإصابة بأحد أنواع المرض النفسي في مرحلة معينة من حياتهم، ويمكن أن يتلقى المصابون بالمرض النفسي علاجهم في مشافي الأمراض النفسية، أو في المجتمع بعيداً عن المستشفى، ويقوم الأطباء المتخصصون بالأمراض النفسية بتشخيص المرض من خلال الاستعانة بعدة أساليب منها الملاحظة، المقابلات، طرح الأسئلة من خلال المقابلات مع المرضى، وبالتالي تقديم العلاج يتم من خلال الاطباء المتخصصين بالصحة النفسية. أنواع الأمراض النفسية البارانويا: وهي ما يصيب المريض من أوهام تلاحقه، ففي هذه الحالة يسقط المريض مشاكله على الأخرين، ويشعر بأنه ضحية، ويرى المريض نفسه في حاله من الإحساس بالرضى عن نفسه، وحالة من المرح والسعادة، لاعتقاده بأنه تفوق، لكنه مع مرور الوقت يدرك أنه تحت تأثير كابوس من الوهم. البارافرينيا: في هذا النوع من المرض يصاب المريض بحالة من الهوس مصحوبة بمشاعر من النشوة والانشراح، ويشعر بهلوسات كاذبة وأوهام، وهذه الأوهام مصدرها الفنتازيا التي يتخيلها، ويصنف هذا النوع ضمن الأوهام الخيالية الحشوية. التخشب:وهذا يأتي من أسباب عديدة منها: الشيزوفرانيا (الانفصام). التهابات المخ. الذهانات التسممية. حالات الإرجاع، أو الردية. التناذرات الهيبفرينية: في هذا النوع من المرض تغلب على المريض الانفعالات والهيجانات الشديدة وغير المتوقعة، فتجده يقفز من مكانه فجأة وبشكل مخيف، دون أي نوع من المقدمات، كما أنه قد يتهجم على من حوله من الناس ولأتفه الأسباب، يمكنه أن يؤذي نفسه ويمزق ملابسه ويقطب وجهه ويقبض كفيه والكثير من الأمور. زملة توهم المرض: وهذا ما يجعل المريض معتقداً أنه مصاب بجميع الأمراض، فيكون قلق على صحته وحياته إلى حد الهوس. زملة الخبل: هذا النوع من المرض يتبعه ضعف عقلي تام، وقد يصل إلى خلل في الكلام والذاكرة والانتباه، وهذا كله ناتج عن خلل يصيب لحاء المخ. زملة البلادة: يصاب المريض بالخمول والهذيان، كما وشعر بالنقص العقلي وحالة من التيهان. النقص العقلي: يتمثل بهذا المرض الارتباط والتشويش، وهنا يفهم المصاب بالمرض ما يعج ببيئته من تفصيلات وأحداث كثيرة، ولكنه يعجز عن تنظيم كل تلك التفصيلات، في هذه الحالة يغلب على المريض الشعور بالارتباك والحيرة والخوف، وتراه ينظر بدقة لوجود الناس بشي من الارتياب. حالات التوهان: فهو يكون مثل الشخص الذي يسير وهو نائم، ويقوم بأعمال سخيفة وغريبة، يخرج أحياناً إلى الشارع وهو لا يدري بذلك، ولا يعرف ماذا يفعل، فيقوم بأعمال بشكلٍ آلي لا توقظه الأصوات العالية حتى. الصرع: هذا المرض يؤثر على المخ، فيصيب الإنسان بتشنجات تختلف في شدتها، ويؤدي إلى اضطرابات نفسية وعقلية، ويؤدي إلى اختلاجات تصيب حواس الانسان. الاكتئاب: من الطبيعي شعور الإنسان بالحزن عند وفاة أحد يعز عليه أو سفر وفراق أحد، لكن الاكتئاب هو نوع من الأمراض النفسية والتي تختلف عن الحزن الطبيعي، بحيث يفقد المصاب بالمرض النفسي متعته بكل شيء، ويفقد القدرة على التركيز والانتباه. الهوس: الهوس هو حالة مناقضة لحالة الاكتئاب، فبدل حالة الحزن، تتكون حالة الفرحة والانشراح والسرور، ولكن هذا الفرح هو أكثر من الحالة الطبيعية للإنسان، وهو من الأمراض العاطفية المزاجية، بحيث يصبح المصاب به مفرط في النشاط والحركة والانفعالية، يتحدث المصاب بسرعة مفتخراً بنفسه، وهو سريع تقلب المزاج وقد تصل به للعدوانية. القلق النفسي: ويكون عند تعرض الانسان لأزمة خارجية شديدة، له أعراض جدية ونفسية تحدث بوقت واحد، فالأعراض النفسية تتمثل بالخوف والتوتر وعدم الاستقرار النفسي والانزعاج، أما