الأحد، 23 مارس 2014

مرض البارانويا




المحور الأساسي الذي تدور حوله هذه الشخصية هوالشك في كل الناس، سوء الظن وتوقع الإيذاء من الآخرين. كل الناس في نظره سيئون. هذا هو موقفه الذي لا يتزحزح عنه. وهذا هو رأيه في كل الناس.

إن أي إنسان قد يشك أو قد يسيئ الظن في إنسان آخر أو في مجموعة من الناس في ظروف معينة، ولكنه إذا كان سوياً فإنه يغير رأيه، إذا أثبتت الظروف حسن نية الآخرين أو إذا كان هناك دليل على براءتهم. هنا يعتذر هذا الإنسان السوي عن سوء ظنه وشكه ويؤنب نفسه.

أما البرانويد فإنه يظل على موقفه مهما كانت الأدلة، ومهما أظهر الآخرون حسن نواياهم ومهما أجمع الناس على أنه مخطئ في سوء ظنه. إنه يتمسك بشكوكه ويظل يرى السوء في الآخرين، ولهذا فهو في حالة تحفز، في حالة استعداد دائم لصد عدوان يتخيله أو إفساد مؤامرة تحاك ضده.

وكل مَن يحاول أن يثنيه عن سوء ظنه يضعه في القائمة السوداء ويضمه إلى قائمة السيئين، ولهذا فهو دائم الشعور بالاضطهاد. والشعور بالاضطهاد يولد عدوانية داخلية، فهو ضد كل الناس ويضمر الكراهية أو عدم الارتياح أو عدم الحب لمعظم الناس، ومن السهل أن يتحول إلى شخص عدواني يؤذي إذا أتيحت له الفرصة لذلك.

والعدوان يأخذ صوراً متعددة، كالنقد اللاذع والسخرية والاستهزاء بالآخرين، قد يواجه الناس برأيه فيهم، وقد ينتقدهم من خلف ظهرهم، وانتقاداته جارحة وتسبب جرحاً وألماً. ولا يراعي مشاعر الآخرين، بينما هو لا يتقبل أي نقد أو توجيه، فهو شديد لآراء الآخرين ويتخذ مواقف عنيفة وعصبية فيها تهور إذا تعرض له بالنقد أو باللوم، ولذا فهو معدوم الأصدقاء وعزلته تزيد من شعوره بالاضطهاد وتزيد من عدوانيته وعداوته.

والحوار مع هذه الشخصية مضن ومتعب، فهو لا يتقبل ظاهر الكلام وإنما دائم البحث عن الدوافع الخفية والمعاني الدفينة، والنقاش معه يطول، وهو في الغالب محاور بارع يجهد مَن يحاوره، ويحمل المواقف والكلمات أشياء ومعاني بعيدة أو مبالغاً فيها، تتوه وأنت تحاوره وقد لا تفهم ماذا يقصد، وتندهش لتفسيراته وتحليلاته المشبعة بسوء الظن وتوقع الغدر الخيانة وكل ما هو سيئ.

هذا الشخص إذا أكدت الأحداث توقعاته شعر بزهو شديد، أما إذا أكدت الأحداث خطأ توقعاته وتحليلاته فإنه لا يتراجع عن سوء ظنه، حتى في المواقف الجديدة ومع الناس الذين يقابلهم لأول مرة. فإن سوء ظنه يكون هو الغالب، ولذا يجتهد في البحث عن أدلة لإثبات صحة نظريته.

وهذا الإنسان بلا عواطف أو عواطفه محدودة جداً وتستطيع أن تقول إنه إنسان بارد، وكلمة بارد ذات دلالة ومغزى كبيرين، ومعناها أنك لا تستقبل منه أي شيء، لا تستقبل منه دفئاً أو مودة أو تفاهماً أو تعاطفاً، بل على العكس تهب عليك من ناحيته رياح باردة شائكة وسامة. أيضاً وهو يفتقد لروح الفكاهة والمرح، قليل أو نادر الابتسام، لا يضحك من قلبه وابتسامته سوداء صفراء ساخرة، والغريب أنه يصف نفسه دائماً (ليدافع عن برودته) بأنه إنسان موضوعي عقلاني. العقل عنده مقدم على العاطفة، الحقيقة أنه لا عقل لديه ولا عاطفة، فهو لا يتألم من أجل أي إنسان أو حيوان.

