الدرن أو السل أو التدرن (بالإنجليزية: Tuberculosis) هو مرض معدي جرثومي تسببه عصية الدرن أو عصية كوخ يؤدي لتلف في أنسجة الرئة و/أو أعضاء أخرى من الجسم.
تظهر الأعراض المرضية، في مرحلة من المراحل، على نسبة تتراوح بين 5 و10% من الأشخاص المصابين بالسل
1.الكحة التي تتصاحب مع الدم
2.آلام في الصدر
3.قصر التنفس
4.فقدان الوزن
5.الحمى
6.الرعشة
7.الوهن
وأكثر الأشخاص عرضة للمرض الأطفال ومرضي الإيدز لضعف جهازهم المناعي.
عندما تضعف مناعة الجسم تتفعل العصيات السلية وتنتشر في كافة أنحاء الجسم الأعراض ارتفاع الحرارة والتعرق الليلي والتعب العام ونقص الوزن وتقص الشهية للطعام وضيق النفس والألم الصدري والبصاق الدموي.
عرف مرض الدرن منذ قديم الزمن، حيث وجد في بعض مومياءات قدماء المصريين، وقد ذكره التاريخ عبر العصور ووصفه بالمرض المميت. وتم اكتشاف البكتريا المسببة للمرض عام 1882 بواسطة د. روبرت كوخ الألماني الجنسية، وتوصل الباحثون إلي اكتشاف العلاج المناسب لهذه البكتريا من المضادات الحيوية منذ أربعين عاماً فقط، بعد أن تسبب هذا المرض في وفاة الملايين من الناس.
تنتقل جرثومة بكتريا الدرن Mycobacterium tuberculosis العصوية الشكل بالهواء أو من شخص لآخر, عند الأشخاص الذين يعانون من السل الرئوي النشط فإنه عند السعال، العطاس، الكلام، أو البصاق، فهم يقومون بإطلاق القطرات المعدية ذات القطر 0،5 حتي 5 ميكرون. يمكن بعطسه واحدة إطلاق ما يصل إلى 40000 قطرة. ويمكن لكل واحدة من هذه القطرات نقل المرض، لأن الجرعة المعدية لمرض السل منخفضة جداً واستنشاق أقل من 10 جراثيم قد تسبب العدوى.
الناس الذين في اتصال لفترات طويلة، متكررة، مع مصابين بالمرض معرضين لمخاطر عالية خاصة للإصابة بالعدوى، يقدر معدل الإصابة 22 ٪. وبإمكان شخص واحد مصاب بالسل نقل العدوى إلى 10 – 15 شخص سنوياً.، والناس الذين يتعاطون المخدرات بالحقن باستخدام إبر غير صحية والمقيمين والعاملين في أماكن تجمع عالية المخاطر، وطبيا المناطق الفقيرة والمنخفضة الدخل من السكان، والأطفال يتعرض للبالغين في فئات المعرضة للخطر، بسبب ظروف مرضى نقص المناعة مثل فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، والأشخاص الذين يتناولون عقاقير لكبت المناعة، والعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يتعاملون مع هؤلاء الاشخاص عاليين الخطورة.
احتمال انتقال الفيروس من شخص لآخر يعتمد على عدد من القطرات المعدية من قبل الناقل، وفعالية التهوية، ومدة التعرض، والفوعة من سلالة السلية. ويمكن، بالتالي فسلسلة الانتقال يمكن كسرها من خلال عزل المرضى الذين يعانون من مرض نشطة وفعالة. بعد أسبوعين من مثل هذه المعاملة، والأشخاص المصابين بالسل النشط غير مقاومة بوجه عام إلى أن يكون معديا. إذا لا يصاب شخص ما، ثم سوف يستغرق ما لا يقل عن 21 أيام، أو 3-4 أسابيع، قبل أن يصبح الشخص المصاب حديثا ناقل للمرض إلى الآخرين. ويمكن أيضاً أن ينتقل مرض السل عن طريق تناول اللحوم المصابة بالسل. المتفطرة البقرية يتسبب السل في الماشية. وهناك طريقة أخرى للعدوى عن طريق شرب الحليب الغير مبستر الذي يحوي عصيات M.bovis التي تسبب السل بالجهاز الهضمي.