الأعراض الجسدي، فتكون بالتوتر العضلي والارتعاش وعدم الراحة الجسدية، وربما آلام في الجسم. الرهاب النفسي: وهو حالة من الذعر والخوف الشديد الذي يصيب الإنسان ولا يستطيع السيطرة عليه، وأيضاً لا يستطيع الأخرون أن يخففوا على المصاب ويطمئنوه، فمثلاً الرهاب والخوف من القطط، يدفع صاحبه لتجنب الذهاب للأماكن العامة وكذلك الزيارات الاجتماعية. الوسواس القهري: يتمثل من خلال ورود أفكار على ذهن الإنسان رغماً عنه، مع معرفته بأن كل تلك الأفكار غير منطقية وسخيفة، وأنها تسبب له الانزعاج فقط وتستمر في غزو ذهنه. الهستيريا: يصيب النساء أكثر من الرجال، ويكون في المراحل المتقدمة من العمر، وهو عبارة عن فقدان لإحدى وظائف الجسم سواء الحركية أو الحسية، ويظهر على المريض شلل في بعض أطرافه ونجده يشتكي من الرجفان أو بعض الآلام، وكل هذا يكون بدون أي مرض عضوي جسدي.


اضطرابات الشخصية: وعادة ما تحدث في فترة المراهقة أو قبلها، وهو نمط من السلوك سيء التكيف، وتكون الشخصية به غير متوازنة إما اضطراب كامل في عناصر الشخصية أو شدة تامة في توازن هذه المكونات، ولهذا تكون آثاره سلبية على المجتمع من حوله. الانفصام النفسي: يشعر صاحب هذا الانفصام بأن هناك قوة خارجية بشرية قد حُشرت في ذهنه، أو أن الأفكار التي في ذهنه قد سحبت من رأسه، ويشعر بأن جميع من حوله يعرف بماذا يفكر وما يدور في ذهنه. القهم والنهام العصابي: غالباً ما تصيب هذه الأمراض المراهقين من الشباب والفتيات، وبنسبة أكبر للفتيات، بحيث أن المصابات بهذا المرض تقدر نسبتهم أكثر من 90%، وتختلف النسبة من مجتمع لأخر، ومظاهر هذا المرض عند الفتيات تكون بالاهتمام بالحمية لإنقاص الوزن؛ لأنها تعتقد بأن وزنها زائد وتبدأ بفقدان السيطرة على سلوكها، فتقوم بأخذ الحمية بطابع مرضي وغير سليم، كما وتظهر على المصابات بمظاهر سلوكية غير معتادة، كإخفاء الطعام، وتصاب بتشوه واضطراب في مخيلتها عن نفسها. علاج الأمراض النفسية كثيراً ما يستخدم الأطباء العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الأمراض النفسية، وهذا يعتمد على استخدام أساليب التحليل النفسي، من سلوك وتفكير معين، وهناك أيضاً العلاج الأسري أو المجموعي الفرد، وتعتمد طرق العلاج جميعها على المنهج الإنساني. أهم الأدوية التي تستخدم في العلاج الأدوية المضادة للاكتئاب تستخدم في علاج الاكتئاب الاكلينيكي وعلاج اضطرابات القلق وغيرها الكثير من الاضطرابات النفسية. استخدام مضادات القلق لعلاج اضطرابات القلق ومشاكلها، مثل مشاكل الأرق. مضادات الذهان، تستخدم للاضطراب ثنائي القطب. مثبتات المزاج، والتي تستخدم لعلاج الأعراض الجانبية لمرض الانفصام. استخدام المنبهات العصبية لعلاج الاضطرابات الذهنية، خاصة علاج الاضطراب الذي يسبب فرط الحركة وتشتت الانتباه. تستخدم هذه الأدوية في علاج الكثير من الأمراض النفسية غير المشار إليها في الملصق الخارجي للدواء، بمعنى أن هناك ممارسة خارج نطاق ملصقات الأدوية. هناك طرق كثيرة لعلاج الأمراض النفسية، ويستخدم الأطباء العلاج بالصدمات الكهربائية لبعض الحالات الحرجة وصعبة السيطرة عندما تفشل أساليب العلاج الأخرى: العلاج عن طريق الأسلوب الإرشادي النفسي، والإرشاد المشترك بين الأصدقاء، وهذا مهم جداً في علاج الاضطرابات النفسية. إطلاع الناس على برامج التثقيف النفسي يمكنه أن يساعدهم في فهم مشاكلهم وطرق إدارتها. العلاج بالفن أو العلاج الموسيقي والأفكار الإبداعية. الاهتمام بالغذاء للمريض النفسي، والالتزام بالأغذية التي يشير إليها الطبيب المختص.

