ديفيد كوبرفيلد : بطل الرواية
ماكوبر : صديق ديفيد في العمل / الشخص صاحب الأطوار الغريبة والمثقل بالديون
الآنسة بيتسي : عمة ديفيد
بيجوتي : المربية العطوف والمخلصة لديفيد
ترادلز : صديق ديفيد في الطفولة
آجنيس : الملاك الطيب بالنسبة لديفيد .
دورا : حب ديفيد الأول والطفولي
كلارا : أم ديفيد
السيد ميردستون : زوج أم ديفيد الفظ والظالم
السيدة ميردستون : أخت السيد ميردستون العابسة والجدية
يوريا هيب : مساعد أب آجنيس اللئيم والمختلس
- إن رواية ديفيد كوبرفيلد تعد من أحب الروايات لنفس تشارلز ديكنز ، فقد كتب عنها قائلا : " من بين كتبي كلها ، أحب هذه الرواية أكثر من غيرها . ومثل أي والدين مُغرمين بأطفالهما : لدي في أعماق قلبي طفل أثير .واسمه ديفيد كوبرفيلد " .
- وقد يكون لهذا الحب سبب ،هو أن ديكنز نفسه عاش طفولة تعيسة وفيها كثير من البؤس ولهذا يمكننا القول- من باب الاعتقاد لا الجزم – إن رواية ديفيد كوبرفيلد قد تكون خير ممثل لحياة كاتبنا تشارلز ديكنز .
والرواية تلخص لنا قصة حياة البطل ديفيد، وما شهدته حياته من مآس عانى منها منذ طفولته أو بالأصح منذ أن أبصرت عيناه الدنيا ؛ فقد مات أبوه قبل أن يولد هو ، فتحملت أمه مسؤولية تربيته وكان في تلك الفترة التي عنيت بها أمه ومربيته الحنون بيجوتي به، سعيدا وراضيا عن حياته بل ومبتهجا؛ لما تزوده به أمه من حنان وعطف ودفء ، ولكن سعادته لم تكتمل ، وذلك عندما وقع الحدث الأسوأ في حياة طفلنا ديفيد وهو في الثامنة من العمر ، حدث زواجها من رجل آخر يدعى السيد ميردستون وميردستون لم يكن بالرجل العطوف بل على العكس من ذلك كان رجلا فظا لم يحب ديفيد منذ اللحظة الأولى ، ما دفعه دائما إلى أن ينصح أم ديفيد بألا تتساهل معه وان تقسو في تعاملها معه ، ومع الأيام زاد تعنيف هذا الرجل لديفيد إلى أن جاء يوم ضرب فيه ميردستون ديفيد ضربا مبرحا بالعصا بمبرر أنه مهمل ولا يهتم بدراسته ،ما دفع ديفيد لحظتها إلى الدفاع عن نفسه فقام بعض ميردستون من يده .
يغضب الأخير من فعلة ديفيد فيقوم بمعاقبته وذلك بأن يرسله إلى مدرسة داخلية فلا يستطيع رؤية أمه أو مربيته .
في المدرسة يقضي ديفيد أوقاتا سعيدة ممتزجة بحزن عميق في نفسه، لبعده عن أمه وعن مربيته الحنون بيجوتي ،وهناك يتعرف على صديقين له هما ترادلز الصبي الطيب والهادئ وستيرفورث الطالب الذي يكبر ديفيد سنا والذي يعجب به ديفيد إعجابا كبيرا ، وفي يوم عيد ميلاد ديفيد وأثناء تواجده في المدرسة يستدعيه المدير فيتوقع ديفيد أن هناك هدية بانتظاره من أمه ومن مربيته لكنه يفاجئ بأن زوجة المدير تنتظره ولكنها لا تنتظره كي تسلمه هدايا عيد الميلاد ، بل لإبلاغه بنبأ وفاة أمه، ذلك النبأ الذي يهوي على نفسه كالصاعقة ، فقد فقًد أعز إنسانة في حياته ، فقًد أمه .
يترك بعدها المدرسة قاصدا بيته ، ولكن السيد ميردستون وأخته لا يروقهما ذلك فبعد انتهاء مراسم العزاء يقوما بالاستغناء عن خدمات المربية بيجوتي وبعدها يقومان بالتخلص من ديفيد وذلك بأن يرسله ميردستون إلى عمل في إحدى مستودعات النبيذ ، يذهب هناك ويلاقي كثيرا من المآسي فعمله لا يتناسب مع سنه كطفل لا يتجاوز العاشرة فضلا عن أن من معه من عمال جميعهم غلاظ الأجسام أفظاظ في التعامل ، ما جعله يجد صعوبة في الانسجام معهم ، ولكنه يتعرف على شخص يدعى السيد ماكوبر يسكن معه ويستأجر له السيد ماكوبر شقة بجانب شقته المتواضعة .