وهو صلب لا يتنازل ولا يقبل حلولاً وسطاً، تقلقه محاولات التودد والاقتراب من الآخرين، يتحاشاهم ويبتعد عنهم، بالاكتفاء الذاتي، ولذا فهو متمركز حول نفسه بشكل خطير قد يصل إلى الإحساس المرضي بالتيه والزهو والشعور بالأهمية، إنها حالة من تضخم الذات التي تكون من سمات الشخصية البارانويدية. في غالب الأحيان تكثر هذه الشخصية بين المتعصبين والمتطرفين وأصحاب الأفكار الغريبة، والباحثين عن الزعامة والذين يتجسسون على الناس للإيقاع بهم، كما تكثر بين الذين تقدم بهم العمر بدون زواج، وأيضاً تكثر بين المطلقين والمطلقات.

وفي مجال العلاقة الزوجية فإننا نجد أن الزوج البارانويد علاقته بزوجته مضطربة، لسوء ظنه وغيرته وشكه وتقليله من شأنها وحساسيته لأي كلمة تصدر عنها. حياته الزوجية يسودها البرود وتلفها عداوة مستترة، ونفس الأمر في علاقته بأبنائه.

ولسوء ظنه وشكه الدائم فإنه يبث في أبنائه وبناته عدم الثقة والحذر المبالغ فيه وعدم القدرة على إقامة علاقات مشبعة مع الآخرين. والزوجة التي لها هذه الشخصية تحقق نفس القدر من الخيبة في الحياة الزوجية وغيرتها إلى حد المرض، ومن المستحيل أن تثق ولو للحظة في صدق زوجها، فهو في نظرها في كل الوقت كاذب ومخادع وخائن وتتوقع منه الغدر في أي لحظة.

إذن الحياة الزوجية للإنسان البارانويد رجلاً كان أو امرأة هي حياة فاشلة، فلا حياة تقوم على الشك وسوء الظن. ولا حب يستمر مع التعالي والغطرسة، ولا مودة تسود مع روح التحفز والتوقع السيئ.

والعلاج هنا لايكون الا على يد طبيب نفسي يهتم بالأمور الأسرية ليضع الجميع امام ماهو مطلوب منهم لبناء حياة رغيدة متوازنة.فالبارانويا مرض نفسي خطير ويصعب التعاطي مع من يشكو منه بدون علاج متخصص.

ماهو مرض البابرانويا ؟

هو مرض من جملة الامراض النفسية العصبية ويطلق عليه ايضا مسمى جنون العظمة او الارتياب وهي أفكار يعتنقها المريض ويؤمن إيمانا وثيقا بتعرضه للاضطهاد أوالملاحقة ويفسر سلوك الآخرين تفسيرا يتسق وهذا الاعتقاد. والمعنى العام أن البارانويا مرض عقلي يتمثل في هذاءات عقلية قوامها الاضطهاد  من نوع معين يؤيده المريض ويدافع عنة بطريقة منظمة في حماس وإصرار. وتشغل هذه التوهمات جزء صغيرا أو كبيرا من عقلة محاولة أن تتوسع لتشمل العقل, وترتبط هذه التوهمات وتصبح في انسجام مع موضوعها وتكون هلاوس سمعية أو صوتية أو بصرية



اعراض المرض :

الخوف من حصول شيء سيىء.

الظن ان المسؤولية تقع على الاخرين.

الإعتقاد والإيمان المبالغ فيه والغير مبني على اسس واقعية.


انواع ومسميات المرض :

هذاء الاضطهاد: كأن يعتقد المريض ان الناس من حوله يتآمرون عليه ويريدون إلحاق الأذى عن عمد.

هذاء العظمة : كأن يعتقد المريض أنه شخصية بالغة الأهمية أو النفوذ.

هذاء توهم المرض : كأن يعتقد المريض أنه مصاب بمرض عضال رغم كل التحاليل والفحوصات التي تثبت له عكس ذلك.

هذاء التلميح: والهمس والغمز ممن حوله، إذ يتوهم أن كل ذلك موجه ضده بنية سيئة، مما يدفعه إلى إعتزال الناس.

الهذاء السوداوي: يعتقد المريض في هذه الحالة أن مصائب الناس والكوارث البيئية والحروب، كلها حدثت بسببه، أي أنه يشعر بالذنب والإثم، لذا يرى أنه يستحق أي عقاب ينزل به.


