الطريق الآمن لا يستمر مدة طويلة حتى وإن كنت قد تعودت عليه وأصبحت متأكد من سلامة محطاته ونهاية مشوارك فيه، هذا هو حكم الدنيا التي نعيش فيها والتي يستحيل أن تثبت على حال واحد مدة مكتملة.. فهي كموج البحر تنهض بك وتستقر وتمتد بك نحو لتقترب من الشاطئ وترجع لتسحبك للداخل وفجأة تشتد عليك وتصدمك بموجة عاجفة يمكنها أن تغرقك إن لم تكن مستعد لها وتراقبها قبل حدوثها، فيمكن أن تشعر بالغرابة عند دخولك مكان جديد يُعتبر مصنع بناء لكيان آخر لك ليؤهل للوصول لمراحل أكبر في حياتك؛ وإن تذكرت شعورك تجاه هذا المكان قبل أن تصل إليه وأنت مار بجانبه وتنظر إليه من بعيد كأنه شئ مقدس لك تنبهر به وتعتبر بوابته هي الوسيلة الرائعة التي تجعلك تنال الإنتماء إليه.. فحينها تشعر بإبتهاج قوي وتبدأ تطمئن نفسك وتقول بصوت عالي يوقذ كل خلية في جسدك رغم أن لا أحد يسمعه غيرك أنك متأكد من اليوم الذي سيأتي و تلتحق بهذا المكان؛ وبالطبع تنتابك طاقة إيجابية تجعلك على أتم الإستعداد أن تنحت في الصخر وتبذل أي مجهود يؤدي بك لتحقيق غايتك.
عندما يتحقق الحلم وتدخل من البوابة وتتأكد من حقيقة ما أنت فيه وتسير في مكان أحلامك كأنه ملكاً لك ولا يوجد أحد فيه يشعر بكم السعادة الذي تمتلكه عندما تتحول كل الوعود التي منيت بها نفسك إلى واقع تشعر أنك كنت على صواب وأنك تستحق ما أنت فيه، فعندما تدرك بغرابتك عن من حولك تحاول ان تتأقلم على هذا التغيير المفاجئ وتفتش عن أي بداية تليق بك ولا تزعج رواق سعادتك مع تحذيرك الهام بمفاداتك للمشاكل وتقبل كل شئ بإبتسامة هادئة لكي تحافظ على نمط أول يوم لك في المكان الذي أصبحت تنتمي إليه؛ لأنك عندما تتقدم بك الأيام سيكون هذا اليوم محفور بذاكرتك ولن تنسى منه إلا أقل التفاصيل فما أجمل أن تحتفظ بصورة هادئة لا يشوبها أي تعقيدات تعكر صفوها.. والروعة تلاحظ أنك تلفت الأنظار دون تعمد أكثر من أي شخص آخر وأن يوجد الكثير من يود التعرف عليك والتقرب منك؛ وبمرور الأيام مع إلتزامك بكيانك المنضبط وأسلوبك اللائق وكلامك المنمق وإبتسامتك الرائعة ونظرتك العميقة وجديتك المنفردة وجرأتك المسببة وتفاعلك الإيجابي تجد أنك لن تكون مغرور عندما تطلق على نفسك لقب نجم المكان، فتصل سعادتك إلى القمة عندما تجد أن الكثير من قادتك ورؤساءك يعيرون لك إهتمام كبير ويضعونك في مكانة عليا كنت لا تتخيلها، وبالطبع تجد أنك متميز عن من حولك من زملائك وأنك لا يجب أن تأخذ نفس أساليبهم التقليدية في إنجاز العمل دون الإستفادة أو الشعور البدائي للتقدم وتكون مثل الحمار يحمل أسفاراً.
