|
كان هناك خلاف بين الباحثين حول موقع مملكة هذه الملكة وإدعت شعوب كثيرة أنها موطن هذه الملكة وأفترض عدد من الباحثين أنها مصرية وإثيوبية وسورية ولكن الأبحاث الأثرية أثبتت بما لايدع مجالاً للشك أن موطن مملكة سبأ كان باليمن وإن لم يُعثر لهذه الملكة بحد ذاتها أثر في نفس الوقت، لا ينفي علماء الآثار وجودها، وإن كان بعضهم يعتقد أنها أسطورة يمنية قديمة وجدت طريقها إلى العهد القديم لوجود تماثيل عديدةٍ لنساء في معبد بران أو "محرم بلقيس" كما يُسمِّيه اليمنيون، واعتقادهم - كونها ذكرت في العهد القديم والقرآن - أنه لا بد أن يكون للقصة سند آثاريٌّ في مكان ما
أنتجت العديد من الكتب والأفلام والروايات حول هذه الملكة الغامضة وقصتها مع الملك سليمان، الذي هو بدوره كذلك لا يوجد دليل آثاريٍّ واضح يشير إليه، سواءً في اليمن أو فلسطين ومصر القديمة وغيرها من حضارات العالم القديم.
في التراث اليهودي
العهد القديم هو أقدم النصوص الذي يشير إلى هذه الملكة دون أن يسميها أو يذكر من أين أتت تحديداً قاصراً ذكرها على أنها ملكة مملكة سبأ سمعت بخبر سليمان وحكمته فذهبت إليه لإختبار هذه الحكمة والتحقق منها. قادمة على ظهور الجمال بقافلة من الطيب والأحجار الكريمة والأبخرة الذي يذكر العهد القديم أن أورشليم لم تشهد مثلها من قبل التحقق من القصة من ناحية الآثار يكاد يكون مستحيلا , و لكن الإشارات إلى الطيب و الأحجار الكريمة التي " لم يأت بعد مثلها " دلائل أن المملكة التي كانت تحكمها بلقيس غنية بهذه العناصر. وقد كانت ممالك اليمن القديم كذلك
وسمعت ملكة سبأ بخبر سليمان لمجد الرب فأتت لتمتحنه بمسائل * فاتت إلى أورشليم بموكب عظيم جدا بجمال حاملة أطيابا وذهبا كثيرا جدا وحجارة كريمة وأتت إلى سليمان وكلمته بكل ما كان بقلبها * فاخبرها سليمان بكل كلامها. لم يكن أمرا مخفيا عن الملك لم يخبرها به * فلما رأت ملكة سبإ كل حكمة سليمان والبيت الذي بناه * وطعام مائدته ومجلس عبيده وموقف خدامه وملابسهم وسقاته ومحرقاته التي كان يصعدها في بيت الرب لم يبق فيها روح بعد * فقالت للملك صحيحا كان الخبر الذي سمعته في أرضي عن أمورك وعن حكمتك * ولم أصدق الأخبار حتى جئت وأبصرت عيناي فهوذا النصف لم أخبر به. زدت حكمة وصلاحا على الخبر الذي سمعته * طوبى لرجالك وطوبى لعبيدك هؤلاء الواقفين أمامك دائما السامعين حكمتك. * ليكن مباركا الرب الهك الذي سر بك وجعلك على كرسي إسرائيل. لأن الرب أحب إسرائيل إلى الأبد جعلك ملكا لتجري حكما وبرا * وأعطت الملك مئة وعشرين وزنة ذهب وأطيابا كثيرة جدا وحجارة كريمة. لم يأت بعد مثل ذلك الطيب في الكثرة الذي أعطته ملكة سبإ للملك سليمان * وكذا سفن حيرام التي حملت ذهباً من أوفير أتت من أوفير بخشب الصندل كثير جدا وبحجارة كريمة * فعمل سليمان خشب الصندل درابزينا لبيت الرب وبيت الملك وأعوادا وربابا للمغنين. لم يات ولم ير مثل خشب الصندلذلك إلى هذا اليوم * وأعطى الملك سليمان لملكة سبإ كل مشتهاها الذي طلبت عدا ما أعطاها إياه حسب كرم الملك سليمان. فانصرفت وذهبت إلى أرضها هي وعبيدها | ||||||||||||||||||||||||||