اسباب المرض :

نوائب الحياة: قد يكون للكرب المفاجئ دورٌ هامٌ جداً. فيمكن لفقد العمل أو انتهاء علاقة أن يجعل الفرد يشعر بعزلة شديدة ما يجعله ينطوي على ذاته ويشعر بعدم الاطمئنان وبوقوعه تحت تهديدٍ دائم. نوائب الحياة التي تتضمّن خيانة أو ألم عاطفي، مثل الاضطهاد في مكان العمل أو السطو على المنزل، يمكنها أيضاً أن تكون أساس الأفكار الارتيابية التي يمكن أن تتطوّر لاحقاً إلى زور.

البيئة الخارجية: رأى بعض الباحثين أنّ الأفكار الزورية تكون أشيع في البيئة المدينية أو في المجتمعات التي يُشعَر فيها بالعزلة بدل الترابط. ويمكن أيضاً للتقارير الإعلامية عن الجرائم والإرهاب والعنف والمسائل الاجتماعية الأخرى أن تلعب دوراً في تحفيز الأحاسيس الزورية، كم يمكن لمستويات الكرب المرتفعة الملازمة لنمط الحياة العصري أن يضع الناس تحت خطرٍ أكبر.

القلق و الاكتئاب : يعمل القلق والاكتئاب كمحفزين للأفكار الزورية عند بعض الأشخاص، فالشخص المصاب بالقلق يكون عصبياً على الأغلب وأكثر فزعاً من المعتاد. يقلل الاكتئاب تقدير الذات ويجعل الشخص يخطئ في تفسير نوايا الآخرين تجاهه.

النوم السيء: النوم السيء أيضاً له وقعٌ كبير على الزور. فالمخاوف والقلق يتناميان في آخر الليل عندما يكون الشخص بمفرده مع أفكاره، والشعور بالتعب الدائم يمكن أن يحفز الإحساس بعدم الأمان.

تأثير العقاقير والكحول: تشكل المواد الكيماوية عاملاً أحياناً، فالمخدرات والعقاقير مثل الكوكائين والحشيش والكحول وحبوب الهلوسة والـLSD والأمفيتامين يمكن أن تحفز الزور، كما يمكن لستيروئيدات معينة من التي يتناولها الرياضيون ورافعي الأثقال أن تحفزه أيضاً. وتترافق مبيدات حشرية ومحروقات ودهانات معينة مع أعراض الزور أحياناً.

تأثيرات الطفولة: قد يلعب ما حصل في الطفولة دوراً في الزور. فإن جر الشخص للإيمان بأن العالم مكان غير آمن البتة وأن الناس غير جديرين بالثقة، فهذا سيلعب دوراً في طريقة التفكير بعد الرشد. وإن كانت الطفولة جائرة أو مهملة فعلى الأرجح أن يشعر الطفل بالشك والارتياب بالآخرين عند الكبر.

الأسباب الجسدية: يرتبط الزور بصفته عرض بأمراض جسديّة معيّنة، مثل داء هنتنغتون وداء باركنسون والسكتة الدماغية (النشبة) وداء آلزهايمر والأشكال الأخرى من الخرف. يمكن لنقص السمع أيضاً أن يثير الأفكار الزورية عند بعض الأشخاص.

اضطراب الجو الأسري وسيادة التسلطية ونقص كفاءة عملية التنشئة الاجتماعية.

اضطراب نمو الشخصية قبل المرض وعدم نضجها.

الصراع النفسي بين رغبات الفرد في اشباع دوافعه وخوفه من الفشل في إشباعها لتعارضها مع المعايير الاجتماعية والمثل العليا.





الإحباط والفشل والإخفاق في معظم مجالات التوافق الاجتماعي والانفعالي في الحياة، والذل والشعور بالنقص وجرح الأنا.

المشاكل الجنسية وسوء التوافق الجنسي، والعنوسة وتأخر الزواج والحرمان الجنسي.


طرق علاج المرض :

يمكن عـلاج البارانويا من خلال المسارات والخطوات التالية :

يجب البدء في استخدام العـلاج المعـرفي عـن طريق تعـريف المريض بالمنبهات التي ترتبط بالاعـتقادات الخاطئة مثل سلوكيات الناس أو أجهزة الإعـلام وغـيرها، بأن يذكر للمريض أن هذه الأجهزة هي أجهزة عـامة ولا يوجد شخص تسخر له هذه الأجهزة أو هؤلاء الناس حتى لو كان ملكا، ويجب أن يتعـلم المريض إيقاف التفكير في هذا الاتجاه والانشغـال بأنشطة أخرى.

