الأحد، 21 أكتوبر 2012

ويليام شيكسبير


ويليام شكسبير (1564 ـ 1616) كبير الشعراء الإنكليز. كان ممثلاً ومؤلفاً مسرحياً. سبر في مسرحياته أغوار النفس البشرية، وحلّلها في بناء متساوق جعلها أشبه شيء بالسيمفونيات الشعرية. من أشهر آثاره الكوميدية كوميديا الأخطاء (1592/1593) وتاجر البندقية (1596/1597). ومن أشهر آثاره التراجيدية روميو وجوليت(1594/1595)، ويوليوس قيصر (1599/1600) وهاملت (1600/1601)، وعطيل (1604/1605)، ومكبث (1605/1606)، والملك لير (1605/1606 أيضاً).

شكسبير كاتباً مسرحياً


يعد شكسبير من أبرز الشخصيات في الأدب العالمي إن لم يكن أبرزها على الإطلاق. يصعب تحديد عبقريته بمعيار بعينه من معايير النقد الأدبي. وإن كانت حكمته التي وضعها على لسان شخصيات رواياته خالدة في كل زمان. هناك تكهنات وروايات عديدة عن حقيقة شخصيته التي يكتنفها الغموض والإبهام. وعن حياته التي لا يعرف عنها إلا القدر اليسير. والثابت أن أباه كان رجلاً له مكانته في المجتمع، وكانت أمه من عائلة ميسورة الحال. وقيل إنه بلغ حداً من التعليم، مكنه من التدريس في بلدته ستراتفورد – أون – آفون التي يوجد بها الآن مسرح يسمى باسمه، يقوم بالتمثيل على خشبته أكبر الممثلين المتخصصين في رواياته. ومن الثابت أيضاً أنه تزوج من آن هاثاواي، وأنجب منها ثلاثة أطفال، وفي 1588 انتقل إلى لندن وربط حياته بالمسرح هناك. وفي 1589 أخرجت أولى مسرحياته وهي أما مسرحية كوميديا الأخطاء أو الجزء الأول من مسرحيةهنري السادس. وفي 1599 اشترك في إدارة مسرح جلوب الشهير. وقد كان شكسبير رجل عصره على الرغم من عالمية فنه إذ تأثر إلى حد بعيد بمعاصريه من كتاب المسرح مثل توماس كيد وكريستوفر مارلو، وخاطب مثلهم الذوق الشعبي في عصره وهو الذوق الذي كان يهوى المآسي التاريخية بما فيها من عنف ومشاهد دامية. كما كان يهوى المشاهد الهزلية ذات الطابع المكشوف التي كانت تتخلل المسرحيات التراجيدية لتخفف من حدة وقعها. غير أن شكسبير هذب القصص التي نقلها عن المؤرخ هوليتشد لتاريخإنجلترا واسكتلندا كما هو الحال في مسرحيات ماكبث، والملك لير، وسمبلين، وريتشارد الثالث، وعن المؤرخ الروماني بلوتارك كما في مسرحية أنطونيو وكليوباترا. وأضاف إلى ذلك كله عمق تحليله للنفس البشرية، فضلاً عن شاعريته الفياضة في تصوير المواقف التاريخية والعاطفية الخالدة حتى جعل من المسرح الإنجليزي فناً عالمياً رفيعاً. ومن المتفق عليه بين معظم الباحثين والدارسين أن 38 من المسرحيات لا يشكل في نسبتها إليه، وأن مراحل إنتاجه الأدبي يمكن تقسيمها إلى مراحل أربع: أولها (1590 – 1594) وتحوى مجموعة من المسرحيات التاريخية منها كوميديا الأخطاء، وهنري السادس وتيتوس اندرونيكوس، والسيدان من فيرونا وجهد الحب الضائع والملك جون، وريتشارد الثالث، وترويض النمرة والأخيرتان ترجمتا إلى العربية، والثانية هي المرحلة الغنائية (1595 – 1600) وتشتمل على معظم قصائده الشهيرة وبعض مسرحياته الخفيفة مثل ريتشارد الثاني وحلم منتصف ليلة صيف وتاجر البندقية التي ترجمت جميعاً إلى العربية مع بعض روائعه الشهيرة مثل روميو وجوليت، وهنري الخامس، ويوليوس قيصر، وكما تهواه وقد ترجمت جميعاً إلى العربية. ومن مسرحيات هذه المرحلة كذلك زوجات وندسور المرحات وضجيج ولا طحن، أما المرحلة الثالثة (1600 – 1608) فهي أهم المراحل على الإطلاق، إذ تمثل نضوجه الفني، فقد كتب فيها أعظم مسرحياته التراجيدية مثل هاملت، وعطيل، والملك لير وماكبث وأنتوني وكليوباترا، وبركليز وكريولينس ودقة بدقة وقد ترجم معظمها إلى العربية. ومنها ما ترجم أكثر من مرة، ومنها ما بلغ عدد ترجماته العشرة مثل هاملت. ومن مسرحيات هذه المرحلة أيضاً تيمون الأثيني. وخير ما انتهى بخير. ثم تأتي المرحلة الرابعة (1609 – 1613) التي اختتم بها حياته الفنية وقد اشتملت على مسرحيات هنري الثامن، والعاصفة مما ترجم إلى العربية، وعلى مسرحيتي قصة الشتاء وسمبلين. وفي هذه المرحلة نجد العواصف النفسية العنيفة وقد خبت وتحولت في نفس الشاعر إلى نظرة تقبل ورضى وأمل وتأمل.
يمكن تقسيم نتاج شكسبير المسرحي إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي: المأساة والملهاة والمسرحيات التاريخية، كما كتب عدداً من المسرحيات التي يصعب إدراجها ضمن هذه التصنيفات المألوفة، واعتاد النقاد إطلاق صفة «المسرحية الرومنسية» أو «التراجيكوميدية» عليها. ومن الممكن، ابتغاءً للسهولة، تقسيم نتاجه إلى أربع مراحل، مع أن تاريخ كتابته للمسرحيات غير معروف بصورة مؤكدة. تمتد المرحلة الأولى من بداياته وحتى عام 1594، والثانية من 1594ـ 1600، والثالثة من 1600ـ1608، والأخيرة من 1608ـ1612. وهذه التقسيمات تقريبية وضعها مؤرخو المسرح ونقاده لمتابعة تطور حياته الأدبية ضمن إطار واضح. تقع المرحلتان الأولى والثانية ضمن مرحلة المسرح الإليزابيثي Elizabethan Theatre نسبة إلى الملكة إليزابيث الأولى، أما المرحلتان الثالثة والرابعة فتقعان ضمن مرحلة المسرح اليعقوبي Jacobean نسبة إلى الملك جيمس (يعقوب) الأول James (Jacob) الذي تولى العرش في 1603 وتوفي عام1625.