الأمراض النفسية كثيرة و منتشرة بشكل كبير ، و لكن المشكلة هي الفهم الخاطئ لمرضى النفسين فالكثير يظن بأن المرضى النفسيين هم الأشخاص المصابون بخلل عقلي او لديهم نقص به ، و لكن ذلك الكلام غير صحيح ، فالجنون و نقص العقل هي أمراض عقلية و ليست نفسية ، فالعديد من الأمراض النفسية موجودة بسبب خوف او تكبر او شعور بالنقص العاطفي ، و المشكلة الكبيرة هي عدم اعتراف المريض النفسي بمرضه النفسي ، بل إن عرف أخفى ذلك حرجا ، و لكن ما الحرج من العلاج ، كلنا نذهب إن شعرنا بمرض لأخذ الدواء مثل ألام الأسنان او المعدة و غيره ، و هذا الأمر مشابه إلى حد كبير لتلك المشكلة ، فلا مانع من أن يبحث الإنسان إن كان لديه مرض نفسي و يقوم بمعالجته ، فذك سيجعل حياته أجمل بكثير و سيصبح بيده التغلب على المشاكل التي تواجه ، فالمريض النفسي يصبح يكره نفسه و يكره الآخرين ، بل و قد يشعر أن جميع من حوله يكرهونه ، و تتعرف إن كنت مريض نفسي او لا ، عليك أولا مراقبة تحركاتك و التركيز على ما تفعله ، فمثلا إن كنت تفضل الوحدة و الانعزال و لا تحب إن تتكلم مع الآخرين فهذا مرض نفسي و يجب معالجته ، و انظر إلى نفسك إن كنت ممن يأخذون قراراتهم بصعوبة ، او انك لا تستطيع السيطرة على غضبك او انفعالاتك المتنوعة ، و إن كنت تخاف من أمر معين مثل الأماكن المرتفعة او غير ذلك ، او إن كنت تجد الصعوبة بإعطاء ثقتك للآخرين ، او كان لديك صعوبة بحل مشاكلك ، و إن كنت ممن لا يعفو على الآخرين مهما حدث و حاولوا إقناعك ، او كان لديك شعور باليأس من الحياة ، او انك مهما حلمت فلن يتحقق أي من أحلامك ، كما انه يمكنك التأكد من انك  مريض نفسي من زيارتك لطبيب نفسي لتشخيص حالتك ، و أول خطوات العلاج هي الاعتراف بالمرض النفسي ، لأنها تعتبر أصعب الخطوات ، و لأن العديد ينكرها حتى لنفسه ، و بعد الاعتراف بها  ، تحاول أن نتحداها و أن تقوم بعمل ما تخاف منه أو ترتبك منه ، و بعد فترة ستجد أن ذلك اختفى سريعا ، أما من يعانون مثلا من الاكتئاب فعليهم التفكير بالأمور الايجابية ، و أن لا يترددوا بالخروج من البيت للتنزه او زيارة الأصدقاء ، و كما قلنا فيمكنك أن تعالج نفسك دون أن يكون هناك أي داع للذهاب إلى مراكز نفسه او غير ذلك ، و ليس العيب بان تكون مريضا نفسا و لكن العيب بان تتجاهله و تتجاهل علاجه فتكبر مشكلتك و يصعب حلها بعد ذلك ، و بذلك نكون قد حددنا ان كنا مرضى نفسيين ام لا و علينا تذكر بان كل داء له دواء و ان نتعالج للتخلص من ذلك المرض  .