و يذكر العهد القديم أن مملكة سليمان دخلت عصرا من الإزدهار والثراء بعد هذه الزيارة، وأنه بنى عرشه من العاج وأغشاه بالذهب و جعل آنية الشرب كلها من الذهب وأن ملوك الأرض كلها أتت إلى سليمان أشعياء بأن أهلها سيأتون محملين بالطيب على ظهور الجمال ليعظموا المسيح اليهودي و يعتقد المسيحيون أن المقصود هو يسوع لم يذكر العهد القديم مالذي حدث للملكة بعد هذه الزيارة سوى أنها تعلمت من حكمة سليمان و عادت إلى بلادها الغير المسماة و لكن سبأ إسم أرض في الأساس كباقي أسماء القبائل في اليمن علاقة ملكة سبأ بالملك سليمان
لا توجد إشارات في الكتاب المقدس عن علاقة بين سليمان وملكة سبأ ولكن ورد
أنه كان لسليمان 700 زوجة و300 جارية و سليمان ليس نبيا كما هو في الإسلام بل ملك وتظهر النصوص غضباً من يهوه إله إسرائيل لتعلق قلبه بالنساء والتغاضي عن بعض أفعاله لإنه إبن داوود مع ذلك لا إشارة بعينها لعلاقة بين سليمان وبلقيس ولكن بنيت قصص العلاقة المزعومة في تعليقات أو تفاسير الأحبار إستنادا على ماورد عن حب سليمان للنساء في التوراة
المدراش و و التناخ فصلوا في القصة ,
ورد في المدراش أن الملكة سمعت بخبر سليمان وحكمته فقالت لقومها :"سأذهب لإختباره بأحاجي لأرى إن كان حكيما أم لا " ويبدو أنها كانت بارعة في مسألة الأحاجي والألغاز والأسئلة المعقدة و كان سليمان يحب الأحاجي ويكثر من تبادلها مع الملوك وهي علامة على الكفاءة والذكاء حسب مفاهيم العالم القديم فلما وصلت عند سليمان سألته : " أنت سليمان الذي سمعت عن مملكته و حكمته؟ " فأجاب سليمان: نعم. بلقيس : " إن كنت حكيما فعلا , فسأسألك أسئلة و أرني إن كان بإمكانك الإجابة عليها " سليمان : " لأن الرب يعطي حكمة . من فمه المعرفة والفهم " بلقيس : "ماهي السبع التي تخرج , و التسع التي تدخل، والإثنان اللذان يقدمان شرابا , و الواحد الذي يشرب؟ " سليمان :" السبع التي تخرج هي أيام الحيض والتسع التي تدخل هي شهور الحمل التسعة، والإثنان اللذان يقدمان شرابا هم الثديان والواحد الذي يشرب هو الرضيع "
فقالت بلقيس بصوت عال: " أنت حكيم فعلا ! سأسألك سؤالا آخر وأرى إن كان بإمكانك إجابتي ؟ "
سليمان: " الرب يمنح الحكمة " بلقيس: "أباك هو أبي، وجدك هو زوجي، أنت إبني وأنا أختك؟" فأجاب سليمان: "إبنتا لوط" (الذين حبلوا من أباهم لوط حسب العهد القديم) بلقيس: "يخرج كالغبار من الأرض، غذائه الغبار، يسكب كالمياه ويضيء المنازل؟" سليمان: "نافثا" بلقيس: "شيء عندما يعيش لا يتحرك وعندما تقطع رأسه يتحرك؟" سليمان: "السفينة في البحر" بلقيس : "ماهو الذي لم يولد بعد ولكنه أعطي حياة؟" سليمان : " عجل الذهب " بلقيس : "الميت عاش و يصلي والقبر يتحرك، من هو ؟" سليمان: الميت يونس وقبره الحوت. (أو السمكة كما هي مذكورة في التوراة)
