الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

آكلي لحوم البشر


أكل لحوم البشر بالأنجليزية cannibalism وترجمتها (أكل لحم الجنس ذاته) وهي مشتقة من كلمة كاريب الأسبانية التي تصف قبائل (كاريب) الهندية التي تحدث عنها المستكشفكريستوفر كولومبوس
و قد مورس أكل لحم البشر عبر التاريخ في عدة مواضع وحالات مثل:
1- أثناء المجاعات
2- في المدن المحاصرة
3- من بعض القبائل البدائية
4- كنوع من المبالغة في إيذاء العدو, حيث يأكل المنتصر من لحم المهزوم
5- اعتقاد البعض أن أكل لحم الأعداء ينقل قدراتهم لهم
6- كإحدى الطقوس الدينية أو طقوس الدفن
7- كمرض سلوكي جنسي
  • وجد الأثريون عظاما بشرية في أوعية طهي عمرها نصف مليون عام في الصين, ومن أشهر القبائل التي أشتهرت بهذا النشاط قبيلة (أناسازي) في أمريكا الشمالية
  • ويقال أن جيمس كوك الذي قتله سكان هاواي قد تم التهامه
  • وقد يكون أكل لحم البشر نوع من التكريم للميت مثلما تفعل بعض القبائل في نيوزيلندا فهي تمجد ذكرى الميت بأن تأكل مخه، فبعد أن يموت شخص له مكانة عندهم تجتمع القبيلة حول جثته وينشدون بعض الأناشيد الدينية ثم يستخرج ساحر القبيلة مخ الميت ويوزعه بالتساوي بين المشيعين ليأكلوا منه.
  • خلال الحرب العالمية الثانية تواترت الأخبار عن أكل الجنود اليابانيين بعضهم وأكل أعدائهم وذلك بعد محاصرتهم من قبل الأمريكيين وقطع المؤونة عنهم في إحدى الجزر
  • اشتهر العديد من السفاحين بأكل لحوم البشر مثل آرمين مايفيس فني الكمبيوتر الألماني الذي أعترف بقتل وأكل رجل في أوائل عام 2001 حيث التقى به بعد أن أعلن على مواقع الإنترنت أنه يطلب "شابا قوي البنية ما بين الثامنة عشر والثلاثين، للذبح ثم قال مايفيس بعد ذلك إنه قتله برضا الأخير, غير أن ما يزعم من هذا "التراضي في الفعل" لم يهدئ من حالة الاشمئزاز التي أصابت الشعب الألماني.
    و من السفاحين أيضا ألبرت فيش الذي اغتصب وقتل وأكل عددا من الأطفال خلال العشرينات, وقد قال إنه كان يشعر بلذة جنسية هائلة نتيجة ذلك, وأيضا السفاح الروسي أندريه تشيكاتيلو، الذي قتل 53 شخصا على الأقل بين عامي 1978 و1990 [1]
    كما إشتهرت قضية إسي ساجاوا، آكل لحوم بشر ياباني إشتهر بقتله طالبة السوربون الدنماركية رينيه هارتيفيلت، والذي إعتبره الأطباء "مجنون" وبالتالي لا يمكن إخضاعه للمحاكمة، فتم إعادته إلى اليابان حيث مكث في مصح عقلي لخمسة عشر شهرا، خرج بعدها ويعيش حتى اليوم طليقا في اليابان، ويشير البعض أن ذلك تم بتدخل والده المتنفذ في اليابان.