أعراض الإصابة بمرض نفسي من المهم بصفة خاصّة أن تولي اهتماماً للتغيّرات المفاجئة في الأفكار والسلوكيات، كما نضع في اعتبارنا أنّ ظهور العديد من الأعراض التالية، وليس فقط تغير واحد، يشير إلى وجود مشكلة ينبغي تقييمها وعلاجها بأقرب مركز صحي. عند الكبار فكر حائر. الاكتئاب لفترات طويلة (الحزن أو التهيج). المشاعر المفرطة، كالخوف، والقلق. العزلة عن المحيط الخارجي. تغيّرات جذرية في الأكل والنوم . مشاعر من الغضب قوية. أفكار غريبة (أوهام). رؤية أو سماع أشياء غير موجودة (الهلوسة). تزايد عدم القدرة على التعامل مع المشاكل والأنشطة اليومية. أفكار انتحارية. العديد من الأمراض الجسدية غير المبررة. تعاطي المخدرات. عند المراهقين تعاطي المخدرات. عدم القدرة على التعامل مع المشاكل والأنشطة اليومية. التغيرات في النوم وعادات الأكل. شكاوى مفرطة من الأمراض الجسدية. التغييرات في القدرة على إدارة المسؤوليات في المنزل أو في المدرسة. التغيب عن المدرسة، والسرقة، والتخريب. الخوف الشديد. المزاج السلبي لفترات طويلة، وغالباً ما يرافقه فقدان الشهية أو أفكار الموت. نوبات متكررة من الغضب. عند الأطفال التغييرات في الأداء المدرسي. الدرجات المتدنية رغم الجهود القوية. التغيرات في النوم وعادات الأكل. القلق المفرط (أي رفض للذهاب إلى السرير أو المدرسة). فرط النشاط. الكوابيس المستمرة. العصيان المستمر أوالعدوانية. نوبات الغضب المتكررة. كيفية التعامل مع المريض النفسي تثقيف نفسك حول هذا المرض: تثقيف نفسك حول المرض هو في الحقيقة أساس الدعم، فقد أظهرت الأدلة أنّه إذا تمّ تزويد الأسر بالتعليم واشراكهم في عملية العلاج، فالمرضى الذين يعانون من الأمراض النفسية ستخف عندهم الأعراض، وعدم معرفة الكيفية التي يجب أن يعامل بها المريض يمكن أن تخلق المفاهيم الخاطئة وستمنع الأسر من إعطاء أحبائهم المساعدة المطلوبة. التعامل مع السلوك غير العادي: التصرفات الخارجة من مريض عقلي غالباً ما تكون غير سلوكية، هذه السلوكيات يمكن أن تكون مدمرة ويصعب قبولها، فعليكم حينها زيارة الطبيب، ونقاش هذه السلوكيات ووضع استراتيجية للتعامل معها. إنشاء شبكة دعم: كلّما أمكن ذلك، اطلب الدعم من الأصدقاء وأفراد الأسرة، إذا كنت تشعر بأنك لا يمكن مناقشة الوضع مع الأصدقاء أو أفراد الأسرة الآخرين، فاعثر على المساعدة الذاتية أو مجموعات الدعم، إذ توفر هذه الجماعات فرصة لك لإجراء محادثات مع غيرهم من الناس الذين يعانون من نفس النوع من المشاكل، يمكنهم الاستماع وتقديم النصائح القيمة. البحث عن المشورة: العلاج يمكن أن يكون مفيد لكل من المريض النفسي وأفراد الأسرة الآخرين. فالمراكز الصحية يمكن أن تقدم سبل للتعامل وفهم أفضل لوضع المريض، عندما تبحث عن المعالج يجب التحلي بالصبر والتحدث مع عدد قليل من المهنيين بحيث يمكنك اختيار الشخص الأنسب لوضع مريضك وعائلتك، قد يستغرق الأمر وقتاً حتى ترتاح للوضع الراهن، ولكن على المدى الطويل سوف تكون مسرور لأنك طلبت المساعدة. أخذ بعض الوقت: من الشائع بأن أعضاء الأسرة يشعرون بالاستياء حيال إصابة قريبهم بمرض نفسي، وقد يجدون صعوبة في التعامل مع الوضع الراهن، لكن يجب أن تتذكر بأن العلاج يحتاج لمزيد من الوقت والصبر، فعليك بجدولة الوقت فهذا يساعد على إبقاء الأمور في نصابها. من المهم أن نتذكر أن هناك أملا في الشفاء، وأنه مع العلاج، الكثير من الناس المصابين بمرض نفسي سيعودون لحياة منتجة ومثمرة. قد يكون من الصعب على المحيطين فهم وتقدير شدّة الأعراض التي يمرون بها، مثل الأفكار المرعبة المرتبطة بالانفصام أو التفكير في الانتحار والاكتئاب العميق، فالسعي لفهم أن هذه الأفكار والتصرفات الصادرة منهم ليست تحت سيطرتهم هذا يصب في صالح علاجهم ومساعدتهم على تخطي الازمة.