الجدل


وهناك تكهنات وروايات عديدة عن حقيقة شخصيته التي يكتنفها الغموض والإبهام، وعن حياته التي لا يعرف عنها إلا القدر اليسير. والثابت أن أباه كان رجلاً له مكانته في المجتمع، وكانت أمه من عائلة ميسورة الحال. وقيل أنه بلغ حداً من التعليم مكّنه من التدريس في بلدته "سترانفورد" التي يوجد بها مسرح يسمى باسمه. كان شكسبير رجل عصره على الرغم من عالمية فنه، إذ تأثر إلى حدٍّ بعيد بمعاصريه من كتاب المسرح، وخاطب مثلهم الذوق الشعبي في عصره، وهو الذوق الذي كان يهوى المآسي التاريخية بما فيها من عنف ومشاهد دامية. كما كان يهوى المشاهد الهزلية ذات الطابع المكشوف التي كانت تتخلل المسرحيات التراجيدية لتخفف من حدة وقعها. غير أن شكسبير هذّب القصص التي نقلها عن المؤرخ هوليتشد لتاريخ إنكلترا واسكوتلندا، كما هو الحال في مكبث والملك لير، وسمبلين، وريتشارد الثالث. وعن المؤرخ الروماني بلوتارك، كما في مسرحية "انطوني وكليوباطرا". وأضف إلى ذلك كله عمق تحليله للنفس البشرية، فضلاً عن شاعريته الفياضة في تصوير المواقف التاريخية والعاطفية الخالدة، حتى جعل من المسرح الإنكليزي فناً عالمياً رفيعاً.
هذا ويمكن تقسيم مراحل إنتاجه الأدبي إلى مراحل أربع: أولاها (1590-1594) وتحوي مجموعة من المسرحيات التاريخية منها "كوميديا الأغلاط" و"هنري السادس" و"تيتوس أندرونيكوس" و"السيدان من فيرونا" و"جهد الحب الضائع" و"الملك جون" و"ريتشارد الثالث" و"ترويض الشرسة".
نسب بعض النقاد المتقدمين مؤلفاته إلى آخرين منهم الفيلسوف فرانسيس بيكون، ومنهم أيرل أكسفورد السابع عشر. وقال آخرون إنه من أصل عربي وإن اسمه جاء تحريفاً لاسم الشيخ زبير.وكلها أقوال لم تثبت بالأدلة القاطعة والمقنعه ولم يقم عليها الدليل العلمي وإن كانت هناك بحوث كثيرة في هذا الصدد. ولقد اشترك كثير من كبار الشعراء في القرنين 18، 19 في جمع مسرحياته ونقدها وإن اختلفت وجهات النظر وتعددت أساليب النقد. ففي القرن 18 اعترض كتاب من أمثال جون درايدن وألكسندر بوب على ما اعتبروه إسراف شكسبير في الخيال والتعبير، أما شعراء القرن 19 من أمثال صامويل تايلر كولريدج فقد أعطوا الشاعر الكبير حق قدره. وكذلك الحال بالنسبة إلى نقاد القرن 20 من أمثال ت. س. إليوت ممن أكدوا عالمية فنه وخلود أدبه. هذا وقد كان لشكسبير أثره الكبير في آداب جميع الأمم على الإطلاق، وتأثر به جميع الكتاب والشعراء والأدباء في كل البلدان وفي كل العصور في القارة الأوروبية وفي الأمريكتين وفي غير ذلك من القارات في القرن 17، 18، 19، وفي غير ذلك من القرون. أما في الأدب العربي فقد تأثر به كثير من الأدباء، وترجمت معظم مسرحياته وقدمت في المسرح والسينما والإذاعة، وكان لإدارة الثقافة بجامعة الدول العربية في الأيام الأخيرة فضل القيام بترجمة جميع مؤلفاته تلك التي صدر منها حتى الآن 12 مسرحية، وهي بصدد إصدار باقي مسرحياته حسب ترتيبها التاريخي.

