الأحد، 17 مارس 2013

علم الباراسيكولوجي



الخارقية هي دراسة علمية لحدوث حالات إدراك عقلي أو تأثيرات على الأجسام الفيزيائية دون تماس مباشر معها أو اتصال عن طريق وسيلة فيزيائية معروفة. في الوقت الذي بينت فيه تجارب من قبل بعض الباراسيكلوجيين بأن هناك بعض القدرات الباراسيكلوجية، إلا أنه لم يتم الاعتراف بوجود هذه الأدلة أو التجارب من قبل المجتمع العلمي.

يتألف مصطلح الباراسيكولوجي «ما وراء علم النفس» او علم النفس الموازي من شقين أحدهما البارا (Para) ويعني قرب أو جانب أو ما وراء‚ أما الشق الثاني فهو سيكولوجي (Psychology) ويعني علم النفس‚ وفي الوطن العربي هناك من سماه الخارقية‚ ومن سماه علم القابليات الروحية‚ ومن سماه علم نفس الحاسة السادسة ولكنه ظل محتفظا باسمه لعدم الاتفاق على تسمية عربية موحدة له‚
وكان الفيلسوف الألماني ماكس ديسوار عام 1889م أول من استخدم هذا المصطلح ليشير من خلاله إلى الدراسة العلمية للإدراك فوق الحسي والتحريك النفسي «الروحي» والظواهر والقدرات الأخرى ذات الصلة‚ وتعددت التسميات حتى أصبح يطلق عليه في كثير من الأحيان «الساي»‚ وللباراسيكولوجي موضوع يدرسه وهو القدرات فوق الحسية «الخارقة» كالتخاطر والتنبؤ والجلاء البصري والاستشفاء وتحريك الأشياء والتنويم الإيحائي «المغناطيسي» وخبرة الخروج من الجسد‚‚ الخ‚ أما المنهج الذي يستخدمه هذا العلم فهو المنهج العلمي الحديث مع شيء من التطوير الذي تقتضيه طبيعة الظاهرة المدروسة وهذا هو الرد على من يريد أن يعرف «هل الباراسيكولوجي علم أم لا» فهو قديم في ظواهره وقدراته‚ جديد بمنهجه ووسائله وأساليبه‚ ويبدأ بالفهم والتفسير ويمر بالتنبؤ حتى يصل إلى الضبط والتحكم بالقدرات التي يدرسها

ومعظم المواضيع التي تطرح للدراسة هنا تقع في نطاق التأثيرات التالية:
"عقل-عقل" مثل الإدراك فوق الحسي extra-sensory perception.
التخاطر ويشمل :
التخاطر الموسع، التخاطر الكامن، التخاطر التنبؤي، قراءة اختلاج العضلات، تخاطر- كاما، تخاطر - كابا.
إضافة لذلك هناك تأثيرات "عقل-بيئة" وهي عندما يستطيع عقل أحد الأشخاص التأثير في الأجسام المحيطة (مثل التحريك العقلي (Psychokinesis) وتأثيرات "بيئة-عقل" مثل الأشباح. هذه القدرات مجتمعة يشار لها عادة باسم بسيونيك psionics.
الظواهر الروحية (spiritualistic phenomena)، أو الساي ثيتا (Psi -Theta).
(الإثبات العلمي لهذه الأبحاث محل نزاع وجدال ونقد، وغالبا ما يشار لهذا من قبل المشككين بانه أحد العلوم الكاذبة لكن المؤمنين بالبارسايكولوجي يرفضون هذا الاسم باعتبار ان عددا من المعاهد والمخابر الأكاديمية يجرون أبحاثا حول هذه المواضيع. وعدد من الشخصيات العلمية المرموقة كانت تعتقد أن هذا الاختصاص جدير بالتحليل والمتابعة، ومنهم فولفغانغ باولي. ويطلق عادة على الأبحاث في هذا الحقل اسم: أبحاث بسي (Psi research).