    في الحرب العالمية الثانية : إن كثيرا من حالات أكل لحوم البشر بحكم الضرورة سجلت خلال الحرب العالمية الثانية. على سبيل المثال، خلال 872 يوما من حصار لينينغراد، تقارير عن أكل لحوم البشر بدأت تظهر في شتاء 1941-1942، بعد كل الطيور والفئران والحيوانات الأليفة كانت تؤكل من قبل الناجين.شرطة لينينغراد شكلت وحدة خاصة لمكافحة أكل لحوم البشر. وبعد هذا الانتصار السوفياتي في ستالينغراد وجد أن بعض الجنود الالمان في المدينة المحاصرة ،قطع من الوازم، استخدمت في أكل لحوم البشر. في وقت لاحق، في شباط / فبراير 1943، تم نقل ما يقرب من 100،000 من الجنود الالمان (أسرى الحرب). إلى معسكرات أسرى الحرب في سيبيريا أو آسيا الوسطى حيث حصلت مجاعة من قبل خاطفيهم السوفياتي الذين لجئو إلى العديد من أكل لحوم البشر. أقل من 5،000 من الأسرى الذين أخذوا في ستالينغراد نجا من الاسر. الأغلبية، إلا أنهم توفوا في وقت مبكر من سجنهم بسبب التعرض أو المرض الناجم عن الظروف السائدة في الجيش بتطويق قبل الاستسلام.
    في أجزاء من أوروبا الشرقية خلال الحرب العالمية الثانية، وهناك روايات من بعض الناس بالعثور على أظافر الإنسان في النقانق يشير إلى ان المواد الغذائية وكانت تتألف من اللحم البشري.
    كتبت العديد من التقارير والشهادات التي جمعتها والاسترالي لجرائم الحرب التابع لمحكمة طوكيو، والتحقيق من قبل المدعي العام وليام ويب (القاضي المستقبل العام للقوات المسلحة)، تشير إلى أن الجنود اليابانيين، في أجزاء كثيرة من منطقة شرق آسيا الكبرى ارتكبوا أعمال أكل لحوم البشر ضد أسرى الحلفاء في الحرب. وفقا للمؤرخ يوكي تاناكا : "أكل لحوم البشر في كثير من الأحيان نشاط منهجي التي أجرتها فرق كاملة وتحت قيادة ضباط".
    في بعض الحالات، تم قطع اللحم من الناس الذين يعيشون. لأسرى الحرب الهندي ،وشهد لانس نايك حاتم علي (في وقت لاحق من مواطني باكستان)، بأنه في غينيا الجديدة : "القوات اليابانية بدأت في اختيار السجناء وكل يوم أحد السجناء يقتل ويؤكل من قبل الجنود. وأنا شخصيا رأيت هذا يحدث وحوالي 100 سجين تم تناولها في هذا المكان من قبل اليابانيين. والمتبقيين منا نقلوا إلى مكان آخر على بعد 50 ميلا (80 كم] بعيدا حيث توفي 10 سجناء من المرض. وفي هذا المكان، وعادت القوات اليابانية مرة أخرى لاختيار السجناء لتناول الطعام، أما الافراد المختارين لاكلهم تم نقلهم إلى كوخ حيث تم قطع لحمهم من أجسادهم، بينما كانوا على قيد الحياة وألقي بهم في حفرة حيث توفي في وقت لاحق.
    آخر حالات موثقة وقعت في Chichijima جزيرة في اليابان في شباط / فبراير 1945، حين قتل واكل الجنود اليابانيين خمسة من أفراد سلاح الجو الأميركي. تم التحقيق في هذه القضية في عام 1947 في محاكمة جرائم الحرب، و 30 من الجنود اليابانيين للمحاكمة، وخمسة (Matoba الميجور الجنرال تاتشيبانا، الأدميرال موري، النقيب Yoshii، والدكتور Teraki) ثبتت إدانتهم وتم شنقهم. وفي Flyboys الكتاب : قصة حقيقة عن الشجاعة، جيمس برادلي تفاصيل عدة حالات من أكل لحوم البشر من أسرى الحرب العالمية الثانية الحلفاء على أيدي خاطفيهم اليابانية. ويدعي صاحب البلاغ أن هذا لا يشمل فقط طقوس قطع من كبد السجناء طازجة وقتل، ولكن أيضا الإبدال مقابل بقاءالسجناء احياء على مدى عدة أيام، وبتر أطرافهم فقط حسب الحاجة للحفاظ على اللحوم الطازجة.