كما يتم تدريب المريض عـلى أن يقول لنفسه كلمة ” خلل” “Defect” عـندما يشاهد أحد العـناصر التي يعـتقـد بأنها تخاطبه مثال: عـندما يعـتقـد أن حديث أحد الأفراد بجانبه إنما هو حديث موجه إليه، فإنه يقول لنفسه “خلل” وكذاك عـندما يعـتقـد أن التلفزيون يوجه رسالة إليه، وهذا يحدث تشريط معـرفي سلبي.

وقـف التحليلات المفرطة

يجب تدريب المريض عـلى وقف التحليلات المفرطة للمواقف مثل فكرة اشتراك عـدة أفراد في السلوك العـدائي نحوه، لأن الناس أهدافهم متباينة ولا يتفقون في صف واحد معـا إلا فيما ندر.

يجب تعـليم المريض أساليب التوافق مع المجتمع المحلي، مع عـدم القيام بسلوكيات تتعـارض مع قيم ومعـايير المجتمع حتى لا يزيد التوتر مع الآخرين.

تقـوية المكونات الداخلية

يجب تقـوية المكونات والأفكار الخاصة بالفرد في مواجهة أي أفكار خاطئة يعـتقـد أن الآخرين يطلبونها منه، وهذا التثبيت للأفكار الخاصة يحميه من الانجراف نحو التفسير الخاطئ لآراء الآخرين، أي عـدم الانتباه لآراء الآخرين وأفكارهم والتركيز عـلى أفكاره وقيمه الخاصة.


دراسات مرض البارانويا :

دراسة لاعراض البارانويا الاكثر شيوعا

كشفت دراسة طبية النقاب عن أن الأشخاص الذين يتعرضون لحوادث سطو وسرقة بالإكراه، أو يتم مهاجمتهم بصورة عشوائية يظلون لفترات طويلة يخشون ويتحاشون الآخرين بصورة ملحوظة، بالإضافة إلى معاناتهم من بعض الأعراض مثل “البارانويا” أو”جنون العظمة” .وأوضح الباحثون البريطانيون أن النتائج المتوصل إليها تكشف عن عدد من التأثيرات النفسية والفسيولوجية التى يتعرض لها الأشخاص الذين يتعرضون لمثل هذه الجرائم لم تكن مقدرا تأثيرها بشكل كبير وهو ما يساعد الأطباء النفسيين فى تطوير الاستراتيجيات العلاجية لمثل هؤلاء الضحايا.

وشملت الدراسة أكثر من 100 شخص تلقوا العلاج فى المستشفيات عقب تعرضهم لجرائهم سطو وعنف وإصابات جسدية طفيفة ليتم تتبعهم لنحو ستة أشهر.

وأشارت المتابعة إلى أن أربعة من بين كل خمسة تعرضوا لمثل هذه الحوادث قد أعربوا عن خوفهم وخشيتهم من مواجهة الناس منذ تعرضهم للاعتداءات.

وشدد الباحثون على أن الأشخاص الذين يتعرضون لاعتداءات جسدية يتعرضون بصورة أساسية للأعراض ما بعد الصدمة إلا أن عدم الثقة فى الآخرين وجنون العظمة تعد من أهم الأعراض التى تستمر معهم لعدة شهور التى تعقب الحادث.