تشخيص المرض مخبرياً بطريقتين منفصلتين :
- الاختبار الأول : اختبار السلين الجلدي Mantoux Tuberculin skin testing بالجلد للتعرف علي الإصابة بالسل لو كانت النتيجة إيجابية. لكن هذا الاختيار الذي يتم بحقن مادة بروتينية مستخلصة من بكتريا السل، لا يعطي نتيجة مؤكدة 100%. وتظهر نتيجة الاختيار خلال 48 – 72 ساعة من حقن الجلد.
- الاختبار الثاني : يتم من خلال تحليل البلغم للتعرف على الجرثومه (عصيات كوخ)، مع تصوير الرئتين بأشعة X الصدرية (صورة صدر بسيطة).
وحالياً تتبع تقنية حديثة وسريعة لتشخيص هذا المرض يطلق عليها تفاعل البوليميراز المتسلسل والتي يمكن من خلالها أخذ جزء دقيق من المادة الوراثية للبكتريا من عينة بلغم قليلة.
كان الدرن يسمى السل {الاستهلاك}، لانه يبدو أنه يستهلك الناس من الداخل، السعال الدامي، الحمى، الشحوب، هزال طويل لا هوادة فيه. الأسماء الأخرى المدرجه phthisis (اليونانيه للاستهلاك) ؛ سل الغدد الليمفاويه (في البالغين)، التي تؤثر على الجهاز اللمفاوي غدد العنق، درن البطن، درن الجلد ؛ الهزال والمرض ؛الطاعون الأبيض، لأنه يبدو أن المصابين بالدرن يعانون بشكل ملحوظ من الشحوب.
أكثر ما تصاب الرئتان وتسمى الحالة السل الرئوي وقد تحدث الإصابة في مناطق أخرى من الجسم وتسمى الإصابة السل خارج الرئوي والذي قد يصيب الأجزاء التالية من الجسم:
- الغشاء المحيط بالرئتين أو ما يسمى غشاء الجنب
- الغشاء المحيط بالقلب أو ما يسمى غشاء التأمور
- العقد اللمفاوية
- العظم قالب:الفقرات خصوصا لانها منطقه يوجد بها الاوكسجين بكميات آعلى
- الأغشيه المحيطه بالمخ (السحايا)
- الجلد
- الجهاز البولي التناسلي (قد يكون أحد أسباب العقم) إذا سبب التهابات في قنوات فالوب
- أقسام الجهاز الهضمي والغشاء المحيط بأحشاء البطن أو ما يسمى الغشاء البريتوني
- ارتفاع الاصابة بفيروس نقص المناعه البشريه والدرن واهمال مراقبة البرامج مكنت من عودة السل وظهور سلالات مقاومه للادويه ساهم أيضا في هذا الوباء الجديد.كان العلماء قد إستطاعوا فك الشفرة الوراثية لبكتريا الدرن عام 1998 مما سيمكنهم من التوصل لعلاج له والوصول إلي طرق جديدة للوقاية منه.ورغم أن السل بدأ ينحسر عالميا منذ عام 1980ويتوقع الخبراء عدم ظهوره في الدول الصناعية في عام 2010رغم أن التقديرات الصحية تشير إلي أن المرض أخذ يزداد عدد حالاته ما بين عامي 1985و1991. وندل الإحصائيات زيادنها 20%في الولايات المتحدة الأمريكية. وخلال هذه الفترة وحتي عام 2000تعرض أكثر من ثلث سكان العالم ببكتريا السل. ومما ساعد في انتشار المرض زيادة معدلات الإصابة بمرض نقص المناعة (الإيدز) ولاسيما في أفريقيا وآسياحيث زيادة انتشار هذا المرض.