الاثنين، 1 فبراير 2016

الأمراض النفسية

تعريف المرض النفسي هو نمط سلوكي أو سيكولوجي، يجعل الشخص يشعر بالضيق أو العجز عن الإنجاز والركود، وبالتالي يشعر بالكراهية لنفسه، وهذا لا يعد جزءاً من النمو العقلي والثقافي الطبيعي لمهارات الإنسان، كما ويشعر المريض النفسي بالضيق وعجزه عن حل المشاكل الاجتماعية التي يمر بها، وقد تصل به إلى درجة عالية من اليأس، ورغبته في الوصول إلى الموت. على مر الزمان والثقافات تغيرت أساليب فهم وإدراك حالات المرض النفسي، وإلى الآن هناك الكثير من الاختلافات حول تعريف الاضطرابات النفسية وتصنيفها وتقييمها. وللمرض النفسي فئات وأنواع مختلفة، وإن أكثر من ثلث سكان العالم تعرضوا للإصابة بأحد أنواع المرض النفسي في مرحلة معينة من حياتهم، ويمكن أن يتلقى المصابون بالمرض النفسي علاجهم في مشافي الأمراض النفسية، أو في المجتمع بعيداً عن المستشفى، ويقوم الأطباء المتخصصون بالأمراض النفسية بتشخيص المرض من خلال الاستعانة بعدة أساليب منها الملاحظة، المقابلات، طرح الأسئلة من خلال المقابلات مع المرضى، وبالتالي تقديم العلاج يتم من خلال الاطباء المتخصصين بالصحة النفسية. أنواع الأمراض النفسية البارانويا: وهي ما يصيب المريض من أوهام تلاحقه، ففي هذه الحالة يسقط المريض مشاكله على الأخرين، ويشعر بأنه ضحية، ويرى المريض نفسه في حاله من الإحساس بالرضى عن نفسه، وحالة من المرح والسعادة، لاعتقاده بأنه تفوق، لكنه مع مرور الوقت يدرك أنه تحت تأثير كابوس من الوهم. البارافرينيا: في هذا النوع من المرض يصاب المريض بحالة من الهوس مصحوبة بمشاعر من النشوة والانشراح، ويشعر بهلوسات كاذبة وأوهام، وهذه الأوهام مصدرها الفنتازيا التي يتخيلها، ويصنف هذا النوع ضمن الأوهام الخيالية الحشوية. التخشب:وهذا يأتي من أسباب عديدة منها: الشيزوفرانيا (الانفصام). التهابات المخ. الذهانات التسممية. حالات الإرجاع، أو الردية. التناذرات الهيبفرينية: في هذا النوع من المرض تغلب على المريض الانفعالات والهيجانات الشديدة وغير المتوقعة، فتجده يقفز من مكانه فجأة وبشكل مخيف، دون أي نوع من المقدمات، كما أنه قد يتهجم على من حوله من الناس ولأتفه الأسباب، يمكنه أن يؤذي نفسه ويمزق ملابسه ويقطب وجهه ويقبض كفيه والكثير من الأمور. زملة توهم المرض: وهذا ما يجعل المريض معتقداً أنه مصاب بجميع الأمراض، فيكون قلق على صحته وحياته إلى حد الهوس. زملة الخبل: هذا النوع من المرض يتبعه ضعف عقلي تام، وقد يصل إلى خلل في الكلام والذاكرة والانتباه، وهذا كله ناتج عن خلل يصيب لحاء المخ. زملة البلادة: يصاب المريض بالخمول والهذيان، كما وشعر بالنقص العقلي وحالة من التيهان. النقص العقلي: يتمثل بهذا المرض الارتباط والتشويش، وهنا يفهم المصاب بالمرض ما يعج ببيئته من تفصيلات وأحداث كثيرة، ولكنه يعجز عن تنظيم كل تلك التفصيلات، في هذه الحالة يغلب على المريض الشعور بالارتباك والحيرة والخوف، وتراه ينظر بدقة لوجود الناس بشي من الارتياب. حالات التوهان: فهو يكون مثل الشخص الذي يسير وهو نائم، ويقوم بأعمال سخيفة وغريبة، يخرج أحياناً إلى الشارع وهو لا يدري بذلك، ولا يعرف ماذا يفعل، فيقوم بأعمال بشكلٍ آلي لا توقظه الأصوات العالية حتى. الصرع: هذا المرض يؤثر على المخ، فيصيب الإنسان بتشنجات تختلف في شدتها، ويؤدي إلى اضطرابات نفسية وعقلية، ويؤدي إلى اختلاجات تصيب حواس الانسان. الاكتئاب: من الطبيعي شعور الإنسان بالحزن عند وفاة أحد يعز عليه أو سفر وفراق أحد، لكن الاكتئاب هو نوع من الأمراض النفسية والتي تختلف عن الحزن الطبيعي، بحيث يفقد المصاب بالمرض النفسي متعته بكل شيء، ويفقد القدرة على التركيز والانتباه. الهوس: الهوس هو حالة مناقضة لحالة الاكتئاب، فبدل حالة الحزن، تتكون حالة الفرحة والانشراح والسرور، ولكن هذا الفرح هو أكثر من الحالة الطبيعية للإنسان، وهو من الأمراض العاطفية المزاجية، بحيث