من أقـواله

  • أكون أو لا أكون هذا هو السؤال.
  • أنك تقتل يقظتنا..الذي يموت قبل عشرين عاماً من أجله، إنما يختصر مدة خوفه من الموت بنفس العدد من السنين..
  • إن أي مركز مرموق كمقام ملك ليس إثماً بحد ذاته، إنما يغدو إثماً حين يقوم الشخص الذي يناط به ويحتله بسوء استعمال السلطة من غير مبالاة بحقوق وشعور الآخرين..
  • الرجال الأخيار يجب ألا يصاحبوا ألا أمثالهم...
  • هناك أوقات هامة في حي كبير، وان كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح..
  • لا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجاً.. فإذا جاء طلبت منهُ كل شيء..
  • إذا أحببتها فلن تستطيع أن تراها.. لماذا؟ لان الحب أعمى.
  • يمكننا عمل الكثير بالحق لكن بالحب أكثر..
  • لكن الحب أعمى والمحبون لا يستطيعون أن يروا الحماقات الصارخة التي يرتكبونها هم أنفسهم..
  • إن المرأة العظيمة تُلهمُ الرجل العظيم، أما المرأة الذكية فتثير اهتمامهُ.. بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب، ولكن المرأة العطوفه.و. المرأة الحنونه.. وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية..
  • الرحمة جوهر القانون، ولا يستخدم القانون بقسوة إلا للطغاة..
  • يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة..
  • أن الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه..
  • إننا نعلّم الآخرين دروساً في سفك الدماء.. فإذا ما حفظوا الدرس قاموا بالتجربة علينا..
  • على المرء أن ينتظر حلول المساء ليعرف كم كان نهاره عظيماً..
  • إن الغيرة وحش ذو عيون خضراء..
  • الذئب ما كان ليكون ذئباً لو لم تكن الخرافُ خرافا..
  • لا يكفي أن تساعد الضعيف بل ينبغي أن تدعمه..
  • قسوة الأيام تجعلنا خائفين من غير أن ندري تماماً ما يخيفنا.. إذ إن الأشياء التي تخيفنا ليست إلا مجرد أوهام..
  • مداد قلم الكاتب مقدس مثل دم الشهيد!..
  • ليس من الشجاعة أن تنتقم، بل أن تتحمل وتصبر..
  • من خلال أشواك الخطر، نحصل على زهور السلام..
  • لا يتأوه عاشق مجاناً..
  • عندما تأتي البلايا لا تأتي كالجواسيس فرادى.. بل كتائب كتائب..
  • لا ترى كل ما تراه عينك ولا تسمع كل ما تسمعه إذنك..
  • أكون أو لا أكون هذا هو السؤال.
  • أنك تقتل يقظتنا..الذي يموت قبل عشرين عاماً من أجله، إنما يختصر مدة خوفه من الموت بنفس العدد من السنين..
  • إن أي مركز مرموق كمقام ملك ليس إثماً بحد ذاته، إنما يغدو إثماً حين يقوم الشخص الذي يناط به ويحتله بسوء استعمال السلطة من غير مبالاة بحقوق وشعور الآخرين..
  • الرجال الأخيار يجب ألا يصاحبوا ألا أمثالهم...
  • هناك أوقات هامة في حي كبير، وان كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح..
  • لا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجاً.. فإذا جاء طلبت منهُ كل شيء..
  • إذا أحببتها فلن تستطيع أن تراها.. لماذا؟ لان الحب أعمى.
  • يمكننا عمل الكثير بالحق لكن بالحب أكثر..
  • لكن الحب أعمى والمحبون لا يستطيعون أن يروا الحماقات الصارخة التي يرتكبونها هم أنفسهم..
  • إن المرأة العظيمة تُلهمُ الرجل العظيم، أما المرأة الذكية فتثير اهتمامهُ.. بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب، ولكن المرأة العطوفه.و. المرأة الحنونه.. وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية..
  • الرحمة جوهر القانون، ولا يستخدم القانون بقسوة إلا للطغاة..
  • يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة..
  • أن الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه..
  • إننا نعلّم الآخرين دروساً في سفك الدماء.. فإذا ما حفظوا الدرس قاموا بالتجربة علينا..
  • على المرء أن ينتظر حلول المساء ليعرف كم كان نهاره عظيماً..
  • إن الغيرة وحش ذو عيون خضراء..
  • الذئب ما كان ليكون ذئباً لو لم تكن الخرافُ خرافا..
  • لا يكفي أن تساعد الضعيف بل ينبغي أن تدعمه..
  • قسوة الأيام تجعلنا خائفين من غير أن ندري تماماً ما يخيفنا.. إذ إن الأشياء التي تخيفنا ليست إلا مجرد أوهام..
  • مداد قلم الكاتب مقدس مثل دم الشهيد!..
  • ليس من الشجاعة أن تنتقم، بل أن تتحمل وتصبر..
  • من خلال أشواك الخطر، نحصل على زهور السلام..
  • لا يتأوه عاشق مجاناً..
  • عندما تأتي البلايا لا تأتي كالجواسيس فرادى.. بل كتائب كتائب..
  • لا ترى كل ما تراه عينك ولا تسمع كل ما تسمعه إذنك..

