إحصاء إنجازاتك في آخر عيد ميلاد لك
النظرة الشاملة لدى حياتك تأتي عندما تريد أن تعرف من أنت؟
يأتي في عقلك سؤال يتغلل في كونية ذاتك وتريد أن تعرف لماذا خلقك الله-سبحانه وتعالى- وهل ستنمو معك قدراتك لتجعل منك شخص تتذكره البشرية..فوظيفة الوالدين في تأهيل الطفل وتربيته لإغراز العقائد الطيبة والمبادئ السامية التي تجعله يتوجه بسواعده الى طريق الخير الذي يحقق له رضاء نفسه و راحة ضميره.
المانع الذي يجعلك تؤجل المراجعة الشاملة لحياتك هو مانع الخوف؛فكل ما يحدث في عقلك الباطن هو تعارض ما بين تشوقك الى المستقبل و هروبك من الماضي،فلا بئس من الرجوع الى كل محطة توقفت عندها في كل عام مر عليك وانت حي..فأول ما يجب ان تعلمه لنفسك هو أن اليوم الذي يفوت لا يمكن إسترجاعه وأقصى تحدي يمكن أن تواجهه في حياتك هو مجرد إجهاد ومشقة سوف تزول حين تحقيق غايتك،ولكن خير الذي يجب أن ينتصر ويهزم الشر الذي بداخلك يحدد نوعية غاياتك وتثبت في إعتقادك أن قوتك في تحقيق جميع الأسباب التي تؤدي الغرض الذي تسعى إليه لا تفي دون أن تستسلم بكل إيمانك بأن الله هو مسبب تلك الأسباب،وبدون مشيئته لن يتم توفيقك لدى أي شئ تريده؛وإن خدعك شيطانك بأن سعيك وراء غاياتك يجعلك تستخدم سبل غير شرعية يجعلك تحصل على نتيجة مساوية أو تكاد تكون أفضل من أصحاب مشقة الحلال،فعلم أن الالحرام والسحت يذهب ويزال ومعه ما هو أغلى منه وأن الله يمهل أصحاب الآثام لكي يعطي لهم فرص أكبر للتوبة والرجوع عن طريق الآفات الحاقنة التي تسمم الروح البريئة والطاهرة بداخلك..وإن غدا لناظره قريب.
يجب أن تعلم أن ذكرى يوم ميلادك ليس مجرد إحتفال لإتمامك عام جديد يطيل من عمرك ولكن سنة فاتت ويجب الإسراع كي لا يفوت وقت أكثر دون الإفادة منه،لأنك ستعيش مرة واحدة والحية منحة إلاهية لاتعوض.
بداية إسترجاع العلاقات مع الناس وإنهاء ما هو ضار منها وإسترجاع ما تم إفتقاد الخير فيه وتصليح ما قد أوشك على الإنهيار..وبذلك سيتم التمهيد الى التفكير بذهن رائق نحو رسم مخططات جديدة نبدأ بها عامنا الجديد الذي وهبنا الله إياه،وفيما بعد نحدد ما يجب علينا ان نتعلمه لكي يزيد من مميزاتنا سواء أكان من اللغات أو الدورات التدريبية أو الفنون أو المهن المتقنة والرجوع الى ما تم التشويش فيه من التعليم السابق لنا دون الإستفادة منه،بالإضافة إلى تقسيم الوقت بصياغة جدول أعمال مبسط يجعل لكل وقت مهمة محددة تكون وسيلة لتحقيق غاية هادفة،والأهم هو حفظ حق الجسد من الصحة لكي نعتني بأنفسنا ونوقي صحتنا من الأمراض بكسر نمط التغذية الى ما هو ينقي الدم من ما يشوبه من عشوائية الطعام التي تفرضها علينا الحياة العملية.
الروح مثل الوقود والجسد مثل السيارة والحياة مثل الطريق..فلا يمكن أن تسير بجسدك دون أن تطمئن على الروح فيه وهذا ما يجبرك أن تنظر ورائك كما تنظر أمامك لكي يتناسب تركيزك بين ما سبق وما هو آتي لكي تصل الى نهاية الطريق بسلام،وحين ذلك لن تبالي بما لاقيته من مشقة السير في الطريق حتى وإن كان ملئ بالمطبات والحواجز؛فإن كنت تسيطر في قيادتك على عجلة القيادة سوف تحقق غايتك بمساعدة الوسيلة.. وهذا ما يتم الإختلاط فيه على بعض الناس حيث بعضهم يرى المال غاية وليس وسيلة،فلا أحد يستطيع ان ينكر أهمية المال لأنه معاش الحياة لكنه مثل الوقود إن تسرب من السيارة سيؤدي الى إنفجارها؛ولذا يجب أن لانجعل المال يتسرب الى أحلامنا في عقولنا لكي لا تنفجر..لأن معظم أهل الجشع الذين يجعلون المال فوق رؤوسهم لا يعلمون ماذا سيفعلون به بعد حصاده،وهذا لأنهم قد نسوا ان كفن الميت لا يوجد به جيب؛فماذا سيأخذون معهم الا حسابهم وماذا سيتركون من بعدهم أهم من ذكرى أعمالهم؟
فليعلم كل منا ما يحب أن يذكره به الناس وما يحب أن يأخذه معه من حساب.