الغيرة حارقة القلوب لن تتركك تعبر بسلام دون أن تحقق بعض المشاحنات بينك وبين غيرك من أصحاب القلوب الحاقدة، فتفاجئ بإنقلاب بعض الناس ضدك وتكتشف أن حالتهم كانت مستعصية من أمراض أغلالهم ولكنهم كانوا غير مفصحين عن حسدهم لك؛ وربما تسأل نفسك عن الذنب الذي لم تقترفه ليجعل كل هذه العواصف تُقام في وجهك والجريمة هي نجاحك، ربما تراودك عاطفة الخير بداخل عن أن هؤلاء المرضى مستمعتين بالحقد الذي يحرق قلوبهم ولا يرغبون بالعلاج الذي يجعلهم رائعين؛ عندما يبحثون في أنفسهم عن نقاط القوة التي تجعلهم متميزين وتجمع صلات النجاح أمام أعينهم لكي يتخلصوا من طاقتهم القوية في الحسد والتي ترتد إليهم من نفس النوع في الكراهية والأولى لهم أن يستغلونها في التفعيل المفيد للرقي بأنفسهم.. والكارثة الكبرى عندما تجد نفسك تعمل ضدك وتبعدك عن أهدافك وتسيقك نحو ما لا تحتسب وتجد نفسك خاضع لأشياء لم تتخيلها وتتوه في وادي من اللامبالاة لما كنت تعتبره معنى لحياتك، لتجد نفسك تسير في طريق لم تحسب ما ستلاقيه فيه وأن كل ما تراه وتحسه وتسمعه وهم وخداع والحقيقة أنك يجب أن تنفذ بجلدك قبل أن تغرق في بئر من الأكاذيب التي يمكن أن توصم حياتك لآخر يوم في عمرك؛ ويكون لها نتائج ووقائع تجعلك خارج السيطرة وتجعلك تحت أمر أناس آخرين يحولونك إلى شخص لاتعرفه.. وللأسف في الوقت الذي تحاول في أن تسترد حياتك القديمة بروعتها تختفي عنك هالتك المضيئة التي تستمدها من نجاحك الذي إنقطع بسبب العقبة التي أوقفت سيرك المنضبط، ولهذا السبب تحاول الإسراع في ترميم ما خلفته أي تجربة فاشلة إعترضت طريقك لكي تواصل ما توقفت عنده من نجاح، وعندما تستعيد فعلياً كل قواك تتأكد أنك أصبحت كسابق عهدك النجم البراق.
الشئ الذي لم تلاحظه أنك تطيل فترة نقاهتك لكي تنسى كل المآسي التي مرت بك خاصة وإن كنت تحاول قطع كل الروابط التي تذكرك بهذه العواقب والناس يعيدون عليك تذكرك لها، بأسئلتهم التي تتسرب إلى قلبك وتجعلك تريد صفع أحدهم لكي يصمت عن التدخل في ما يجعلك أسوء.. هيهات بين كيانك السابق المفعم بالحيوية التي تجعلك كالطلقة النارية وبين كيانك الحالي المتخاذل والذي يجعل منك نبتة ضعيفة تتطلب العناية لكي يشتد ساقها، فالشئ الملازم لك في مرحلة الترميم هذه هو الخوف والهروب من المستقبل لأن هناك وهم يسيطر عليك ويزرع فيك الشك نحو إستعادة قدراتك، فتبدأ في تضييع وقتك متعمد وتكون على علم أنك تفعل أي شئ إلا المطلوب منك وهذا بدافع الصورة المهزوزة الموجودة في عقلك.. وللأسف لن تفيق مما أنت فيه وتعيد ترتيب أوراقك إلا عندما تأتي الموجة العاتية التي تصدمك وتجبرك على السباحة لتتحرك نحو الشاطئ بدلاً أن تغرق، وبالفعل عندما يوقفك الفشل سواء إن كنت تتوقعه من البداية بسبب تخازلك أم فوجئت به بسبب ضياعك يبدأ معك شعور الحزن الذي يؤكد فيك أنك أخطأت في حق نفسك، وربما تبرر أنك مظلوم وأنك تتبع الأسلوب الصحيح لتحصل على النتائج المجدية ولكن هذا التبرير يمكن أن تقنع به أي أحد إلا أنت؛ لأنك تعلم ما زرعته وما ستحصده وأن النجاح ليس فقط أن تجتهد كثيرا ً ولكن الأسلوب الأقوى والأسرع هو الذي يكون هداف بالنسبة لك ويوصلك إلى ما ترغبه من نتائج بأبسط وأسهل الطرق.