قائمة الأعمال

المرحلة الأولى

كان شكسبير في هذه المرحلة كاتباً مبتدئاً بالمقارنة مع معاصريه من الكتاب مثل جون ليلي J.Lyly ومارلو وتوماس كيد T.Kyd. لم تتسم أعماله في هذه المرحلة بالنضج الأدبي والفني، بل جاءت بنية نصوصه سطحية وغير متقنة، وتركيباته الشعرية متكلفة وخطابية. وانتشرت في هذه الفترة المسرحيات التاريخية، نتيجة الاهتمام الكبير بتاريخ انكلترا، خاصة بعد هزيمة أسطول الأرمادا الإسباني The Spanish Armada عام 1588، ولرغبة الجمهور بتمجيد البطولات والتعلم من عِبَر التاريخ. كتب شكسبير في هذه المرحلة مسرحيات عدة تصور الحقبة ما بين 1200 و1550من تاريخ إنكلترا، وتحديداً الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عائلتي لانكستر Lancaster ويورك York، مثل ثلاثيته «الملك هنري السادس» Henry VI ت(1590ـ1592)، و«الملك رتشارد الثالث» Richard III ت(1593) التي صور فيها النتائج السلبية لحكم ملك ضعيف. وتغطي هذه المسرحيات الأربع المرحلة الممتدة منذ حكم هنري السادس وحتى هنري السابع وبدء حكم سلالة تيودور Tudor، التي تنتمي الملكة إليزابيث إليها، وتسمى بحقبة حرب الوردتين War of the Roses. ويشبه أسلوب شكسبير فيها أسلوب مسرح العصور الوسطى، ومسرح الكاتب الروماني سينيكا Seneca ومسرح توماس كيد العنيف، ويظهر هذا في دموية بعض المشاهد في المسرحيات الأربع، ومن خلال اللغة الخطابية الطنانة. وظهرت هذه الخاصية في مأساة «تايتُس اندرونيكوس» Titus Andronicus ت(1594) حيث صور شكسبير الانتقام والقتل بتفاصيل دموية مرئية على الخشبة فجاءت أقل نصوصه صقلاً ونضجاً. ويمزج شكسبير هنا التاريخ والسياسة والشعور الوطني لدى شخصياته التاريخية مع روح الفكاهة في رسمه بعض الشخصيات الكوميدية.
كتب شكسبير في هذه المرحلة أيضاَ عدداً من النصوص مثل «كوميديا الأخطاء» The Comedy of Errors ت(1592)، وهي مسرحية هزلية تتبع أسلوب الملهاة الرومانية التقليدية من حيث الالتباس في هوية الشخصيات والتشابه بينها، والهرج والمرج الذي ينتج عن ذلك، و«ترويض الشرسة» The Taming of the Shrew ت(1593)، التي ركز فيها على الشخصيات وتصرفاتها وانفعالاتها وسلوكها كخط أساسي للمواقف المضحكة والمحملة بالمعاني في الوقت نفسه، ومسرحية «سيدان من فيرونا» The Two Gentlemen of Verona ت(1594) التي تحكي عـن الحب الرومنسي، و«خـاب سـعي العشاق»Love’s Labour’s Lost ت(1594)، التي قدم فيها صورة سلبية عن الحب وما يرافقه من تغيرات وتحولات في شخصيات وسلوك العشاق وما يصدر عنهم من تصرفات صبيانية.
وتأتي هذه الأعمال المسرحية لشكسبير مجتمعة في هذا العرض الذي يجمع بالإضافة إلى أشهر مسرحياته التي شهدت مسارح العالم تشخيصها منذ زمن إبداعها كـ: يوليوس قيصر، هملت، عطيل، روميو وجولييت، الملك لير، تاجر البندقية، يجمع عدداً من مسرحياته الأخرى والتي لا تقل روعة عن غيرلها وهذه المسرحيات حملت العناوين التالية: العين بالعين، مأساة كريولانس، مكبث، حلم ليلة صيفية، ريتشارد الثالث، سيدان من فيرونا، خاب سعي العشاق، العاصفة، ملهاة الأخطاء.
المرحلة الثانية: هي المرحلة الغنائية (1595-1600) وتشتمل على معظم قصائده الشهيرة وبعض مسرحياته الخفية، مثل "ريتشارد الثاني" و"حلم منتصف ليلة صيف" و"تاجر البندقية" التي ترجمت جميعها إلى العربية مع بعض روائعه الشهيرة مثل "روميو وجولييت" و"هنري الخامس" ويوليوس قيصر" و"كما تهواه". ومن مسرحيات هذه المرحلة كذلك "زوجات وندسور المرحات" و"ضجيج ولا طحن".
المرحلة الثالثة: وهي أهم المراحل على الإطلاق، إذ تمثل قمة نضوجه الفني. فقد كتب فيها أعظم مسرحياته التراجيدية، مثل "هاملت" و"عطيل" و"الملك لير" و"مكبث" و"أنطوني وكليوباطرا" و"بركليز" و"كريو لينس" و"دقة بدقة" و"بتمون الأثيني" وخير ما انتهى بخير". وقد ترجم معظمها إلى العربية.
المرحلة الرابعة: وهي المرحلة التي اختتم بها شكسبير حياته الفنية (1609-1613)، وقد اشتملت على مسرحيات "هنري الثامن" و"العاصفة"، مما ترجم إلى العربية، وعلى مسرحيتي "قصة الشتاء" و"سمبلين". وفي هذه المرحلة نجد العواطف النفسية العنيفة وقد خبت وتحولت في نفس الشاعر إلى نظرة تقبل ورضى وأمل وتأمل. هذا وقد كان لشكسبير أثره الكبير في آداب جميع الأمم على الإطلاق، وتأثر به جميع الكتاب والشعراء والأدباء في كل البلدان وفي كل العصور، في القارة الأوروبية وفي الأمريكتين، وفي غير ذلك من القارات في القرن السابع عشر والثامن عشر والقرن التاسع عشر خاصة وحتى في القرن العشرين.