في تلك الفترة يختلط ديفيد بأسرة السيد ماكوبر فيلمس طيبة أولئك الأفراد، وفي الوقت نفسه يلمس غرابة في تصرفاتهم فهم سعداء لحظة تعساء لحظة أخرى، والسيد ماكوبر هذا شخص اعتاد الدًين يُسير أمور بيته بالكاد ،ومع تزايد الديون عليه وعدم قدرته على تسديها ُسجن السيد ماكوبر،وفي السجن يقوم ديفيد بزيارته ،وعند خروجه من السجن يقرر وزوجته الذهاب للريف على أمل أن يلاقي عملا يمَكنه من الإنفاق على أسرته ، وهنا يقرر ديفيد ترك العمل فارا و باحثا عن احد أقربائه، فلا يجد سوى عمته الآنسة بيتسي فيقرر السفر باحثا عنها ، يعثر عليها بعد كثير من المعاناة وبعد ان يتعرض للسرقة .
يصل إليها منهكا ومتسخا ما يدفعها إلى طرده بادئا، ولكنه يعرفها بنفسه ويروي لها قصته التعيسة مع السيد ميردستون فتقرر أن تتولاه بالرعاية وأن تتبناه فتبعثه إلى مدرسة جيدة .
وفي أثناء ذهابه إلى المدرسة يستقر عند محام هو صديق لعمته ويتعرف على ابنته آجنيس التي تساعده في دراسته وتقف معه جنبا إلى جنب، و يظل مستقرا عند المحامي وابنته إلى أن ينهي تعليمه المدرسي وبعدها يقوم بالسفر كي يفكر بالخطوة التالية في حياته العلمية وأثناء رحلته تقوم عمته بزيارته وتقترح عليه أن يدرس المحاماة ، يوافق ديفيد ويبدأ التدريب في مؤسسة قانونية لمحام يدعى السيد سبينلو ، وذلك كي يتأهل لمهنة المحاماة .
عند السيد سبينلو يقضي جُل أوقات تدريبه ويعرفه السيد سبينلو على أسرته فيلتقي ديفيد بدورا ابنة السيد سبينلو ومنذ اللحظة الأولى يقع في حبها وتبادله الأخيرة نفس المشاعر ، الا ان العديد من العراقيل تقف في طريقهم، فعمة ديفيد تخسر كل ثروتها ويضطر ديفيد للعمل ليل نهار ، وكذلك عندما يعلم السيد بطبيعة العلاقة بين ديفيد ودورا يغضب ويرفض ان يزوجها لديفيد ولكن غرابة الأقدار تلعب دورها في صالح الاثنين ،فوالد دورا لا يلبث ان يتوفى بعد يومين من حادثة علمه بعلاقاتهما، تحزن دورا كثيرا على فقدها لأبيها وتذهب لتقيم عند عمتيها.
في تلك الفترة يتعطش ديفيد لرؤيتها فيستشير آجنيس التي تقترح عليه ان يستأذن من عمتيها كي يتمكن من رؤيتها ، تقبل العمتان طلب ديفيد وبعد اللقاء يتم الزواج بينهما .
إن الفرح عند ديفيد يأتي منقوصا ولا يكتمل، فالحبيبة دورا الصغيرة تصاب بمرض عضال وتتوفى بعد زواجهما بفترة وجيزة وتترك ديفيد حزين .
في تلك الأثناء تكون آجنيس تعاني من مكائد مساعد والدها يورايا هيب الذي كان يقوم بسرقة والدها واستغلاله ، ولكن ألاعيبه لا تطول فماكوبر- بعد عودته من الريف - يعين لديه كي يساعده في إدارة أعماله ولكن ماكوبر تأبى عليه نفسه الاستمرار في عمليات النصب والاختلاس فيقرر كشف كل ألاعيب يورايا ويبلغ ديفيد بذلك فتنكشف لديفيد وعمته بأن يورايا هو السبب في ضياع أموال العمة .
يُطلب من يورايا ان يسلم كل شيء للمحامي ترادلز – وترادلز هو صديق ديفيد منذ الطفولة - ، ويقوم والد آجنيس- التي اعتبرها ديفيد الملاك الطيب له والمرشد لكل خطوة في حياته- ببيع مكتبه وتسديد ديونه ، حينها يقرر ديفيد السفر إلى استراليا كي يحاول ان يخفف من حزنه على دورا الحبيبة ، وعند عودته يفكر بآجنيس ويتبين له بأن حبه لها أكبر من أن يكون حب أخ لأخته فيذهب اليها ويسألها ان كان هناك أحد يملأ قلبها ما، يدفعها إلى البكاء لانها لم تحب سوى ديفيد ولكنها لم تكن تستطيع البوح بمشاعرها .
يقررا الزواج من بعضهما ، ومع الوقت يصبح ديفيد كاتبا مشهورا ، ويعيش هو وآجنيس حياة ملؤها الحب والسعادة .
إن النهاية التي ختم بها ديكنز روايته نهاية سعيدة ، فبعد كل صنوف المعاناة التي لاقاها في حياته فإن الانتصار كان أخيرا للخير ،وهذه السمة نجدها عند ديكنز وهي ما يعرف "بالنهاية الشاعرية" التي تنتصر دائما للخير على حساب الشر . وقد لفتني في الرواية جملة تؤكد مفهوم النهاية الشاعرية تأتي على لسان آجنيس فتقول : " آمل أن يكون الحب والحقيقة أقوى دائما من الشر ".