هو تلك الفجوة التي يشعر بها الفرد عندما لا يجد من يفيض عليه حنان ومشاعر تحسسه بأهميته وقيمته الذاتية وفي المقابل أيضا عندما يتلفت لمن حوله ولا يجد من يفضي له بما في داخله من حب وعواطف طيبة ، سواء من حنان الأمومة ، الأبوة ، الأخوة ، أوالصداقة وغيرها..
إننا لا نبالغ عندما نقول أن الكثير من فتياتنا وفتياننا يعانون من مشكلة الفراغ العاطفي وتعود أهم أسباب ذلك الى طبيعة تربيتنا التي لم نعتد فيها على إظهار مشاعر الحب والحنان للأبناء ، فللوالدين دور اساسي في هذا الموضوع ، فإذا ما أشبع الإبنـ/ـة بالكلام الطيب و عبارات الحنان و التشجيع فهذ يساعد بشكل كبير على اكتفاءه الداخلي وعدم شعوره بالفراغ أو الضياع لوجود من يسنده و يغمره بحنانه و حبه و عواطفه المُحبة .
لكن المشاهد أن الآباء بالدرجة الأولى قد يركضون وراء توفير متطلبات الحياة المادية لأبنائهم ناسين أو متناسين أنه قد يستغني الشباب عن حاجاتهم المادية في حين يتشبثون بكل ما هو معنوي متعلق بالأحاسيس من حب وحنان وعطف أسري يشدهم إلى مجتمعهم المصغر الذي هو الأسرة .
ومن الآباء من يتنبهون إلى حاجة الفتاة خاصة إلى أسرتها اعتبارا لحديث رسول الله : ( كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته ).
لكن و للأسف فإن اهتمامهم يكون زائدا عن القدر المطلوب أحيانا, كما يتم تضييق الخناق على الفتاة أو تكون القسوة شعارهم حتى لا يفلت منهم لجام أبنائهم في هذه السن الحرجة , لتكون بذلك النتيجة عكسية , ولتحس الفتاة بعدها بفراغ عاطفي داخل أسرتها مع انعدام الألفة بينهم , فتبحث عنها في العالم الخارجي دون أن تكترث للعواقب الوخيمة و للحدود الشرعية , بل كل همها هو سد الفراغ التي تحس به .
وللأسف ما أن تلبث الفتاة حتى تصطدم بالواقع الذي يؤكد لها أنها تتمسك بسراب أو أنها قد وقعت في براثن ذئب لا يرحم .
الارتباط بالله :
إن ربط الشباب حبله بالله تعالى و الابتعاد عن المعاصي ما أمكن و عدم السقوط في براثن العلاقات غير الشرعية , يجعله بعيدا كل البعد عن الفراغ العاطفي , حيث يعمل على الاستعانة عليه بالاجتهاد في العبادات و التحصيل العلمي و استبدال حب الله و البشر بحب الله وحده و التضرع إليه إلى أن يمن عليه بزوجة صالحة تكون حسنة دنياه و آخرته , – و هذا غير منافي للفطرة كما يدعي البعض- و احتساب كل ما يحدث له ابتلاءا يجازى عليه , فإن أحب تعفف و صبر إلى أن يتزوج فشكر فكان خيرا له , و إن تعذب من جراء الفراغ العاطفي صبر إلى أن يعوضه الله فكان خيرا له , مصداقا لحديث رسول الله يه وسلم ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )
نجمل أسباب الفراغ العاطفي في النقاط التالية :
لعل الأسباب التي تركت فراغ في قلوب الشباب والفتيات المراهقين
1-حرمان الأسرة لهم من المشاعر والعاطفة
2- تعامل بعض الأسر بجلافة مع ابنائها ذكورا وإناث والوصاية والتحجير عليهم في اضيق الأمور
3-ربما العادات والتقاليد البالية لدى شعوبنا العربية بشكل عام وعدم التساهل مع الفتاة بدعوى العيب وغيرها من العادات التي لم ينزل الله بها من سلطان
4- إذلال الفتاة من إخوتها وعدم إعطائها حقها في منزلها الصغير فقط كل شيء ممنوع
5- ابتعاد الأب والأم عن فلذات اكبادهم وعدم معرفة همومهم وأسرارهم
6- تركهم يهيمون في عالم مجهول مثل النت لاحسيب ولارقيب وتوفير القنوات لهم في غرفهم الخاصة
7- توفير وسائل الاتصال وعدم محاسبتهم ومعرفة من يحدثون ومن يعرفون ومن اصدقائهم بشكل لايجرح مشاعرهمعندها تجد الفتاة تبحث عن من يعوضها هذا الفراغ الكبير وكذلك الشاب وهم في سن المراهقة لايعلمون العواقب..
العلاج
1- اقتراب الوالدين من الأبناء وخاصة الفتيات والتعبير لهم بلاخجل عن حنانهم و حبهم لهم .
2- شغل أوقات فراغهم وتعويدهم على القراءه وبعض الحرف مثل عمل بطاقات وكروت وتعليم الفتيات فن الخياطة والنقش وتعوديهن العمل في المطبخ
3- على الشاب والفتاة اختيار الصديق الصالح
4- تسجيلهم في برامج تطوير الذات في الإجازات و حلقات التحفيظ أو دورات كومبيوتر لتنمية مواهبهم و شغل فراغهم
5-ربط قلوب الابناء بالله ورفع المعدل الإيماني لديهم وزرع الخوف في قلوبهم
6- محاولة صرف القنوات الفضائية والنت عنهم بقدر المستطاع ولايترك لهم الحبل على الغارب لابأس
7- نحدد لهم وقت معين للفرجه ووقت معين للدخول للنت وتعليمهم المراقبة الذاتية قبل كل شيء
8- وكذلك المراقبة الخفية من الوالدين , ليس تجسس بالمفهوم العام ولكن للتأكد ومعرفة سلوكهم جيداً فهم اغرار لايعلمون مصلحتهم جيدا
9- النقاش معهم و ترك المجال لهم للبوح بأفكارهم و مناقشتهم فيها ..
10- إشعارهم بأنهم محل ثقة والديهم فشعورهم بالمسؤولية يمنحهم الثقة بالنفس ..