وفصل كتبة التلمود في تفاصيل أخرى منها أن بلقيس عندما رأت أن سليمان إستطاع حل أحاجيها السابقة, قامت
بجلب أطفال صغار يرتدون ملابس متماثلة وطلبت من سليمان أن يفرق بين الذكور والإناث. فطلب سليمان من المخصيين عنده أن يأتوه بثمر البندق و حبوب ذرة ليلقوها أمام الأطفال. قام الذكور بجمعها وتعليقها تحت ثيابهم ولم يهتموا بكشف عوراتهم بينما الإناث علقن الحبوب والثمار على أطراف ملابسهن الخارجية فعلم سليمان أيهم الذكور وأيهم الإناث كون الإناث كانوا أكثر حرصاً من الذكور على الحشمة
واستمر الوضع على هذا الشكل وسألت بلقيس الملك سليمان أحاجي وألغاز كثيرة ويبدو من القصة وتعليقات الحاخامات
أنها أشبه بدروس دينية لكثرة الأمثلة التي أوردها سليمان على بلقيس عن أنبياء مثل لوط وأيوبوموسى وأباه داوود وكلها كانت لإقناع بلقيس بدين سليمان وأن مالديه من الحكمة الممنوحة من إلهه يفوق ما لديها حتى أيقنت بلقيس قائلة: "ليتبارك الرب إلهك إله إسرائيل" و تزوجت بلقيس من سليمان و أنجبت إبنا إسمه بن صيره إلا أن هذه الروايات كلها من تأليف حاخامات ورجال دين متأخرين أضافوا إلى القصة من عندهم الشيء الكثير ويعتقد حسب التراث في كابالا أنها العلاقة بينهم لم تكن شرعية ونتاج ذلك خرج من نسلهما الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني الذي كان مسؤولاً عما عرف بسبي بابل لكن لا دليل آثاري على أرض الرافدين يشير إلى قيام مملكة سبئية هناك أو أن أحد السبئيين حكم بابل يوماً. ولا تعدو المسألة أن تكون طعنا بالملك البابلي. ولا يوجد دليل آثاري واحد على سبي أو تدمير لأورشليم التي لم تذكر أصلاً بهذا الإسم في النصوص البابلية، بل تظهر أن نبوخذ نصر أقر منح أراض للفقراء في فلسطين ولكن توجد إشارات إلى مملكة يهوذا رواية يهودية مختلفة
إضافة إلى قصة سفر الملوك كتبة النصوص الدينية إختلفوا في القصة وتوجد رواية يهودية مشابهة لحد كبير للرواية الإسلامية.
الرواية مذكورة في (عبرية: ילקוט שמעוני يلقوت شيموني ) وكتابات اليمنيين اليهود المتأخرة بعد الإسلام، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
جمع الحاخام اللتواني لويس جنزبرغ الحكايات في كتابه المعنون (إنجليزية:Legends of The Jews - أساطير اليهود) بأسلوب أدبي
روي أن سليمان جمع عدد من ملوك الممالك المجاورة لمملكة إسرائيل لحضور عرض للحيوانات والطيور والجن والعفاريت الذين
كان يعرفهم سليمان بأسمائهم فرداً فرداً نادى سليمان على الحيوانات والطير والجن بأسمائهم فلم يجد الهدهد مما أثار غضبه وأمر بتعذيبه حتى أتاه الهدهد قائلا:
أثار كلام الهدهد إهتمام سليمان فآمر مستشاريه بكتابة رسالة إلى سبأ وعلقوها بطرف الهدهد الذي طار بها مع عدد كبير من الطيور متجها نحو سبأ.