يبحث علم الباراسيكولوجي في علم الخوارق وهو يحاول الاجابة عن الأسئلة الحائرة حول المس الشيطاني والمعروف بمس الجن، الذي يشمل دراسة القدرات غير المالوفة التي يحوزها بعض الأشخاص كما يهتم بتفسير الادراك بدون أستعمال الحواس الخمس، ويستخدم وسائل علمية كثيرة وعلوما شتى ومنها علم النفس وعلم الفيزياء والبيولوجي بالإضافة للعلوم الأنسانية مثل علم الأجتماع ويجب التفريق بينه وبين علم النفس طبقا لمفاهيم فرويد لأن مجال علم النفس بعيد عن مجال الباراسيكولوجي لأن العلماء وعلى رأسهم سيجموند فرويد لا يؤمنون بكل الظواهر المسمات بمس الشيطان أو الجن، ويرفضون فكرة البحث عن المجهول فيما وراء المادة في عالم الأرواح، ولهذا يفسر فرويد كل ظواهر المس الشيطاني أو الجن على أنها أمراض نفسية، أو مدركات حسية متوهمة(هلاوس). ويمكن تلخيص البحث في هذا العلم في أربعة مظاهر مختلفة هي كما يأتي:
Telepathy أو التخاطر وهو نوع من قراءة الأفكار، ويتم عن طريق الاتصال بين عقول الأفراد وذلك بعيدا عن طريق الحواس الخمسة أي بدون الحاجة إلى الكلام أو الكتابة أو الإشارة. كما يتم هذا التخاطب من مسافات بعيدة.
Clairvoyancy الجلاء البصري، والتي تعني حدة الإدراك والقدرة على رؤية كل ما هو وراء نطاق البصر كرؤية قريب أو صديق يتعرض لحادث بالرغم من بعد المسافة بينهما، وما إلى ذلك .
Precognitionبعد النظر أو معرفة الأحداث قبل وقوعها. كتوقع موت رئيس دولة أو حدوث كارثة وغيرها من توقعات.
Psychokinesis وتعني القوى الخارقة في تحريك الأشياء أو لويها أو بعجها بدون أن يلمسها صاحب تلك القدرة وإنما يحركها بواسطة النظر إليها فقط.





في عام 1889 م، أطلق عالم النفس الألماني ماكس دسوار مصطلح الباراسايكولوجي مشيرا إلى الدراسات العلمية للظواهر الروحية، المنسوبة للكائن الحي البشري، وسميت كذلك بحوث ما وراء علم النفس، ولكون هذا العلم من العلوم الحديثة ويعالج ظواهر غير طبيعية، لذلك يعتبر هذا العلم قريبا من الفلسفة أكثر من قربه للعلوم المادية، ويعرف على أنه بحث للعلوم فيما وراء العقل أو البحث الروحي، فهو ذلك الميدان الذي يعنى بتفاعلات الأحساس والحركة دون الأرتباط بقوة أو آلية فيزيائية معروفة علميا، فالشك ما زال يرافق مسيرة هذا البحث في ما وراء الطبيعة، وعلماء النفس عموما لا يعترفون بعلميته، وينقسم الناس بين مؤيد لتلك الظاهرة ورافض لها. واندفع العلماء إلى دراستها قبل مائة سنة وما زالوا يواصلون ذلك، ولحد الآن لم يتوصلوا إلى ما يؤيدها علميا. وأجريت تجارب لا حصر لها وبالرغم من ذلك لم تظهر النتائج بشكل يدل على علمية ما يدعي أصحابها.

ولهذا أهتمت جامعات كثيرة في العالم بالبحث في علم الباراسايكولوجي، أو المس الشيطاني أو مس الجن للإنسان، ومنها جامعة كورنينجن وسيتي كوليدج في نيويورك، وفي انكلترا تواصل الكلية البريطانية للعلم الروحي أبحاثها في هذا العلم، وكذلك كلية أدنبرة الروحية، وجامعة لندن أصبح بها معمل للبحوث سمي (المعمل الوطني للبحث الروحي) وتصدر جريدة أسبوعية توضح آخر الأبحاث في هذا المجال، أما في فرنسا فيوجد المعهد الدولي لما وراء الروح. ورغم أن هذه الظاهرة غير مدروسة علميا فإن العديد من أجهزة المخابرات مثل السي أي أيه(CIA)، قامت برعاية برامج عن الباراسايكولوجيا وخاصة للاستشعار عن بعد.

وهناك من جند أموالا طائلة بلغت الملايين من الدولارات إلى من يأتي بنتيجة بحث تثبت علمية ذلك ولحد الآن لم يفز بتلك الجائزة أحد. كما ذكرت National Research Council بأنه لم تكن هناك نتيجة من تلك الأبحاث التي أجريت بحيث تثبت حقيقتها العلمية في هذا الخصوص. ويضيف بعض الباحثين إلى أن العوامل الذاتية تتدخل في نتائج الأبحاث التي تجرى فإن كانت التجربة تجرى من قبل متشكك في الظاهرة فتميل النتائج أن تكون سلبية، والعكس بالعكس.
وكان هناك أعتقادا سائدا بإن هذه الشخصيات ذات القدرات الفائقة مصابة بمرض انفصام الشخصية، ولكن ثبت غير ذلك، وإن لديهم قدرات غريبة في معالجة بعض الأمراض المستعصية وبطريقة يعجز الأطباء عن تفسيرها.
وأظهرت بعض التجارب التي أجريت في هذا المجال إلى أن 20 % من النتائج كانت في صالح الباراسيكولوجي. وهكذا جاء الجواب للذي يدعي بأن الصدفة في ذلك هي التي تلعب دورها. وإن هذه النسبة المئوية العالية لم تكن محض الصدفة لان من طبيعة الصدفة تكون 1 في الألف. هناك من شكك في الأمر وذكر بأن الحيل السحرية التي يتبعها السحرة لها دور فعال في تلك الظاهرة. حيث لعب الإعلام دورا كبيرا في استغلال تلك الظاهرة وذلك بإخراج الأفلام والمقابلات لمن يستعملها وترويج الكتب المختلفة عن الذين يقرؤون الأفكار ويحضرون أرواح الأموات والرؤيا من خلف الجدار وما إلى ذلك بحيث أصبح البعض حائر أمام تلك التقولات. وهكذا دفعت تلك الشكوك العلماء إلى مواصلة البحث والدراسة لعلهم يتوصلون إلى حقيقة ذلك.