يصبح المصاب به مفرط في النشاط والحركة والانفعالية، يتحدث المصاب بسرعة مفتخراً بنفسه، وهو سريع تقلب المزاج وقد تصل به للعدوانية. القلق النفسي: ويكون عند تعرض الانسان لأزمة خارجية شديدة، له أعراض جدية ونفسية تحدث بوقت واحد، فالأعراض النفسية تتمثل بالخوف والتوتر وعدم الاستقرار النفسي والانزعاج، أما الأعراض الجسدي، فتكون بالتوتر العضلي والارتعاش وعدم الراحة الجسدية، وربما آلام في الجسم. الرهاب النفسي: وهو حالة من الذعر والخوف الشديد الذي يصيب الإنسان ولا يستطيع السيطرة عليه، وأيضاً لا يستطيع الأخرون أن يخففوا على المصاب ويطمئنوه، فمثلاً الرهاب والخوف من القطط، يدفع صاحبه لتجنب الذهاب للأماكن العامة وكذلك الزيارات الاجتماعية. الوسواس القهري: يتمثل من خلال ورود أفكار على ذهن الإنسان رغماً عنه، مع معرفته بأن كل تلك الأفكار غير منطقية وسخيفة، وأنها تسبب له الانزعاج فقط وتستمر في غزو ذهنه. الهستيريا: يصيب النساء أكثر من الرجال، ويكون في المراحل المتقدمة من العمر، وهو عبارة عن فقدان لإحدى وظائف الجسم سواء الحركية أو الحسية، ويظهر على المريض شلل في بعض أطرافه ونجده يشتكي من الرجفان أو بعض الآلام، وكل هذا يكون بدون أي مرض عضوي جسدي.


اضطرابات الشخصية: وعادة ما تحدث في فترة المراهقة أو قبلها، وهو نمط من السلوك سيء التكيف، وتكون الشخصية به غير متوازنة إما اضطراب كامل في عناصر الشخصية أو شدة تامة في توازن هذه المكونات، ولهذا تكون آثاره سلبية على المجتمع من حوله. الانفصام النفسي: يشعر صاحب هذا الانفصام بأن هناك قوة خارجية بشرية قد حُشرت في ذهنه، أو أن الأفكار التي في ذهنه قد سحبت من رأسه، ويشعر بأن جميع من حوله يعرف بماذا يفكر وما يدور في ذهنه. القهم والنهام العصابي: غالباً ما تصيب هذه الأمراض المراهقين من الشباب والفتيات، وبنسبة أكبر للفتيات، بحيث أن المصابات بهذا المرض تقدر نسبتهم أكثر من 90%، وتختلف النسبة من مجتمع لأخر، ومظاهر هذا المرض عند الفتيات تكون بالاهتمام بالحمية لإنقاص الوزن؛ لأنها تعتقد بأن وزنها زائد وتبدأ بفقدان السيطرة على سلوكها، فتقوم بأخذ الحمية بطابع مرضي وغير سليم، كما وتظهر على المصابات بمظاهر سلوكية غير معتادة، كإخفاء الطعام، وتصاب بتشوه واضطراب في مخيلتها عن نفسها. علاج الأمراض النفسية كثيراً ما يستخدم الأطباء العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الأمراض النفسية، وهذا يعتمد على استخدام أساليب التحليل النفسي، من سلوك وتفكير معين، وهناك أيضاً العلاج الأسري أو المجموعي الفرد، وتعتمد طرق العلاج جميعها على المنهج الإنساني. أهم الأدوية التي تستخدم في العلاج الأدوية المضادة للاكتئاب تستخدم في علاج الاكتئاب الاكلينيكي وعلاج اضطرابات القلق وغيرها الكثير من الاضطرابات النفسية. استخدام مضادات القلق لعلاج اضطرابات القلق ومشاكلها، مثل مشاكل الأرق. مضادات الذهان، تستخدم للاضطراب ثنائي القطب. مثبتات المزاج، والتي تستخدم لعلاج الأعراض الجانبية لمرض الانفصام. استخدام المنبهات العصبية لعلاج الاضطرابات الذهنية، خاصة علاج الاضطراب الذي يسبب فرط الحركة وتشتت الانتباه. تستخدم هذه الأدوية في علاج الكثير من الأمراض النفسية غير المشار إليها في الملصق الخارجي للدواء، بمعنى أن هناك ممارسة خارج نطاق ملصقات الأدوية. هناك طرق كثيرة لعلاج الأمراض النفسية، ويستخدم الأطباء العلاج بالصدمات الكهربائية لبعض الحالات الحرجة وصعبة السيطرة عندما تفشل أساليب العلاج الأخرى: العلاج عن طريق الأسلوب الإرشادي النفسي، والإرشاد المشترك بين الأصدقاء، وهذا مهم جداً في علاج الاضطرابات النفسية. إطلاع الناس على برامج التثقيف النفسي يمكنه أن يساعدهم في فهم مشاكلهم وطرق إدارتها. العلاج بالفن أو العلاج الموسيقي والأفكار الإبداعية. الاهتمام بالغذاء للمريض النفسي، والالتزام بالأغذية التي يشير إليها الطبيب المختص.