وصلوا لأرض سبأ وكانت الملكة في طريقها للمعبد فهالها منظر الطيور التي غطت الشمس عنها فأقترب منها الهدهد ولاحظت أن على طرفه رسالة فأخذتها. فقرأت رسالة سليمان التي جاء فيها :
قرأت الملكة ما جاء في الرسالة وعقدت إجتماعاً مع مستشاريها الذين طلبوا منها تجاهل الرسالة قائلين
لم تقتنع الملكة وأرسلت هدايا وأطياباً وأخشاب وأحجار كريمة وأرسلت ستة آلاف عبداً مملوكاً ولدوا في نفس اللحظة و لساعة يرتدون ثياباً بنسفجية ومعهم
رسالة مفادها أنها قادمة خلال ثلاث سنين. خلافاً لقصة التوراة، لم تأتي بلقيس على ظهور الجمال بل أتت على ظهر سفينة كما ورد في كتاب جزنبرغ. عندما إقترب موعد قدومها أرسل سليمان أحد مستشاريه من قبيلة يهودا لإستقبالها فخرجت الملكة من عربتها ظناً منها أنه سليمان فسألها اليهودي عن سبب خروجها مجيباً أنه ليس سليمان و قادها إلى أحد قصوره المبنية من الزجاج. عندما رأت الملكة القصر توهمت أن سليمان جالس على الماء فرفعت ثوبها حتى لا يتبلل فلاحظ سليمان شعراً على ساقها فقال :
والشعر والطبيعة الغريبة لبلقيس هي صدى الأساطير عن أخوالها الجن وربط بعض الباحثين بين هذه الأسطورة وآلهة اليمن القديم الذين كانوا نصف بشر
ونصف حيوانات كالمقه وهي كذلك علامة على طبيعة شيطانية حسب مفاهيم العالم القديم عن الجن والأشباح بل إن بعض الباحثين مثل ويندل فيليبس ربط بين إسمها بالعربية بلقيس وبين النقوش التي تعظم الإله المقه بعبارة بالمقه مشيراً إلى علاقة بين إسمها وهذا الإله والإشارة إلى شعر على ساقيها هي إشارة رمزية مردها القوة، فيظهر في الكتابات اليهودية عن أسطورة شمشون أن سبب قوته كان شعره. فالشعر المذكور دليل على قوة هذه المرأة وهو مالم يرق لسليمان ونزعاته الجنسية حسب كتابات اليهود ولليمنيين أساطير مشابهة، فالأسطورة والتقاليد الشعبية اليمنية القديمة تؤكد أن بعض الجن يتلبس بهيئة بشر ويمكن التعرف عليه وإكتشافه من قدمه والتي تشبه أقدام الماعز ولعبت هذه الأساطير المتوارثة دوراً في قصة الملكة بلقيس وعلاقتها بالجن والعفاريت وعالم الأشباح في الموروث الشعبي في اليمن. في التراث المسيحي
ذكرت ملكة سبأ في العهد الجديد بأنها ملكة الجنوب أو ملكة تيمان
« ملكة تيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم.لانها اتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان وهوذا اعظم من سليمان ههنا»
في إشارة إلى يسوع بمعنى أن ملكة سبأ ستقوم بإدانة معارضي يسوع لإنها إستعمت لحكمة سليمان و يسوع أعظم من سليمان في الإعتقاد المسيحي
و يطلق اليهود لفظة (عبرية: תֵּימָנִי تيمان ) على يهود اليمن. و قال القديس جيروم بأن الإدانة المعنية ليست إدانة إلهية بمعنى أن ملكة سبأ لديها خاصية من خصائص الإله , إنما هو عتب على اليهود الذين رأوا المسيح و لم يصدقوه رغم أنها غويام و ربط المسيحيين بين قدومها محملة بالطيب و الحجر الكريم و الذهب بقصة قدوم المجوس الثلاثة حين ولادة يسوع لتعظيمه
ورد في كتاب الأسطورة الذهبية (لاتينية: Legenda aurea ليجيندا آوريا ) أن الملكة ركعت أمام حاجز
مصنوع من خشب الشجرة المحرمة لعلمها أن المسيح سيشنق عليها و لم تطأ على الحاجز الخشبي بقدمها بل خلعت حذائها و آثرت أن تمشي على الماء و عندها تحولت قدمها الغريبة إلى قدم إنسان مما آثار هلع سليمان فأمر بدفن الحاجز الخشبي الذي أكتشف بعد ألف سنة و صنعت منه الأخشاب لصلب المسيح في رواية أخرى إشارات عصر التنوير
إعتمد جيوفاني بوكاتشيو على كتابات المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس الذي عاش في القرن الميلادي
الأول , فأشار بوكاتشيو لملكة سبأ بإسم نيكولا ذاكرا أنها كانت ملكة مصر و إثيوبيا في كتابه المعنون من النساء المشهورات (لاتينية: De Mulieribus Claris دي مولي ريبوس كلاريس ) لكن كتابات يوسيفوس وصفت بأنها تعاني من إرتباك مزمن أو ضبابية شديدة و أنه بطبيعته كان متساهلا و مهمل ما تعلق الأمر بالأمور التاريخية التي لم يشهدها , فهو إعتمد على فلكلور الإثيوبيين ليشير إلى مملكة سبأ في مصر و وصف عالم الآثار وليام ألبرايت مندهشا من عدم دقتها و توافقها مع الأبحاث الآثارية و لكن بوكاتشيو أشار كذلك أنها كانت ملكة مصر و أثيوبيا و الجزيرة العربية قاطعة الصحراء العربية لمقابلة سليمان إلا أن كل هولاء المؤرخين إعتمدوا على العهد القديم بشكل رئيسي للكتابة عنها في التراث العربي الإسلامي
تختلف القصة قليلا في القرآن لأنه يذكر أن سليمان هو من أرسل في طلب الملكة التي لم يصرح القرآن صراحة باسمها لا العكس. كان سليمان يتفقد
حاشيته وكان من ضمن هذه الحاشية هدهد بالإضافة إلى حيوانات وجن وعفاريت وتفقد ذات يوم جنده من الطير فلم يجد الهدهد وغضب لذلك ووعد بتعذيبه حتى أتاه الهدهدمن سبأ بخبر يقين.