الأحد، 14 أكتوبر 2012

شرارة الغضب

   تجاهل الإشتياط الذي نشم رائحته داخلك يزيد من نارك الخامدة قوة يصعب علينا تخيل دمارها؛ فأنت عندما تتمسك بقوة تحملك يكمن داخلك صغائر من الأمور السيئة التي تجعل عزيمتك تتآكل؛ لأنك تحاول الهروب من لحظة الغضب العامر والتي تخرج فيها عن السيطرة فأنت في تلك اللحظة ترى وجهين من شخصيتك التي لا يعرف أحد عنها شئ عند الغضب.. الوجه الأول هو الذي تعرفه وتخشاه لأنه عبارة عن تلاحم كل التوعدات والتهديدات التي كنت تنبه الناس إليها كي لا يضطروك لفعلها معهم وهم يتلقون جميع تهديداتك على نمط السخرية.. والوجه الثاني أنت لا تعلم عنه شئ إطلاقاً ولا تعرف إي مدى سيصل بك إنفلات السيطرة و فك لجام الوحش الكامن بداخل، ولذلك فأنت تخاف لحظة غضبك التي ربما تخرج في حدود ضيقة من المعقول فتريحك وتفصح عن ما بداخلك؛ وربما ينتج عنها أفعال خارجة عن سيطرتك تماماً وتندم عليها لاحقاً ندم لن يصلح من الخسائر التي أوقعت نفسك فيها وأنت لا ترى ماذا تفعل؟
   كثير منا يكون تحت تحكم أناس أغبى منه ولا يحسنون التصرف في أبسط الأمور ويكون مأمور أن ينفذ كل أوامرهم الحمقاء دون أن يناقش أو يعترض، الأدهى أنه عندما يحدث البلاء الذي يتوقعه نتيجة لما يأمره به الحمقى المتحكمين فيه يتهمونه هو بالفشل والتقصير لأن ماحدث ناتج عنه وحده ولا أحد مسؤول غيره ولذلك فهو يستحق العقاب لكي لا يكرر أخطاءه! وآخرون أيضاً تجدهم لا يقدرون أي من إنجازاتك بل وعندما تضيف الكثير من التحسن في ما لا يتوقعونه؛ يكونوا منبهرين بك حق الإنبهار ولكن لا يظهرون أدنى إهتمام أو إكتراث لما فعلته من خشيتهم أن يعظم قدرك وترتفع عليهم فتظهر ضآلتهم بجوارك.. وكأن الخطأ منك عندما حاولت أن تحصد نتيجة إجتهادك! أما عن أصحاب الطاحونة فهم ينتقون الكوادر لكي يجعلوا منهم عبرة لمن يرغب في النجاح، لأنك عندما تستغل قدرتك في مجال أوسع وتحمل نفسك بعض المهام الخارجة عن فروضك والغير مسؤول عنها تجد هؤلاء الطحانين يضعون تلك الأعمال الفائقة من فعلك وتحت مسؤوليتك ويتعمدون تناسي حدود تحملك وأنك تتحمل ما يزيد عن طاقتك؛ وهذا لأنك العدو اللدود لديهم الذي يذكرهم بعجزهم عن النجاح وأنهم لا يساوون الكثير بالنسبة لثبات أمثالك على أرض النجاح التي إنزلقوا من عليها دون أن يتخذوا منها مكان.