قلة النوم تؤدي الى الاصابة بالبارانويا

لندن / وجدت دراسة حديثة صلة بين الحرمان من النوم ومرض جنون الارتياب الذي يعرفه أطباء علم النفس بأنه أحد أشكال الاضطرابات الشخصية يقوم على الشك في الآخرين وفي نواياهم اتجاه المصاب.وذكر موقع ساينس ديلي أن الدراسة التي مولتها مؤسسة ولكام ترست البريطانية، وهي منظمة خيرية بحثية غير ربحية، وجدت علاقة بين الحرمان من النوم والبارانويا، مشيرة إلى أن الأرق يمكن أن يعزز أيضا الشكوك في نوايا الآخرين.وتعد هذه الدراسة التي نشرت في مجلة أبحاث انفصام الشخصية، أول دراسة تعالج مشكلة الحرمان من النوم والأرق وعلاقتهما بالشعور بالاضطهاد، وقد أوضحت أن من يعانون من هذه المشكلة معرضون خمس مرات أكثر من غيرهم للمعاناة.وأعد هذه الدراسة الدكتور دانيال فريمان، وهو باحث في منظمة ولكام ترست التي تأسست عام 1936 من أجل تحسين نوعية الحياة، مع زميل له في معهد علم التحليل النفسي في كنجز كولدج في لندن، ومؤلف كتاب “بارانويا، مخاوف القرن الحادي والعشرين”.وقال فريمان إن قلة النوم تسبب القلق والحزن وتعكر المزاج وتخلق شعورا بأن الآخرين يتعمدون إيذاء الشخص الذي يعاني من هذه الحالة.وأضاف فرديمان أن “عدم الحصول على قسط كاف من النوم ليالي عدة يجعلنا نشعر بالتوتر وبالانفصال عن العالم”، لافتا إلى أن هذه الشروط هي المثلى للشعور بالبارانويا وبسيطرتها علينا، معتبرا أن النوم الجيد مهم لحالتنا النفسية.وانتهى إلى أن الحصول على ليلة نوم هادئة قد يجعلنا نرى العالم بشكل إيجابي أفضل


البارانويا الاسلامية



البارانويا حالة نفسيّة مرضيّة يملك المصاب بها جهازاً عقائدياً معقّداً وتفصيلياً يتمركز حول أوهام لا أرضيّة واقعية لها . هذه الأوهام تقنعه بأنه مضّطهد من قبل الآخرين وبأنّ السبب الرئيسي لإضطهاده من قبلهم هو كونه شخص عظيم ومهمّ للغاية ! الجهاز العقائدي المفعم بالأوهام الذي يبتلي به المصاب بالبارانويا يتشكّل ويتطور ببطء شديد وعلى مرّ زمن طويل. ويصبح مع الأيام منظّماً للغاية إلى درجة يبدو معها منطقيا ومقنعا !الخطورة التي ينطوي عليها هذا الإضطراب النفسي تكمن في أن المصاب به يبدو طبيعيّا أثناء الحديث وفي تصرفاته وسلوكه إلى درجة لاتثير لدى اللآخرين إيّة رغبة لمواجهة المريض وإحالته إلى الجهات المعنيّة بعلاجه . تتشكّل لدى المريض قناعة مطلقة بأنّه عظيم وبأنّ الآخرين يسعون لإيذائه والحطّ من عظمته.ويدافع عن قناعته هذه حتى عندما تواجهه بكلّ البراهين التي تثبت عدم صحّة تلك القناعة . عدم الثقة بالآخرين يدفع المريض لتركيز كلّ حواسه على تصرفات الناس من حوله وتفسير كل حركة لهم بطريقة تخدم قناعاته. يبني من الحبة الصغيرة جبلا كبيرا كأن يدّعي عندما يرىىشخصا يلوح يده عن بعد بأنّ هذا الشخص يشير اليه ويتكلم للآخرين عنه، وقد يذهب أبعدمن ذلك فيدّعي أنه يخطط لقتله . هذه الأوهام التي يعيشها المصاب بالبارانويا تجعل منه شخصا شكّاكا عنيدا غاضبا عدوانيّا وناقما على الآخرين .تؤكّد معظم الدراسات في الطبّ النفسي وعلم النفس على أن العوامل التي تلعب دورا في الإمراضيّة هي عوامل نفسيّة واجتماعية تتعلق بنشأة المريض والطريقة التي تربّى عليها، أكثر مما هي أسباب بيولوجيّة تتعلق بجسده من الناحيّة التشريحيّة والكيمائيّة والوظيفيّة . الطب النفسي يتناول هذا الإضطراب كحالة فرديّة ولم يسبق أن تناولها كحالة عامة قد تصيب جماعة بشريّة بكاملها. رغم أنّه من المؤكّد في هذا الحقل من حقول الطبّ بأن هناك بعض الإضطرابات النفسيّة التي تكثر في جماعة أو فئة أو مجتمع نظرا لوفرة العوامل المسببة للإضطراب في تلك الجماعة أو الفئة أو المجتمع . هذا من ناحية، ومن ناحيّة أخرى هناك حالة مثبتة علميّا وهو مايطلق عليها الأوهام المشتركة .