الخميس، 12 سبتمبر 2013

النظام الغذائي النباتي




للنظام الغذائي النباتي فوائد عديدة على الصحة. فهو يساهم في تخفيض نسبة الكولسترول في الدم، تخفيض ضغط الدم والتقليل من نسبة التعرض لأمراض القلب. من المعروف أن الغذاء النباتي، لكثرة توفر الألياف فيه، يساعد في تنظيم حركة الأمعاء، يمنع حدوث الإمساك ويقلل من الاصابة بسرطان القولون. كذلك، هو يساعد في خسارة الوزن والمحافظة على قوام رشيق لأنه يُشعر بالشبع. ولأن الغذاء النباتي غني بالخضار والفواكه، فهو يزود الجسم  بالفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة جيدة، لضمان مناعة قوية والحصول على بشرة طبيعية مشرقة.

من هم النباتيون؟

النباتيون هم الأشخاص الذين لا يتناولون اللحوم، الأسماك والدجاج في نظامهم الغذائي ويأكلون طعاماً نباتياً متنوعاً. وتتميّز الأنظمة الغذائية النباتية بأنها غنية بالألياف وقليلة الدهون (خاصة الدهون المشبعة غير الصحية).

هناك عدة أنواع من النباتيين…

• النباتي الكلي هو الشخص الذي لا يأكل منتجات حيوانية على الإطلاق Total Vegetarian: هذه المجموعة من النباتيين يمتنعون عن تناول كل أنواع اللحوم والمواد المستخرجة منها كالحليب، الزبدة، البيض...
• النباتي الذى يتناول منتجات الحليب lacto-Vegetarian: هذه المجموعة من النباتيين لا يتناولون اللحوم، الدجاج والأسماك، ولكن يتناولون الحليب ومشتقاته.
• النباتي الذي يتناول البيض ومنتجات الحليب  :Lacto-ovo-vegetarian يتناول هؤلاء الحليب ومشتقاته والبيض من دون أي لحوم.

خير نصيحة:

إن النظام الغذائي النباتي صحي جداً كونه يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون ونسبة عالية من الألياف. لكن إنتبهي! عليك اتباع نظام غذائي مدروس يحتوي على المأكولات المدّعمة بالمغذيات لتفادي نقص أي من العناصر الغذائية الضرورية.

إتباع نظام غذائي نباتي... ما مخاطره؟

يتمتّع النباتي بفوائد عديدة، لكن أثبتت بعض الدراسات أن النباتيين لديهم معدلات منخفضة من بعض العناصر الغذائية التي يجب أن يحرصوا على جعلها جزء من نظامهم الغذائي:
• الفيتامين B12: الأطعمة النباتية بشكل عام لا تحتوي على الفيتامين B12، والنباتيون الذين لا يتناولون مشتقات الحليب والبيض، يحتاجون إلى مصدر منتظم للفيتامين B12 مثل رقائق الفطور المعززة بهذا الفيتامين، وذلك بهدف تفادي نقص الفيتامين B12.
• البروتين: يمكن للبروتين المتوفر في الأطعمة النباتية أن يؤمّن الحاجة اليومية من البروتين إذا تمّ تناول الأطعمة المناسبة والجمع المناسب بينها. النباتي الذي يتناول منتجات الحليب لا يواجه مشكلة في الحصول على احتياجاته من البروتين لأنه يتناول مشتقات الحليب والبيض.

• الحديد: تكون نسبة الحديد منخفضة عند بعض النباتيين أكثر منه عند غير النباتيين. يتمّ امتصاص الحديد من المصادر النباتية بنسبة أقل من اللحوم، لذا تزداد حاجة النباتيين إلى الحديد. يتمّ تعزيز نسبة امتصاص الحديد عند تناول مصادر الفيتامين C مع الأطعمة الغنية بالحديد.
• الزنك: يظهر أيضاً أن النباتيين يحصلون على نسب منخفضة من الزنك. أطعمة الصويا، البقوليات، المكسرات وبعض الأطعمة المعززة بالزنك هي مصادر جيّدة لهذا المعدن.
• الكالسيوم والفيتامين D: النباتيين الذين يتناولون مشتقات الحليب يحصلون على الكالسيوم كالأشخاص العاديين. لكن حين يتمّ استثناء منتجات الحليب، نلاحظ انخفاضاً في نسب الكالسيوم. يُنصح بتناول حليب الصويا المدعمّ بالكالسيوم والفيتامين D، بالإضافة إلى التعرّض لأشعة الشمس للحصول على احتياجاتهم من الفيتامين D.

• الريبوفلافين أو الفيتامين B2: للنباتيين نسب منخفضة من الريبوفلافين المتوفّر في بعض الأطعمة مثل الحليب، اللوز، رقائق الفطور، اللبن، أطعمة الصويا، الموز، البروكولي...إذا تمّ التخطيط للأنظمة الغذائية النباتية بشكل مناسب، تكون صحية ومفيدة وتساعد في تفادي الأمراض المزمنة. يمكن لأخصائية التغذية أن تساعد في إرشاد النباتيين ليختاروا الأطعمة المفيدة والغنية بالمغذيات التي يحتاجونها بالإضافة إلى الجمع المناسب بينها لنظام غذائي متكامل.