ليست مزحة و لا قصة رعب خيالية بل هي عادة حقيقية ‏مارسها لقرون طويلة أفراد قبيلة الفوري في بابوا غينيا الجديدة و كانت سببا رئيسيا لتفشي مرض غريب و قاتل ‏بينهم ساهم بصورة كبيرة في ان تنبذ هذه القبيلة تدريجيا عادة أكل لحوم البشر.‏

يعتبرون المخ الذ جزء في جسم الأنسان و يلتهموه حارا و طازجا
بابوا غينيا الجديدة (Papua New Guinea ) هي دولة تحتل الشطر الشرقي من جزيرة غينيا الجديدة الواقعة في المحيط الهادي إلى الشمال من قارة استراليا و التي تعتبر ثاني اكبر جزيرة في العالم , و قد تميزت هذه الدولة بمئات القبائل البدائية التي عاشت في أدغال و أحراش غاباتها المطرية الكثيفة بمعزل عن العالم لآلاف السنين , و تميزت كل قبيلة بلغتها و عاداتها الخاصة بها فكانت هناك أكثر من 850 لغة مختلفة في هذه الرقعة الصغيرة من الأرض , و نتيجة لعزلة هذه القبائل عن العالم الخارجي فقد احتفظت بنمط حياتها البدائي و القائم على جمع الثمار البرية و صيد الحيوانات و كانت كل قبيلة تحتفظ بمنطقة نفوذ خاصة بها و غالبا ما كانت الحروب و النزاعات القبلية تحدث للسيطرة على مناطق النفوذ هذه.

عرف البحارة و التجار في جنوب اسيا منطقة بابوا غينيا الجديدة منذ عهود قديمة و كانوا يقصدونها غالبا لصيد طير جميل و فريد من نوعه يدعى طير الجنة (Bird of Paradise ) , لكن هؤلاء البحارة لم يجرؤا على التوغل إلى ابعد من المناطق الساحلية بسبب خوفهم من القبائل الوحشية القاطنة في الغابات حيث تناقل الناس الكثير من القصص المخيفة حول ولع سكان الغابة المتوحشين بأكل لحوم البشر و تعليق الرؤوس البشرية كزينة في البيوت.
و في القرن السادس عشر وصل الأوربيين الى الجزيرة و استعمروا المناطق الساحلية حتى القرن التاسع عشر حيث بدئت بعض الرحلات الاستكشافية و التبشيرية تتوغل داخل الغابات , كانت الرحلة داخل الأدغال خطرة و غالبا ما كان الرجال البيض يتعرضون لهجمات القبائل الوحشية التي لم تتوانى عن قتل و التهام البعض منهم , لكن رغم المخاطر فأن البعثات نجحت في جذب أنظار العالم إلى الحياة في هذه البقعة المنعزلة التي تسابق العلماء في مختلف المجالات إلى دراسة انماط الحياة فيها و تقاليد و عادات القبائل البدائية التي تسكنها و التي اعتبرت نموذجا حيا لما كانت عليه حياة الإنسان في العصور القديمة , و من أهم مظاهر الحياة البدائية التي جذبت اهتمام العلماء و الباحثين هي ظاهرة أكل لحوم البشر التي مارستها اغلب قبائل غابات بابوا غينيا الجديدة , و قد جذبت قبيلة فوري (Fore ) اهتمام العلماء بشكل خاص , فالقبيلة ظلت معزولة عن العالم في الأدغال حتى عام 1950 و كان أفرادها يمارسون طقسا جنائزيا فريدا يتضمن أكل اللحم البشري , فما ان يلفظ شخص من أفراد القبيلة أنفاسه حتى تجتمع النساء من أقاربه حوله و يقمن بفصل يديه و رجليه و رأسه عن جسده ثم يقمن بشوي اللحم و التهامه و كذلك التهام القلب و الكبد و الأحشاء الداخلية , أما المخ فكان له عندهن مكانة خاصة فهو ألذ جزء في الوجبة فما أن تفارق الروح جسد الميت حتى تقوم النساء بكسر الجمجمة و إخراجه بسرعة ليأكلنه نيا و هو لازال حارا و طازجا , و تقدم النساء عادة أجزاء من الجثة لأطفالهم و أحيانا لرجالهن , طبعا ولائم القبيلة تتضمن أيضا أسرى الحروب من القبائل الأخرى إلا أنها تعتمد بشكل رئيسي على جثث الموتى من أفراد القبيلة نفسها و تكون الوليمة في الغالب مقصورة على النساء و الأطفال , كما إن جثة الميت يجب أن تكون سليمة من الأمراض فهم لا يلتهمون لحم الأشخاص الذين يموتون بسبب المرض و ذلك خوفا من العدوى.