توصل الباحثون إلي علاجات منذ 40 سنة حققت نجاحا كبيرا في علاج المرض لكن 77% من المصابين بالمرض لايمكنهم الحصول أوشراء العلاج. والمرضى المصابون بالإيدز أكثر عرضة للإ صابة والموت من الدرن نتيجة للعجز في جهازهم المناعي. ففي بعض المناطق بأفريقيا نجد أن 75% من مرضى الدرن مصابون بالإيدز.أصبحت أدوية علاج الدرن حجر الزاوية في علاج المرض ولاسيما المضادات الحيوية.لكن علاجا واحدا قد يولد مناعة لدي جرثومته ضده. لهذا يعطي توليفة من العلاج تعطي لمدة لاتقل عن 6 شهور ولمدة قد تصل لسنة.وهذه التوليفة تضم مضادات الحيوية isoniazid, rifampicin, streptomycin, pyrazinamide, and ethambutol.من الأسباب الرئيسية لعدم العلاج الكامل من الدرن عدم انتظام مرضاه بتناول العلاج بانتظام علي المدي الطويل ولاسيما بعد شعورهم بالتحسن الشفائي الجزئي. مما يجعلهم نشطين في نشر العدوي بين الأشخاص.وتصبح شلالات البكتريا الممرضة أكثر مقاومة لأدوية السل.ولو عاد المرضي الذين إنقطعوا عن العلاج قبل تسعة شهور فسيحتاجون لمدد علاجية أطول وتكلفة أكثر. وظهور سلالات جديدة من بكتريا الدرن مقاومة لأدويته أصبح مشكلة خطيرة ولا سيما لايوجد أدوية حاليا للعلاج من هذه السلالات الجديدة.وهذا ماجعل منظمة الصحة العالمية تناشد الدول ولاسيما في أفريقيا وآسيا باتباع برنامج Observed treatment, short-course (DOTS) الذي يجعل المشرفيين الصحيين بمتابعة المرضي وتناولهم الدواء بانتظام أثناء الفترة المحددة للعلاج.وهذا البرنامج العلاجي قد اثبت جدواه في عدة بلدان آسيوية. ومما جعل السل ينتشر الهجرة والسفرالسريع بالطائرات والسياحة, وصعوبة التعرف علي المرضي به، مما جعله يعبر الحدود الدولية بسهولة. كما أن التشرد والفقر والزحام وسوء التغذية لهم تأثيرهم المتنامي في نشر المرض الذي أصبح قنبلة موقوتة في مصر.
تتوقع منظمة الصحة العالمية أن خلال العشرين سنة القادمة من بداية هذا القرن سيصبح عدد المصابين بالدرن مليار شخص أي حوالي سدس سكان العالم حاليا. وخلال هذه السنوات سيموت بالمرض 35 مليون شخص.اعلنت منظمة الصحة العالمية السل حالة طوارئ صحيه عالمية في 1993 ووضعت خطة عالمية لوقف انتشار السل تهدف إلى أنقاذ 14 مليون نسمة بين 2006 و 2015.هناك عدة إجراءات وقائية للحد من انتشار المرض من بينها تهوية الأماكن العامة والمزدحمة وضوء الأشعة البنفسجية المستمد من أشعة الشمس وإعطاء لقاح السل.هناك كثير من البلدان تستخدم اللقاح ضد الدرن كجزء من برامج مراقبة داء السل، وخاصة بالنسبة للاطفال. وكان أول لقاح الدرن في معهد باستور في فرنسا بين 1905 و1921.ولكن التطعيم ضد الدرن الجماهيري لم تبدأ الا بعد الحرب العالمية الثانية.[4]الوقايه فعالة أكثر من 80 ٪ ضد التدرن في الأطفال لمنع الاشكال الخطيرة السل (مثل التهاب السحايا).