كما نعلم بأن الشك يدفع الناس للبحث دائما. وما على العلماء وخاصة علماء النفس والمتتبعين لإثبات الحقائق العلمية إلا أن يواصلوا جهودهم. قد يساعدهم ذلك للوصول إلى الحقائق التي لم تكن واضحة اليوم وقد تتوضح في المستقبل. فكم من النظريات شكك بها وقوبلت بالرفض ولكن بعد الإصرار والبحث أثبتت واقعيتها وعلميتها.
ولعلماء الدين نظرة خاصة حول تلك الظاهرة والأمثلة كثيرة على ذلك عبر التاريخ حيث يعتقد بأنها مس شيطاني من الجن، أو مس من أرواح خبيثة. إن الدماغ البشري معجزة من معجزات خالقه التي جعل الدارسين في كنه ذلك الجزء الصغير الذي يحمله الإنسان والخارق في فعالياته عاجزين عن الوصول إلى جميع تلك الفعاليات والنشاطات. وباستعمال التقنية الحديثة مكنت العلماء من الوصول إلى كشف في كل دقيقة شيءا جديدا لفعالياته ونشاطه، وبالرغم من ذلك تعتبر النتائج التي توصل إليها الإنسان عن الدماغ البشري ما هي إلا نقطة في بحر. (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا). ولعل هناك منطقة في المخ البشري هي المسئولة عن ظواهر الباراسكولوجي وهي التي تجعل بعض الأفراد لهم تلك القدرة على تلك النشاطات الخارقة. وهكذا يستمر الجدل إلى أن تكشف لنا الأيام صحة أو خطأ ذلك، والعلم مستمر في بحث هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر المختلفة.
ويأتي على رأس العلماء الباحثين في هذا المجال كارل ويكلاند أستاذ التشريح بجامعة الينوي، وهو يعتقد أن هذه الظاهرة تحدث نتيجة مس الأرواح الشريرة أو مس الجن، وذكر في كتابه(ثلاثون عاما بين الموتى) حوارات عديدة تمت عن طريق جلسات تحضير الأرواح، وقال أنها مست آدميين وتسببت لهم في أمراض خطيرة مثل الشلل والصرع والصداع المستمر.
ووجدت هناك مجموعة من الأشخاص لهم قدرة وساطية وهي قابلية لأستقبال الأرواح في أجسادهم ويسمون بالوسيط الروحي، وتمت عدة تجارب أكدت قدرة بعض الوسطاء على نقل المواد من مكان لآخر أو سماع أصوات معينة في غرفة بعيدة عنهم وتسمى هذه الظاهرة (الجلاء السمعي)، أو الاستبصار بحادثة معينة في مكان آخر وسميت (الجلاء البصري)، واكتشف علماء الباراسايكولوجي أن الوسيط الروحي أو الشخص الممسوس بروح معينة، تتكون لديه قدرات خاصة، لأنه أصبح وسيطا بين عالمي الجن والأنس، فتظهر عليه قدرات عالم آخر هو عالم الجن، ولذلك أطلق علماء الباراسايكولوجي عليه اسم الوسيط، وكل وسيط له قدرة معينة، تزيد أو تقل حسب الزمن أو الظروف المحيطة، كظاهرة الألهام وعلاج الأمراض، والأستقصاء عن شخص مجهول، أو الكتابة والرسم وغير ذلك، وفي حقيقة الأمر إن الوسطاء الروحانيين يعيشون حياة تعيسة حيث أن مس الجن يسبب للإنسان مشاكل عديدة مثل الأمراض أو المشاكل مع أقرب الناس، ودائما يكون الضرر من المس الشيطاني أكبر بكثير من الفائدة المستحصلة من هذه القدرات الغريبة التي اكتشفها علماء الباراسايكولوجي عبر تجارب مضنية ولفترات طويلة من البحث الذي يعلوه الغشاوة والكذب في أغلب الأحيان نتيجة ظروف البحث الغامضة التي لا تملك أبجدية هذا العلم الغريب، وما زال العلماء يتخبطون في متاهة الباراسايكولوجي.