الطريف ان أفراد القبائل البدائية كانوا يتعجبون عندما يعلمون ان رجال البعثات الاستكشافية البيض لا يتناولون لحم البشر , كان التهام اللحم البشري شيئا فطريا بالنسبة لهم و كانوا يردون على النصائح بترك هذه العادة قائلين بأنهم لا يجدون سببا واحدا يمنع أكل لحم الإنسان فهو بالنسبة إليهم مثل اللحوم الأخرى بل هو ألذ اللحوم , طعمه لدى البعض يشبه طعم البطاطا الحلوة و لدى آخرين يشبه طعم شرائح لحم الخنزير كما انه يمتاز على بقية اللحوم في سهولة هضمه و استساغة المعدة له حيث كان رجال القبائل المتوحشين يقولون بأن التهام كميات كبيرة من اللحم الحيواني قد تشعر الإنسان بالتوعك و أحيانا في الرغبة في التقيؤ أما اللحم البشري فيمكنك التهام ما شئت منه حتى تمتلئ معدتك و يتعذر عليك بلع المزيد و لن تشعر بأي سوء.

رغم ولع نساء قبيلة الفوري بالتهام اللحم البشري إلا أن القبيلة اضطرت إلى ترك هذه العادة بسبب تفشي مرض قاتل بين أفرادها أطلقوا عليه تسمية كوريو (kuru) و معناها الارتعاش او الارتجاف لأن المرض يسبب رعشة مستمرة في جسد المريض مع الم في الرأس و العظام و المفاصل و تتطور الحالة بمرور الزمن فيصبح المريض عاجزا عن الحركة و عن البلع و حتى التنفس و تنتهي بالموت خلال سنة تقريبا من ظهور الأعراض الأولى للمرض.
في البداية اعتقد الفوري بأن المرض هو لعنة من الأرواح الشريرة و لا علاقة له بعادة أكل لحوم البشر لذلك استمروا في التهام جثث موتاهم فاستمرت أعداد المرضى في التزايد مما دفع الأطباء و الباحثين الى الاهتمام بدراسة المرض و قد توصلوا الى انه يحدث بسبب اختلال في جينات خاصة تحدث تغييرا في عمل البروتينات في الدماغ فتشوهه و تؤثر على وظائفه بشكل مشابه لما يحدث في مرض جنون البقر و قد أكد الأطباء بأن تناول اللحم البشري يعتبر العامل الرئيسي في تفشي و انتشار المرض و الدليل على ذلك هو ان النساء يشكلن حوالي تسعين في المائة من عدد إجمالي الإصابات و ذلك لأن عادة التهام اللحم البشري لدى قبيلة الفوري تكاد تكون مقصورة على النساء.
ساهم الخوف من المرض , إضافة الى وصول المدنية و الحضارة الى هذه الأصقاع النائية , في ترك عادة أكل اللحم البشري و اختفائها بالتدريج و نتيجة لذلك فقد انخفضت أعداد المصابين بمرض الكوريو بصورة كبيرة باستثناء حالات معدودة ظهرت في التسعينيات و كذلك في عام 2004 و التي اعتبرها البعض دليلا على ان بعض الفوري لازالوا يمارسون عادة اكل لحم البشر سرا لكن لا يوجد دليل ملموس يثبت هذا الادعاء.