الأمراض النفسية كثيرة و منتشرة بشكل كبير ، و لكن المشكلة هي الفهم الخاطئ لمرضى النفسين فالكثير يظن بأن المرضى النفسيين هم الأشخاص المصابون بخلل عقلي او لديهم نقص به ، و لكن ذلك الكلام غير صحيح ، فالجنون و نقص العقل هي أمراض عقلية و ليست نفسية ، فالعديد من الأمراض النفسية موجودة بسبب خوف او تكبر او شعور بالنقص العاطفي ، و المشكلة الكبيرة هي عدم اعتراف المريض النفسي بمرضه النفسي ، بل إن عرف أخفى ذلك حرجا ، و لكن ما الحرج من العلاج ، كلنا نذهب إن شعرنا بمرض لأخذ الدواء مثل ألام الأسنان او المعدة و غيره ، و هذا الأمر مشابه إلى حد كبير لتلك المشكلة ، فلا مانع من أن يبحث الإنسان إن كان لديه مرض نفسي و يقوم بمعالجته ، فذك سيجعل حياته أجمل بكثير و سيصبح بيده التغلب على المشاكل التي تواجه ، فالمريض النفسي يصبح يكره نفسه و يكره الآخرين ، بل و قد يشعر أن جميع من حوله يكرهونه ، و تتعرف إن كنت مريض نفسي او لا ، عليك أولا مراقبة تحركاتك و التركيز على ما تفعله ، فمثلا إن كنت تفضل الوحدة و الانعزال و لا تحب إن تتكلم مع الآخرين فهذا مرض نفسي و يجب معالجته ، و انظر إلى نفسك إن كنت ممن يأخذون قراراتهم بصعوبة ، او انك لا تستطيع السيطرة على غضبك او انفعالاتك المتنوعة ، و إن كنت تخاف من أمر معين مثل الأماكن المرتفعة او غير ذلك ، او إن كنت تجد الصعوبة بإعطاء ثقتك للآخرين ، او كان لديك صعوبة بحل مشاكلك ، و إن كنت ممن لا يعفو على الآخرين مهما حدث و حاولوا إقناعك ، او كان لديك شعور باليأس من الحياة ، او انك مهما حلمت فلن يتحقق أي من أحلامك ، كما انه يمكنك التأكد من انك  مريض نفسي من زيارتك لطبيب نفسي لتشخيص حالتك ، و أول خطوات العلاج هي الاعتراف بالمرض النفسي ، لأنها تعتبر أصعب الخطوات ، و لأن العديد ينكرها حتى لنفسه ، و بعد الاعتراف بها  ، تحاول أن نتحداها و أن تقوم بعمل ما تخاف منه أو ترتبك منه ، و بعد فترة ستجد أن ذلك اختفى سريعا ، أما من يعانون مثلا من الاكتئاب فعليهم التفكير بالأمور الايجابية ، و أن لا يترددوا بالخروج من البيت للتنزه او زيارة الأصدقاء ، و كما قلنا فيمكنك أن تعالج نفسك دون أن يكون هناك أي داع للذهاب إلى مراكز نفسه او غير ذلك ، و ليس العيب بان تكون مريضا نفسا و لكن العيب بان تتجاهله و تتجاهل علاجه فتكبر مشكلتك و يصعب حلها بعد ذلك ، و بذلك نكون قد حددنا ان كنا مرضى نفسيين ام لا و علينا تذكر بان كل داء له دواء و ان نتعالج للتخلص من ذلك المرض  .