هناك إشارات آثارية كثيرة لمملكة سبأ جنوب الجزيرة العربية وتقديسهم للشمسلكنها لم تكن إلها رئيسيا فهم قدسوا المقه وعثتر وعددا من الآلهة الأخرى ومعبدهم
أو البانثيون الرئيسي كان في معبد بران في مأربككتابات العهد القديم الإشارات إلى ملكة بعينها في مملكة سبأ جنوب الجزيرة العربية لم تكتشف حتى الآن, ولا في الممالك الأخرى المعاصرة لسبأ كمملكة حضرموت وقتبان ومملكة معين. فقد اكتشف علماء الآثار عدداً كبيراً من أسماء ملوك ومكارب اليمن القديم، ولم يجدوا اسم امرأة بينهم. ولكن بعضهم بالمقابل - من الذين زاروا مأرب، مثل ويندل فيليبس - يؤمنون أن الأبحاث والحفريات فيها دون غيرها ستقود إلى اكتشاف هذه الملكة،وقال عنها بشيء من العاطفة:
« ليس لنا سوى أن نحلم أن نأتي إلى عاصمة سبأ خلال حكم الملكة العربية الأشهر. في النهاية, هي كانت باحثة من قلبها.»
يستمر القرآن بسرد القصة في سورة النمل بعد تلقي السبئيين رسالة سليمان التي ألقاها الهدهد
وكيف تلقت بلقيس الرسالة التي تطالبهم بعبادة الله والكف عن تقديس الشمس. وخلد القرآن موقف بلقيس إذ رفضت أن تستبد برأيها وطلبت المشورة من الملأ الذين هم بدورهم أكدوا لها ثقتهم بقدراتهم العسكرية وتركوا القرار النهائي لها. وأكد القرآن على قولها بشأن الملوك بقوله وكذلك يفعلون. فأرادت إختبار سليمان وأرسلت له هدية, لم يسم القرآن ما هي الهدية ولكن لا يستعبد أن تكون الهدايا هي ذاتها المذكورة في العهد القديم من طيب وأحجار كريمة وذهب. رفض سليمان الهدية وقرر الخروج بجيش ومقاتلة سبأ.
قبل خروج الجيش كما هو مذكور في القرآن, طلب سليمان من أحد حاشيته أن يأتيه بعرشها قبل قدومها ولم يذكر القرآن الهيئة التي أتت عليها وكيف قررت ذلك وما إذا علمت
برفض سليمان للهدية أم لاودخلت علىسليمان وقامت بجمع ثيابها حتى ظهرت ساقها لظنها أن بلاط سليمان أو الصرح كان ماء فأخبرها سليمان أنه صرح من زجاج يجري من تحته الماء, وحسب القرآن والتفاسير الإسلامية فإن اندهاش بلقيس من ملكسليمان وليس بالضرورة حكمته كما ذكر العهد القديم, هي سبب دخول بلقيس في دين سليمان الذي هو الإسلام حسب التراث الإسلامي
|