   العديد والعديد من هذه المواقف التي تجعل أسئلة لماذا تزيد من معدل الضغط بداخلك، والكارثة أن تترك شيطانك يتحكم في مؤشر غضبك لكي يضع أمام عينك كل النقاط السوداء في حياتك وتفقد صوابك.. ولكن الحقيقة أن كل هؤلاء الناس إن كانوا يمثلوا إليك ذرة إهتمام يمكنك أن تجعلهم أسياد حياتك، عليك أن تجد ألف طريق كي تحقق ذاتك ولا تجد سقف لمحاولاتك بل تحاول حتى تموت لكي تمسك بزمام الأمور وتملك السيطرة على نجاحك.. الحياة صعبة وكلما كبرنا فيها زاد نضجنا وقل غضبنا، أنت في مهدك رضيع ضعيف لا تجد طريقة لتعبر عن رغباتك غير الصراخ والصياح؛ ولكنك بالتدرج في مراحل الحياة تدرك وتتعلم أنك تستطيع أن تفعل الكثير غير الصياح لكي تترقى في إنسانيتك.
   الغضب وارد في أي لحظة من حياتك لأنك إنسان وليس آلة؛ ولكن هذا الغضب لن يملك السلطة عليك لكي يفوق سيطرتك على نفسك..فالقرار الذي تتخذه لحظة الغضب يستحيل أن يكون صائب بل سيجلب لك الخسارة التي لا تتمناها بل أحياناً تصدر عنك أفعال تضعك في عذاب لأن لا تستطيع أن تسامح نفسك، وأكبر دليل على ذلك أن الله-عزوجل- لم يشرع نفاذ الطلاق بين الزوجين في حالات الغضب التي تصل للإنهيار؛ حيث يمكن للرجل أن يرمي يمين الطلاق على زوجته في لحظة غضب وعندما يهدأ تقول له زوجته أنك طلقتني وهو لا يصدق بل أنه يكون قد نسي فعلياً ما صدر عنه من أفعال وأقوال وكأنه كان مغيب كلياً.. فهل من المعقول أن يتحكم الغضب في إنسان حتى يلغي العقل بداخله.
   تمالك النفس أحياناً يتطلب البعد عن بعض الناس الذي يشعلون بداخلنا شرارة إنفجار يمكن أن تحرقك قبل أن تحرقهم، السماح بمسافة تساعد في ترتيب الأمور حتى وإن كانت هذه المسافة يجب أن توضع بينك وبين أقرب الناس إليك؛ فـتكون حبيس نفسك داخل زحام من المشاعر التي تعرقل سيرك المنضبط وهذا يجعلك تظهر بصورة مشوهة أمام نفسك وأمام الآخرين.. ويمكن أن يكون هناك البعض الذي يهمك صورتك النقية أمامهم فيتخذون عنك فكرة خاطئة ويتوجسون خيفة من الإقتراب منك، ويمكن أن يحدث العكس وتجد في ضرورة تمالك نفسك أن تقترب من أشخاص يمتصون غضبك ويطفئون إشتعالك ويدعموك بما تحتاج إليه من كلام مرطب لحروق غضبك لكي تفتح أمامهم جرحك وتفصح أمامهم عما يحطمك ويزيد ضغطك النفسي.. ولكن من الوارد أن يختفون تلك الناس من حياتك ولن تجد من يطيب جرحك ويحمل حمولك غيرك أنت لأنك أدرى الناس بنفسك؛ فجميعنا يلجأ لأصحاب ثقة في الشدائد ولكن لكي تجد لنفسك شخص يعمل كمهدئ فوري في لحظات إنفجارك هذا لن يكون غيرك عندما تأخذ دعمك من الله-عزوجل- لأنك يجب أن تتأكد أن أي شخص يمكن أن يكون صاحب هموم تجعله لا يطيق نفسه، فما بالك وإن وضعته في مسؤولية أن يطيقك بحمولك لتكون هذه منك منتهى الأنانية.. بل أحياناً تكون شرارة الغضب عندما تظهر أمام أحد عن طريق الكلام يكون وضوح معالمها ومسبباتها أكثر ألماً من الجرح نفسه ويكون أولى لها أن تخمد من حيث نشأت.