أعراض الإصابة بمرض نفسي من المهم بصفة خاصّة أن تولي اهتماماً للتغيّرات المفاجئة في الأفكار والسلوكيات، كما نضع في اعتبارنا أنّ ظهور العديد من الأعراض التالية، وليس فقط تغير واحد، يشير إلى وجود مشكلة ينبغي تقييمها وعلاجها بأقرب مركز صحي. عند الكبار فكر حائر. الاكتئاب لفترات طويلة (الحزن أو التهيج). المشاعر المفرطة، كالخوف، والقلق. العزلة عن المحيط الخارجي. تغيّرات جذرية في الأكل والنوم . مشاعر من الغضب قوية. أفكار غريبة (أوهام). رؤية أو سماع أشياء غير موجودة (الهلوسة). تزايد عدم القدرة على التعامل مع المشاكل والأنشطة اليومية. أفكار انتحارية. العديد من الأمراض الجسدية غير المبررة. تعاطي المخدرات. عند المراهقين تعاطي المخدرات. عدم القدرة على التعامل مع المشاكل والأنشطة اليومية. التغيرات في النوم وعادات الأكل. شكاوى مفرطة من الأمراض الجسدية. التغييرات في القدرة على إدارة المسؤوليات في المنزل أو في المدرسة. التغيب عن المدرسة، والسرقة، والتخريب. الخوف الشديد. المزاج السلبي لفترات طويلة، وغالباً ما يرافقه فقدان الشهية أو أفكار الموت. نوبات متكررة من الغضب. عند الأطفال التغييرات في الأداء المدرسي. الدرجات المتدنية رغم الجهود القوية. التغيرات في النوم وعادات الأكل. القلق المفرط (أي رفض للذهاب إلى السرير أو المدرسة). فرط النشاط. الكوابيس المستمرة. العصيان المستمر أوالعدوانية. نوبات الغضب المتكررة. كيفية التعامل مع المريض النفسي تثقيف نفسك حول هذا المرض: تثقيف نفسك حول المرض هو في الحقيقة أساس الدعم، فقد أظهرت الأدلة أنّه إذا تمّ تزويد الأسر بالتعليم واشراكهم في عملية العلاج، فالمرضى الذين يعانون من الأمراض النفسية ستخف عندهم الأعراض، وعدم معرفة الكيفية التي يجب أن يعامل بها المريض يمكن أن تخلق المفاهيم الخاطئة وستمنع الأسر من إعطاء أحبائهم المساعدة المطلوبة. التعامل مع السلوك غير العادي: التصرفات الخارجة من مريض عقلي غالباً ما تكون غير سلوكية، هذه السلوكيات يمكن أن تكون مدمرة ويصعب قبولها، فعليكم حينها زيارة الطبيب، ونقاش هذه السلوكيات ووضع استراتيجية للتعامل معها. إنشاء شبكة دعم: كلّما أمكن ذلك، اطلب الدعم من الأصدقاء وأفراد الأسرة، إذا كنت تشعر بأنك لا يمكن مناقشة الوضع مع الأصدقاء أو أفراد الأسرة الآخرين، فاعثر على المساعدة الذاتية أو مجموعات الدعم، إذ توفر هذه الجماعات فرصة لك لإجراء محادثات مع غيرهم من الناس الذين يعانون من نفس النوع من المشاكل، يمكنهم الاستماع وتقديم النصائح القيمة. البحث عن المشورة: العلاج يمكن أن يكون مفيد لكل من المريض النفسي وأفراد الأسرة الآخرين. فالمراكز الصحية يمكن أن تقدم سبل للتعامل وفهم أفضل لوضع المريض، عندما تبحث عن المعالج يجب التحلي بالصبر والتحدث مع عدد قليل من المهنيين بحيث يمكنك اختيار الشخص الأنسب لوضع مريضك وعائلتك، قد يستغرق الأمر وقتاً حتى ترتاح للوضع الراهن، ولكن على المدى الطويل سوف تكون مسرور لأنك طلبت المساعدة. أخذ بعض الوقت: من الشائع بأن أعضاء الأسرة يشعرون بالاستياء حيال إصابة قريبهم بمرض نفسي، وقد يجدون صعوبة في التعامل مع الوضع الراهن، لكن يجب أن تتذكر بأن العلاج يحتاج لمزيد من الوقت والصبر، فعليك بجدولة الوقت فهذا يساعد على إبقاء الأمور في نصابها. من المهم أن نتذكر أن هناك أملا في الشفاء، وأنه مع العلاج، الكثير من الناس المصابين بمرض نفسي سيعودون لحياة منتجة ومثمرة. قد يكون من الصعب على المحيطين فهم وتقدير شدّة الأعراض التي يمرون بها، مثل الأفكار المرعبة المرتبطة بالانفصام أو التفكير في الانتحار والاكتئاب العميق، فالسعي لفهم أن هذه الأفكار والتصرفات الصادرة منهم ليست تحت سيطرتهم هذا يصب في صالح علاجهم ومساعدتهم على تخطي الازمة.