يعتقد الكثيرون أن الإنسان النباتي -الذي يخلو نظامه الغذائي من أية منتجات حيوانية- غالبا ما يكون نحيفا وشاحب الوجه وفريسة سهلة للأمراض لضعف مناعته. ولكن يمكن للنباتيين أيضا التمتع بالصحة والعافية عند الالتزام ببعض الاشتراطات والحرص على إمداد الجسم بالعناصر الغذائية المهمة من خلال بدائل اللحوم.

وأوضح رئيس الرابطة الألمانية لأطباء التغذية بمدينة إيسن البروفيسور يوهانس فيكسلر أنه لا يوجد أي مانع من إتباع الأنظمة النباتية، لأنه إذا التزم الإنسان بإمداد جسمه بالعناصر الغذائية المهمة بشكل متوازن سيتمتع حينئذ بصحة جيدة للغاية ربما تكون أفضل من غيره ممن يتناولون الأطعمة الحيوانية.

وأشار فيكسلر إلى أنه نادرا ما يعاني النباتيون مثلا من زيادة الوزن، كما أنهم قلما يتعرضون لخطر الإصابة بأمراض العصر كالسكري وارتفاع ضغط الدم بفضل قلة احتواء الأطعمة النباتية على الدهون والكولسترول. وأضاف أن دراسة أجريت بجامعة أثينا في اليونان عام 2005 أظهرت وجود علاقة بين تناول اللحوم ومنتجات الألبان الكاملة الدسم وبين ارتفاع خطر الإصابة بالسكري، وأن دراسة أخرى أجريت بجامعة هارفارد عام 2008 أظهرت وجود علاقة بين تناول اللحوم وارتفاع ضغط الدم.

وأردف أن التقييم الصادر عن الجمعية الأميركية للتغذية عام 2009 أكد أن تناول الأطعمة النباتية يعمل على الوقاية من تكوّن حصوات الكلى ومن الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء، وقد يحدّ أيضا من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية.

وقاية من السرطان
وتشير خبيرة التغذية الألمانية تسيرا كارادينتس إلى أن مضادات الأكسدة الموجودة بوفرة في الفواكه والخضروات تعد من الوسائل الواقية من الإصابة بالسرطان، إذ تعمل على حماية الخلايا من التلف وتمنع تحولها إلى خلايا سرطانية.

وأكدت كارادينتس أن هناك شروطا خاصة لإتباع نظام غذائي نباتي وصحي في آن واحد، إذ يجب أن يشتمل على كميات كبيرة ومتنوعة من الفاكهة والخضروات الطازجة، كي يتم إمداد الجسم بالعناصر الغذائية الهامة بشكل كاف. ومن الضروري أن يوفر بدائل مناسبة عن الأطعمة الحيوانية.


التوفو يُصنع عن طريق تخثير حليب الصويا وتحضر منه العديد من الأطباق الشهية (الأوروبية)
وتنصح النباتيين بتناول البقوليات والصويا كي تحصل أجسامهم على البروتين، وتناول الحبوب الكاملة والبطاطا للحصول على الكربوهيدرات. أما عنصر الحديد فيمكن الحصول عليه عن طريق تناول المكسرات ومنتجات الحبوب الكاملة، وعنصر الكالسيوم  من الخضروات ذات اللون الأخضر الغامق مثل الجرجير ومنتجات الصويا.

بدائل سهلة
وأشارت تسيرا إلى أنه يمكن اليوم الحصول على بدائل نباتية عن الأطعمة الحيوانية بسهولة، فعلى سبيل المثال يمكن تناول حليب الصويا أو الحبوب عوضا عن الحليب البقري، ويمكن استبدال اللحوم بشرائح جبن التوفو (الذي يصنع من خثارة حليب الصويا) والنقانق المصنوعة منه، كما توجد أيضا العديد من أنواع الجبن النباتي.

بالمقابل حذرت مارغريت مورلو عضوة الاتحاد الألماني للنظم الغذائية وعلم التغذية بمدينة آخن، من أن الاستغناء التام عن تناول الأطعمة الحيوانية يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بنقص في بعض العناصر الغذائية، وخاصة عنصري الحديد والكالسيوم وفيتاميني "بي 12" و"دي".

ونبهت مارغريت إلى أنه إذا لم يحقق الأشخاص النباتيون التوازن في غذائهم فيمكن أن يصابوا بإنهاك مزمن نتيجة نقص عنصر الحديد، أو بكسور العظام نتيجة نقص عنصر الكالسيوم. وشددت على ضرورة أن يستشير هؤلاء الطبيب المختص بصورة دورية للتحقق مما إذا كان يتم إمدادهم بالعناصر الغذائية اللازمة بشكل طبيعي.