السبت، 6 أكتوبر 2012

حرب اكتوبر


حرب أكتوبر هي الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها كل من مصر وسوريا بدعم عربي عسكري وسياسي واقتصادي على إسرائيل عام 1973م. بدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق ليوم 10 رمضان 1393 هـبهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان. تعرف الحرب باسم حرب تشرين التحريرية في سورية فيما تعرف في إسرائيل باسم حرب يوم الغفران(بالعبرية: מלחמת יום כיפור، ميلخمت يوم كيبور).
حقق الجيشان المصري والسوري الأهداف الإستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل، كانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى بعد شن الحرب، حيث توغلت القوات المصرية 20 كم شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق هضبة الجولان. أما في نهاية الحرب فانتعش الجيش الإسرائيلي فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني وعلى الجبهة السورية تمكن من طرد السوريون من هضبة الجولان.
تدخلت الدولتان العظمتان في ذلك الحين في سياق الحرب بشكل غير مباشر حيث زود الاتحاد السوفياتي بالأسلحة سورياومصر, وان كان الاتحاد السوفيتى قد رفض إعطاء مصر الأسلحة اللازمة بعد أزمة طرد خبرائها عن طريق السادات إلا أن الاتحاد السوفيتى رجع واعطى مصر جزءاً من الأسلحة ولكن تمويل مصر الرئيسي في الأسلحة جاء من تشيكوسلوفاكيا بعد زيارة وزير الخارجية المصري إلى براغ في زيارة سرية لم يعلم بها أحد في ذلك الوقت بينما زودت الولايات المتحدة بالعتاد العسكري إسرائيل. في نهاية الحرب عمل وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر وسيطاً بين الجانبين ووصل إلى اتفاقية هدنة لا تزال سارية المفعول بين سوريا وإسرائيل. بدلت مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام شاملة في "كامب ديفيد"1979.
انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرةلسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء. واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية. ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والتي عقدت في سبتمبر 1978م على إثر مبادرة أنور السادات التاريخية في نوفمبر 1977موزيارته للقدس. وأدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م.



