السبت، 18 أغسطس 2012

إستغلال معرفة الحقيقة


    ليس منا من لا يتسائل عقله عن كثير من الحقائق الغامضة التي تخفى عن معرفتنا المحدودة، حيث أن سر وجود الإنسان وبقاءه في حد ذاته سر من أسرار الله-عزوجل- .. فمنذ أن يولد الإنسان وعقله يتأمل كل من حوله ليتعرف على الناس المقربين منه ويسلك طرق معينة تليق بمن حوله وتتوافق مع أسلوب تربيته ومبادئه وأخلاقه، وكلما يحدث خطأ لنا يتسبب في أذى أو خسارة نراجع أنفسنا تلقائيا لكي نعرف إن  بنا غيبة من أمرنا لم يوضح لنا حقيقة شخصية من أمامنا..وهذا ما يجعل لدينا كثير الثغرات حول التعارف على صفوة الحقيقة.


   مهمة الإنسان التي خلق من أجلها هي عمارة الأرض؛ولكن .. ماهي الأرض؟ وكيف تتم عمارتها؟ ولماذا تم إختيار الإنسان لهذه المهمة؟

 الأرض هي المكان الذي نعيش فيه والذي إختاره الله-عزوجل-لنا لكي نحل محل الجن الذي كان يسكنها، وتتم عمارتها بالعمل والعبادة، ولقد أخص الله-عزوجل- الإنسان بهذه المهمة لما مميزه به من نعمة تعلى به على كل المخلوقات وهو العقل الذي يستطيع به أن يفعل المعجزات..ولكن عبودية الإنسان لربه تتطلب أن يخضع له خضوع تام دون جدال وتمرد ينمي بداخله أفكار شيطانية تفسد متعة إستسلامه لله-عزوجل- فلماذا نتسائل ونشغل قلوبنا بهموم تدخلنا في بحر الشك الذي يرهقنا ويجعلنا نتعدى حدود الراحة التي تطمئن قلوبنا، فهناك الكثير من الأسرار والعلوم والحقائق التي لايستوعبها العقل البشري؛ ثقتنا في الله يجب أن تجعنا نترك أمرنا لله-عزوجل- لأن ما نسعى للتنقيب عن معرفته لن نتوصل اليه الا بمشيئة الله-عزوجل- ولذلك نرى أن بعض الناس فارغين العقل يتطفلون على إختراق خصوصيات غيرهم ومعرفة سر كل إنسان والتدخل في حياتهم الشخصية حيث يروا في هذا قوة وتمكنهم من السيطرة على غيرهم..ولكن الله-عزوجل هو ربنا وربهم وكل ما يجب أن نفعله هو أن نتذكر الآية الكريمة التي يوصينا الله-عزوجل- فيها بوصية الحق:

     من أهم الحقائق التي أكدها الله-عزوجل- الصراع بين الخير والشر وأن الشيطان هو العدو الأكبر للبشرية رغم أن لا يوجد أحد منا رأى الشيطان أو شهد تحدي إبليس لرب العالمين؛ولكن الله رأى أن معرفة هذه الحقيقة للإنسان تكون له مصدر تبصير وإنارة لطريق الخير والشر لكي يختار أسلوب حياته على بينة من أمره، ولكن ما الذي فرق في نفوسنا ونفوس الكثيرين من معرفة هذه الحقيقة..فكلنا نتيقن ان الشيطان يغوينا لكي يمحقنا في الجحيم ومع ذلك نحن لا نبالي به شئ ونسير على غيبتنا التي نختارها لأنفسنا دون أن نقاوم وساوس الشيطان،فليس من الضروري أن يجعل الله من الشيطان وجود مرئي وملموس لكي نراه وهو يغوينا ويدس في أنفسنا الضغائن..فهل كنا نحن نستحق هذه الحقيقة أم أن لا أحد منا يريد أن يرفع راية الخير في تروض نفسه ومكافحة خطط الشيطان إلى يوم القيامة.