حرب أكتوبر/تشرين/العاشر من رمضان
Bridge Crossing.jpg
وحدات من الجيش المصري تعبر قناة السويس.
التاريخالجبهة المصرية (شبه جزيرة سيناء):
6 أكتوبر 1973 - 18 يناير 1974
الجبهة السورية (هضبة الجولان):
6 أكتوبر 1973 - 31 مايو 1974
الموقعشبه جزيرة سيناء، وهضبة الجولان
النتيجةأبرز نتائج الحرب:
المتحاربون
Flag of Egypt 1972.svg مصر:علم إسرائيل إسرائيل:
القادة
Flag of Egypt 1972.svg أنور السادات
Flag of Egypt 1972.svg حافظ الأسد
Flag of Egypt 1972.svg أحمد إسماعيل علي
Flag of Syria.svg مصطفى طلاس
Flag of Egypt 1972.svg سعد الدين الشاذلي
Flag of Egypt 1972.svg يوسف شكور
Flag of Egypt 1972.svg عبد الغني الجمسي
Flag of Egypt 1972.svg حسني مبارك
Flag of Egypt 1972.svg ناجي جميل
Flag of Egypt 1972.svg محمد علي فهمي
Flag of Egypt 1972.svg سعد مأمون
Flag of Egypt 1972.svg عبد المنعم واصل
Flag of Egypt 1972.svg عبد المنعم خليل
Flag of Israel.svg جولدا مائير
Flag of Israel.svg دافيد إليعاذر
Flag of Israel.svg موشيه ديان
Flag of Israel.svg بنيامين بيليد
Flag of Israel.svg بنيامين طيليم
Flag of Israel.svg شموئيل جونين
Flag of Israel.svg حاييم بارليف
Flag of Israel.svg إسرائيل طال
Flag of Israel.svg اسحاق حوفي
Flag of Israel.svg ألبرت ماندلر 
Flag of Israel.svg أرئيل شارون
Flag of Israel.svg أبراهام أدان
Flag of Israel.svg كالمان ماجن
Flag of Israel.svg رفائيل ايتان
القوى
Flag of Egypt 1972.svg مصر
300,000 جندي، 1,700 دبابة، 2,000 مدرعة، 1,120 مدفع، 400 طائرة حربية، 140 مروحية، 107 قطعة بحرية
Flag of Egypt 1972.svg سوريا
110,000 جندي، 1,200 دبابة، 800 مدرعة، 600 مدفع، 321 طائرة حربية، 36 مروحية، 21 قطعة بحرية
علم إسرائيل إسرائيل
415,000 جندي، 2,350 دبابة، 3,000 مدرعة، 1,593 مدفع، 600 طائرة حربية، 84 مروحية، 38 قطعة بحرية
الخسائر
8,528 قتيل من المدنيين والعسكريين
19,549 جريح
Flag of Egypt 1972.svg مصر
تدمير 500 دبابة، 120 طائرة حربية، 15 مروحية
Flag of Egypt 1972.svg سوريا
تدمير 500 دبابة، 117 طائرة حربية، 13 مروحية
Flag of Israel.svg خسائر إسرائيل على الجبهتين:
  • من 8,000 إلى 10,000 قتيل
  • 20,000 جريح
  • تدمير أكثر من 1000 دبابة
  • إصابة وأسر عدد أخر من الدبابات
  • تدمير من 303 إلى 372 طائرة حربية
  • تدمير 25 مروحية